الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في رواية - عشاق الصحراء - (2)

بوزيد مولود الغلى

2014 / 3 / 9
الادب والفن


1-العتبات :
الغلاف :
لملمت صورة أو لوحة الغلاف شتات الأمكنة التي توزعت على مسرحها الأحداث ، فتضمنت على وجه التفصيل تفاصيل جسد الصحراء الساحر الذي شد بسحره وجماله قلوب العشاق المولهين الذين ظلت قلوبهم مشدودة إلى الوطن العصي على التمزيق المشار إليه على لوح الغلاف بالخريطة التي تربط في الوعي بين مختلف أجزائه ومناطقه التي حرصت الروائية على إظهار تلاحمها في هذا المقصوص : " فرأى المواطنين متعايشين في شتى بقاع الوطن ...كانت الأكلات في المطاعم الشعبية تتنوع بين الكسكس الدكالي والطنجية المراكشية و البكبوكة الوجدية "
إن تضمين الغلاف صورة الواحة والصخر و البحر والكثبان الرملية و الشمس المشرقة المضيئة عتمة الصورة ، ينبئ عن بعض الأفضية التي دارت فيها أحداث الرواية التي بدأت باستعادة جزء مرير من الصراع حول الصحراء انتهى بطرد المحتل الاسباني بعد مكثه زهاء 91 سنة حسب منطوق هذا المقبوس : " الصحراء أرض صابرة يا بني ، لقد مكث فيها الاستعمار 91 سنة متصلة من 1884 إلى 1975 ، وقد توزع صبرها على كثير من أبنائها ، وأنت منهم " ، وانتهت بعودة " أبناء سالم " سالمين بعد أن تقاذفتهم الرياح وفرقتهم إلى مشايع للانفصال و معارض له ذاق مرارة التعذيب في المعتقل .
عنوان الرواية:
إن بنية العنوان النحوية القائمة على " مركب إضافي " مشكل من مسند بصيغة الجمع ( عشاق) ومسند إليه بصيغة المفرد المعرف ( الصحراء)، ينهض تعبيرا مجازيا عن حب جماعي لمعشوقة واحدة ، و سواء أكان القصد من ذلك الإيحاء بفرادة منزلة الصحراء في القلوب ، أم الإيماء إلى أن دور البطولة في الرواية لم يسند إلى شخص واحد كما نتوهم من متابعة مسار " سالم " / قطب الرحى الذي دارت حوله وتجمعت شخصيات لها نصيب من البطولة في الرواية ( أبناؤه وصديقه خوسي الذي لم يتبين أنه مغربي نشأ في حلية الاستعمار إلا في الفصول الأخيرة من الرواية حيث سيشرف على نهايته مغدورا من قبل جماعة متشددة ، فان المعول عليه ، أن وصف العاشق قد أسبغته الروائية على هؤلاء جميعا في سياقات متعددة نذكر منها :
_ خوسي :"
مولود : استطاب مولود المقام بين اهله استطابة وعشق تلك الصحراء عشقا خصوصا وانهم عقروا ناقة لأجله :
سالم : " رد سالم وهو يرفع صوته عاليا : " عاشق الحرية لا يرهبه شيء ، سلاحي هو إيماني بعدالة قضيتي "
ورغم أن عشق الصحراء ملأ قلوب كثير من شخصيات الرواية ، فان عنوانها مقتبس حسب منطوق المقطع الآتي من فكرة راودت محمدا خلال فترة اعتقاله ، فهي باختصار تجربة قال عنها السارد :" الجميع يعلم جزءا يسيرا من قصته، هو وحده يروي فصولها كاملة ، لذلك ، فقد ظل يحتفظ بتلك الأوراق البالية التي يصادفها في معتقل تندوف كلما خرج وحملتها الرياح إلى تلك الباحة البئيسة ، دون عليها أبواب روايته التي عنونها ب " عشاق الصحراء " ، يقصد كل عاشق تاقت نفسه الى الحرية والكرامة بعيدا عن أغلال الاستعمار الذي نبت تحت عباءته ، وأرضعه الذل منذ طفولته " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??