الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون والممارسة الحزبية

عبدالله مشختى احمد

2005 / 7 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الاحزاب السياسية العاملة اليوم على الساحة العراقية وبالرغم من مواقفها الايجابية من الديمقراطية والحرية والتعددية وحقوق الانسان فى برامجها ودساتيرها المكتوبة
ودساتيرها الى انه فى الممارسة العملية نرى عكس ذلك فكل الاحزاب تحب هذه الكلمات الجميلة والرنانة التى تعبر عن مغزى انسانىوتجعل منها شعارات ومانشيتات كبيرة وتعلقها وتوزعها بين قواعدها وجمهورها وتبالغ كثيرا فى طرحها وتتمسك بها الى حد عدم المساس بمصالحها الحزبية ولكن اذا مست جانبا من جوانب مصالح الحزب او ورأت بانها ستؤر سلبا على نفوذها او مركزها او شعبيتها نرى بانها تتوجه للالتفاف عليها وخلق الف مبرر لتصرفها هذا كما يروى عن رجل عن رجت كان يؤم الصلاة فى قرية ما وهذه حكاية شعبية ارجوا ان لا يؤخذ على ذهب اليه يوما رجل من السذج لاستشارته قال له استاذى لقد قضيت اليوم حاجتى وانا باتجاه القبلة فقال له امامه لقد خرجت من الطريق وعليك تطليق زوجتك وبعد ايام رأى الرجل نفسه صاحبه وهو يقضى حاجته وهو باتجاه القبلة فقال له انك ايضا فعلت ما فعلته انا ويجب ان تطلق زوجتك فرد عليه صاحبه لا انا قد غيرت اتجاه الرأس فكذا الحال مع احزابنا انها تغير الرأس كلما دعت الى ذلك حاجتها

ان العراقيين كنوا متحمسين للحياة الحزبية ولا يزال هناك جموع غفيرة متحمسة لها وهى مستعدة للتضحية لاحزابها التى تنتمى اليها وامامنا عشرات بل ومئات الامثلة بهذا الصدد الى درجة ان الاخوة فى العائلة الولحدة كنوا يتقاتلون ويتضاربون بعد نقاش بينهم كل يدافع عن افكار الحزب الذى ينتمى اليه، ان الاحزاب اليوم لا تتقبل النقد الداخلى بين صفوفها واذا ما تقدم احد من الحزب ببيان سلبيات حزبه او انتقدها لالسباب معينة فانه سيتحول الى انسان فوضوى او مشبوه او ضد الحزب من منظور المسئولين عن ذاك الحزب ولنا شواهد فكم من من الاعضاء قد اهملوا او اجبروا على ترك صفوف حزب معين لا لسبب فقط لانه انتقد بعض مواقف حزبه من الاحداث او القضايا الاساسية للمجتمع التى كانت تتطلب مواقف معينة.

فى المرحلة الحالية اى بعد انهيار النظام الفاسد انحسر الحماس الحزبى لدى قطاعات واسعة من المواطنين فى بعض المناطق وبقائها فى مناطق اخرى وذلك بسبب فقدان ثقة المواطنين بالكثير من الاحزاب التى دخلت الى الساحة بعد عملية تحرير العراق نتيجة للوعود التى قطعتها بعض الاحزاب للشعب ولم يتم تنفيذها او لسوء سلوك بعض منتسبى هذه الاحزاب او لسوء تصرفات بعضا من تلك الاحزاب واستغلال الظروف الغير الطبيعية للبلد لتحقيق مصالح حزبية ضيقة لان هناك احزاب فى اللبلد ترى ان مالحها الحزبية اولى من المصالح الوطن العليا وان عليها استغلال الفرصة وعدم تفويتها من اجل الحصول على اكبر قدر من الامتيازات سواء كانت شرعية ام لا، ان معظم الاحزاب الموجودة على الساحة السياسية العراقية اليوم والتى تدعى بتمثيلها لجمهور معين انها افتراء لا اكثر ولا اقل ان كل حزب منها تمثل فئة معينة من بين الف والى عدة الاف وذلك حسب حجم قاعدة هذا الحزب او ذاك ، فالمراكز والدرجات والمناصب والامتيازات التى توزع على الاحزاب يأخذ كل حزب نصيبه ويتولون اصحاب القرار والنفوذ فيها بتوزيع حصتهم على من ؟ على اولى ذى القربى اولا اى اقرباء وذوى قادة الاحزاب ومن ثم عشائر مسئولى الاحزاب وافخاثهم وبنى قريتهم ونادرا ما يتم البحث عن ذوى الكفائات او حملة الشهادات وهذا فى حالة واحدة فقط عندما لا تتوفر لديهم من المقربين اختصاص علمى او فنى مؤهل عندها قد يبحثون عن اخر من خارج العيلة كما يقولون.

هذا السلوك وهذه التصرفات الغير المسئولة والاجراءات الغير العادلة لدى معظم الاحزاب قد ولدت لدى الكثير من المواطنيين الشعور بالاحباط وعدم الثقة بهذه الاحزاب والقوى السياسية التىتسيطر على الساحة العراقية والتى اغتنمت فرصة خلاص العراقيين من الدكتاتورية وقبولهم ولو مؤقتا بمن يسيطر على العمل السياسى كى يأخذ نفسا من الحرية بعد معانات استمرت عهودا طوال . فى ضل الدكتاتورية الحزب الواحد المطلقفى الحكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا