الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحمد يوسف أحمد

نصارعبدالله

2014 / 3 / 8
سيرة ذاتية



من بين الثوابت التى نتفق عليها ـ نحن جيل الستينيات من خريحى كلية الإقتصاد والعلوم السياسية ـ رغم اختلافاتنا الكثيرة فى النظر إلى المواقف وإلى الناس والأشياء ...من ثوابتنا أن: "أحمد يوسف أحمد" هو من أنبل وأجمل ما فينا!! ..لا أعرف أحدا من زملائنا الذين عاصرونا أو حتى من الذين جاءوا بعدنا ممن عرفتهم بعد ذلك، إلا وهو يرى نفس الرأى ويشعر نفس الشعور! ...عرفت أحمد يوسف لأول مرة فى مارس عام 1966 عندما تصادف جلوسنا جنبا إلى جنب فى المدرج الكبير بمبنى ملحق كلية الحقوق ( الذى كانت تشغله كلية الإقتصاد فى ذلك الوقت )، ننتظر بدء إحدى الندوات التى كانت كثيرا ما كانت تعقد فى الكلية والتى كانت دائما تلقى إقبالا كبيرا، كنا فى الفصل الدراسى الثانى، ولم يكن قد بقى على تخرجى سوى بضعة أشهر، بينما كان هو فى أول أعوام الدراسة حين أتيح لى أن أتجاذب معه أطراف الحديث قبل الندوة، ومنذ الوهلة الأولى بهرنى بأفكاره المرتبة ورؤيته الواعية المتعمقة، وتمنيت يومها لو أن الفرصة كانت قد أتيحت لى لكى أعرفه قبل ذلك (على الأقل منذ بداية الفصل الدراسى الأول!!) .. بعد تخرجى والتحاقى بالعمل ـ (باحثا اقتصاديا بالبنك المركزى) ـ كان أحمد يوسف واحدا من الذين حرصت على استمرار التواصل معهم كلما سمحت الظروف، ..كانت سماته الفكرية تزداد مع الوقت نضجا واتضاحا، فهو قادر دائما على التمييز بين ما هو جوهرى وما هو عارض ، وبين ما هو أساسى وفرعى ، وهو قادر دائما على التفكير الموضوعى الهادىء المتجرد من الأهواء والإنحيازات ، رغم أنه ـ مثل كل أبناء جيلنا تقريبا ـ واحد من المهمومين بهموم الأمة العربية والموجوعين بأوجاعها والمتطلعين إلى مستقبل لها أفضل من الحاضر، وهو قادر دائما على العرض الواضح والمقنع لأفكاره مما جعله فيما بعد واحدا من الأساتذة المتميزين بالغى التميز فى كلية الإقتصاد والعلوم السياسية بشهادة زملائه وتلامذته، ثم بعد ذلك أستاذا ومديرا مقتدرا لمعهد البحوث والدراسات العربية،.. أهم من سماته الفكرية كانت سماته الإنسانية والأخلاقية التى كانت تزداد مع الوقت تأكدا ورسوخا، فهو ينضج ويتطور ..نعم ..لكنه لا يتحول كما فمل الكثيرون مع تحولات الريح!، بل يبقى دائما مخلصا لمبادئه وتوجهاته، قابضا على كلمته ولو كانت هى الجمر، وهو مدرك دائما لقيمته كباحث ومفكر، مترفع عن السعى إلى المناصب أو التكالب على الأضواء، ومع هذا فهو لا يبخل بجهده على المنصب العام حينما يجيئه المنصب العام دون سعى منه ، لكنه لا يتعامل معه حينئذ باعتباره مكسبا أو غنيمة بل باعتباره عبئا وواجبا يتعين عليه أداؤه ، وعندما يرى أن الموقع الذى وضع فيه لا يحقق الحد الأدنى من الهدف المأمول منه فإنه ينسحب منه فى هدوء ودون ضجيج أو محاولة للمتاجرة الإعلامية بالموقف الذى أملاه عليه ضميره (على سبيل المثال فقد استقال فى صمت من المجلس القومى لحقوق الإنسان عام 2010 عندما شعر بأن التوصيات التى يقدمها المجلس لا يلتفت إليها أو لعلها لا تقرأ من الأصل! )...وفى السنوات الأخبرة واجه الدكتور أحمد يوسف نفس المشكلة التى يعانيها الكثيرون من أصدقائنا والتى يعانيها أيضا الكثيرون من ابناء شعبنا المصرى وأعنى بها التليف الكبدى الذى استلزم فى النهاية سفره إلى باريس لإجراء عملية نقل كبد ، وقد كللت العملية بالنجاح، وعاد إلى القاهرة فى فبراير الماضى حيث أخذ يتماثل تدريجيا للشفاء الذى نسأل الله أن يتمه عليه، وأن يعيده موفور الصحة والعافية لكل تلاميذه وأصدقائه ومحبيه ولكل العارفين بقدره ، أولئك الذين يعلمون جيدا أن مثل هذا النموذج الرائع الجميل وإن كان نادرا فى كل الأزمنة ، فهو فى زماننا هذا أشد ندرة .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كنوز الفيلسوف
أحمد خيري - قنا ( 2014 / 3 / 9 - 00:57 )
اعتدنا الفيلسوف الدكتور نصار عبدالله _ دائماً_ يكشف لنا عن الجديد من الكنوز الإنسانية التي تمتلئ بها بلادنا دون إدراكنا لقيمة وجودها أو حتى وجودها من الأساس

اخر الافلام

.. لماذا استبعدت روسيا ولم تستبعد إسرائيل من مسابقة الأغنية -يو


.. تعليق دعم بايدن لإسرائيل: أب يقرص أذن ابنه أم مرشح يريد الحف




.. أبل تعتذر عن إعلانها -سحق- لجهاز iPad Pro ??الجديد


.. مراسلنا: غارة إسرائيلية على بلدة كفركلا جنوبي لبنان | #الظهي




.. نتنياهو: دمرنا 20 من 24 كتيبة لحماس حتى الآن