الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم المرأة العالمي ( الحالة السودانية ) ..

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2014 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


• التحية للمرأة السودانية على إمتداد ربوع بلادي ، وهي تعاني ويلات الظروف الإقتصادية السيئة ، وتجابد لنزع لقمة العيش ، هناك في الأرياف البعيدة المهملة ، في تلك البقاع النائية عن المدن ، هي وحدها تقوم بأعباء الأسرة ، وهي وحدها التي تعاني من قسوة الحياة ، في مناطق النزوح ، مناطق الحروب ، مناطق النزاعات المسلحة ، دارفور ، كردفان ، النيل الأزرق ، جنوب السودان ، شرق السودان ، الشمالية ، ولا نستبعد الخرطوم التي أصبحت مكباً لكل معناة الريف ، نعم المرأة هي أكثر فئات المجتمع تضرراً من مايحدث في بلادنا ، من إنتهاك للقوانين ، وعدم وجود رعاية صحية للأم والطفل ، وتطفل الحكام على حياتها إعلامياً دون تقديم خدمات حقيقية على أرض الواقع ..!!
• يمر علينا اليوم العالمي للمرأة 8 مارس ، وبلادنا محلك سر ، وقوانينا محلك سر ، وتنميتنا محلك سر ، لم نتقدم شبراً للأمام ، على الرغم من نضالات المراة السودانية التي إستطاعت في الأجيال السابقة إنتزاع حريتها ، وتعليمها ، ومكانتها السياسية ، ولكن هاهم يرحلون أمامنا بهدوء ، بالأمس رحلت عنا المناضلة سعاد إبراهيم أحمد ( ماما سعاد ) بعد حياة حافلة بالنضالات من أجل حقوق المراة المنتهكة ، وباليوم نرى ونسمع ذات العقلية المتخلفة الرجعية وهي ترمي وتقذف كذباً عبر إعلام منافق مضلل لتشويه سيرة المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم ، ولن تتوقف مسيرة التخلف والتجهيل ، ولكن في ذات الوقت لم تتوقف حتى اللحظة حواء السودانية من مواصلة النضال ، لكن تحت ظروف قاسية وأوضاع لا تحسد عليها ، وهي بين سندان إدعاءات المرأة الرجعية التي تساند قمع المراة وبين مطرقة القوانين التي لا تعطيها الحقوق ، وإن وجدت فهي على الورق ..!!
• لن نعطي القوى الرجعية فرصة لتمارس قمعها التجهيلي ، فهي تتربص وتتحين الفرص للإنقضاض على ذلك التاريخ الباهر الذي شرف المراة السودانية عبر تاريخ بلادنا ، وأصبحت علماً بين شعوب المنطقة ، وقدوة لنضالات المراة العربية والأفريقية ، ولكن الحقد والجهل والتخلف وعدم الفهم هم وراء سلوك هذه القوى التي تريد مسح هذا التاريخ ، والمبكي انها تستخدم نصوص دينية ، بعد أن تفسرها على هواها تفسيراً متخلفاً يخدم أيدلوجيتها المريضة ذات العقد النفسية المتراكمة عبر التاريخ ، ورغم القوة التي تتمتع بها هذه الأيدلوجيا في بلادنا اليوم لإمتلاكها السلطة والثروة والقوانين ، ولكنها فشلت في إقناع المجتمع وخاصة المراة بفكرها الرجعي ، ورغم إنتهاجها طريق القمع والإرهاب لكن هيهات ، فالقوة المادية وحدها لن تغلب شجاعة المراة وحريتها ..
• الأمم من حولنا وصلت لمرحلة إعطاء المراة أجرها نظير علمها المنزلي ونظير تربيتها للأبناء ونظير إرضاعها للطفل ، فهذه الوظائف غير مرئية لمجتمعنا ، ولكنها هي أساس المجتمع وبنيته التحتية ، في الوقت الذي تحاكم فيه قوى الظلام في بلادنا المراة السودانية لإرتداها البنطلون وتجلدها لسقوط الطرحة من رأسها سهواً ، ولكن يكفينا شرفاً صمودهن في وجه الجلاد ، ونضالهن المتواصل ، ويكفينا ذلك الإرث النضالي النسوي التي توارثته الأجيال الجديدة من أمهات النضال السودانيات ، معاً لنقف إجلالها وإحتراماً في هذا اليوم للمراة السودانية المبدعة صانعة أمجاد هذا الشعب على مر تاريخه النضالي الناصع ضد قوى الظلام والجهل ..

مع كل الود ..










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر