الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات والعهر السياسي

جواد الماجدي

2014 / 3 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


الانتخابات والعهر السياسي
جواد الماجدي
ملعونة هي السياسة، إنها كعاهرة الليل، لا صديق لها، ولا حبيب، كل مبتغاها إرضاء النفس اللوامة، لتجد في الصباح ألد أعدائها من كان ولي حميم.
الحرباء حيوان متلون بطبيعته، خلقت لتتعايش مع الطبيعة، لأسباب لا يعلمها إلا خالقها، إما أن تكون هروبا من الأعداء، كي لا تكون فريسة سهلة وواضحة للمفترسين؛ أو كنوع من طلب الرزق، كي لا تميزها الفريسة وتهرب. نحن بنو البشر. خلقنا الباري في أحسن تقويم(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)، وفضلنا على جميع المخلوقات (وفضلنا بني ادم) لنعيش ضمن معتقدات، ومبادئ كنا قد ولدنا عليها، أو تم اكتسابها بالمعرفة، أو الهداية منه. اليوم نجد إن بعض البشر إن لم نقل اغلبهم أصبح كالحرباء يغيرون وجوههم، ومبادئهم في كل لحظة، وموقف، تزامنا مع مصالحهم الشخصية، تاركين المعتقد، والمبدأ الذي قد يضحي الإنسان بنفسه لأجله؛ وما الإمام الحسين عليه السلام إلا شاهدا حيويا على ذلك ليضحي بنفسه، وإخوته، وأبنائه، وأصحابه، ويعرض نسائه للسبي مقابل عدم التنازل عن المبدأ! ونحن ندعي بالاقتداء بالحسين.
السياسة، والمناصب، والكراسي، والمال، والمصالح، وغيرها أصبحت هي المسيطرة علينا، لا مبادئنا، وقيمنا ،وعقيدتنا.
بعض سياسيونا والمتسيسون الجدد أصبحوا متسكعين على دكاكين الأحزاب، بغية الحصول على رزق شيطاني، أو منصبا دنيويا، حاله حال الحرباء، يتلون بلون ذلك الحزب، أو تلك الكتلة، وتراه يمتدح الحزب، أو الشخص، الذي كان يذمه بالأمس، والعكس صحيح، متناسيا القول المشهور(لا تمدح صاحبك تحتاج مذمته) وليس المذمة هنا من الانتقاص، أي قد ينكشف لك معدنه عند التجربة، أو الاحتكاك.
قبل أيام، تكلمت مع احد الإخوة ممن ترشح في إحدى القوائم الانتخابية الذي سبق أن ترشح ضدها في الانتخابات المحلية، وتكلم عنها بالسوء، واتهمها بالسرقة، وعدم المصداقية، والوطنية، وعدم إطاعتها للمرجعية، لنجده احد مرشحيها في الانتخابات البرلمانية القادمة ليمتدحها ليس حبا بها، وإنما ظنا منه بالوصول لكرسي البرلمان عن طريق فضلات رئيس القائمة.
الكثير من هذه النماذج الحرباوية نجدهم ضمن قائمة معينة يدافع عنها، ضنا منه الاستفادة، وما أن يحس بعدم الاستفادة منها يتجه إلى أخرى، هنا يكون العتب على دكاكين العهر السياسي الذي تستقبل كل نطيحة، ومتردية، لاستفادتها من الأصوات التي تجلبها هذه الحرباء، أو تلك لتتركه خارجا.
(لو وضعوا الشمس بيميني، والقمر بيساري، ما تركت هذا الأمر) أية عقيدة هذه، وأي رسوخ ذاك، يا من تدعون التاسلم، والتدين، اتقوا الله ينجيكم.





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


اخر الافلام

.. في شمال كوسوفو.. السلطات تحاول بأي ثمن إدماج السكان الصرب


.. تضرر مبنى -قلعة هاري بوتر- بهجوم روسي في أوكرانيا




.. المال مقابل الرحيل.. بريطانيا ترحل أول طالب لجوء إلى رواندا


.. ألمانيا تزود أوكرانيا بـ -درع السماء- الذي يطلق 1000 طلقة با



.. ما القنابل الإسرائيلية غير المتفجّرة؟ وما مدى خطورتها على سك