الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حر ديمقراطي , كن إنسان , أولا

احمد مصارع

2005 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


الإنسان من الأنس بالعربية , بعيدا عن حياة الهوام والجرذان , ومنطق التوازن الوحشي للطبيعة المجردة من كل أخلاق , أما النسيان فلا بسبب وضوح فراغ حلقة الدوران , وكأن الماضي هو الشيء الوحيد الذي بمقدوره ليس كن , بل كان , ( كان ) , وكل تطور هو ضرب من الهذيان , ومحكمة الأنا الأعلى الذي ديس بالأقدام , يصرخ مفجوعا , من الذي خدم العقل , ما لذي أهان , بل ويشكو معتبرا , خصمه القريب ( x ) , كان خان , وبئس القوم عقدوا خصومتهم مع الوهم , ممن يصعب عليهم الاعتراف بلا عقلانية الوهمان .
الديمقراطي والنظام الديمقراطي ؟
المشكلة أو المساءلة التي لم تنقطع يوما , وفي كل العصور , عن الديمقراطي الإنسان البشري , الذي يرفض أكل لحم أخيه ميتا , هل يمكن له حقا أن يكون تاريخيا متبدلا وفقا لحاجة الأ عصر , وعلى شماعته يتم تعليق الجرائم الأبدية ؟ وكأنه الفتنة هو ووحده من أيقظ الفتنة الدائمة ؟ وكان الناس في جهلهم سعداء فوق الغاية , فلماذا التداول , ولماذا الانتخاب الطبيعي بحثا عن الحياة الأفضل ؟ بل لماذا التضحية بالغالي والنفيس , ومن أجل هدف تافه للغاية ( الحياة الأفضل ) , ولماذا المعاناة ؟ ولماذا التطور أصلا ؟
هل بمقدور الخيار والاختيار , أن يلمع شكل النهاية الحتمية ؟ وهل الديمقراطية مجرد فلسفة وجدانية , وما علاقتها بفلسفة الحرية ؟
يحمل المفهوم الديمقراطي في طياته قدرا كبيرا من العدالة , العدالة في توزيع الخير أو الشر , في التداول على السلطة , وذلك عن طريق الألاعيب الخفية , والعلنية , وفي مهرجانات الفرح , والوعود الخلبية لتحقيق حياة أفضل , من أنهار العسل واللبن , وهو ثواب دنيوي يحاكي السيناريو اللاهي , حينما لا يكون هناك لدولة ديمقراطية مدججة بالسلاح ؟
ويمكن أن تعمل من خلاله أكثر الجماعات الإجرامية ,من أجل تفاعل إجرامي أقتل , كأن يتشاور هؤلاء ( البشر) عن أنظف الطرق بالقضاء على ضحاياهم ؟
يبدو السؤال التالي مفتعلا بعض الشئ , هل الديمقراطيون هم الذين يصنعون النظام الديمقراطي ؟ وعلاقة ذلك بالمنطوق العكسي لنفس القضية ؟
السؤال لا يستهدف فصل الديمقراطي كخلية , ونواة عن الجسم الديمقراطي , ففي الخلية الديمقراطية خصائص حيوية مكثفة عن النظام الديمقراطي , ولايمكن للايزومورفية ,أو التساوي بالقدرة بين الجزئية والكلية ,
أن تمحو الفوارق المضافة , والمعقدة , لاختلاف عمل الأعضاء والأجهزة عن حياة الخلية , ولكن الأهم في القضية المطروحة , يكمن في الجانب المنهجي , أي عندما يعمل الفكر على تحليل طبيعة كل من طرفي القضية من زاوية العلاقة بين النتيجة والسبب , بشكل مفرد , وعن التداول فيما بينهما ( سبب, نتيجة ) أم ( نتيجة , سبب) , أو ( سبب, نتيجة , سبب ..) بشكل مركب ,.فمن المقبول الإقرار بعجز الأنظمة على إنتاج الخلايا الملائمة , فالنظام الاشتراكي لم يخلق الإنسان الاشتراكي , وهذا ليس استثناء , والعلاقة جدلية .
إن أقوى مصادرة يمكن لها أن تنسف المسالة الديمقراطية وتحيلها الى اليوتوبيا , وعالم اللاممكنات , هو بافتراض , أن النظام الديمقراطي هو المنتج حقا للفرد الديمقراطي .
في آن واحد , لايمكن استزراعهما بدون تربة أساس , يضعونها بمثابة شروط موضوعية , أو شروط نجاح تجربة مختبرية ما , وهما السيادة الوطنية الحرة , ونظام الكفاية الاقتصادية , وهو ربط مصطنع الى حد ضعيف تدحضه التنوعات المتنوعة للأنظمة الاجتماعية أو السياسية .
القوة الحضارية , ذات الحضور الحياتي الأفضل نسبيا , ليست ملكية أو جمهورية , وليست اجتماعية عامة , أو اجتماعية خاصة , ولا أهمية للمفاضلة بين النظام الاجتماعي الديمقراطي , أو الديمقراطي الليبرالي , وبشكل أو ضح كل أشكال النظم الديمقراطية لأنها بشكل فرضي وتجريبي ,هي الأنجع في الوصول للحالة الحضارية الأفضل , وهذا ما يمكن تسجيله لمصلحة النظرية السياسية القائلة بضرورة أن تطلب الديمقراطية لذاتها , ابتداء من الفرد , والجماعات , ووصولا للمجتمع , من الداخل وحتى الخارج , من الإطار المحلي وصولا للفضاء الدولي ,وقد يعتبرها البعض وجهة نظر , وبعبارة أخرى نظرية خاصة .
في مثل هذه الحالة يتم النظر إليها , من جوانب شكلية , بمنزلة المحسنات التي تدخل على الدواء من أجل الترغيب في عملية ابتلاعه .
لاشيء على التمام , إلا ويلحق به النقصان , فماذا عن ديمقراطية النخبة الاريستوقراطية , ورب صرخة تنعت نظام ديمقراطية النخبة الاريستوقراطية بوصفه أبشع الأنظمة التي شهدها التاريخ , وهنا أضيف شارحا بمقولة خاصة من نوع , لااريد أن أحضر , أنا غائب , ولكن أنصفوني ؟
إذا كان شرط الاستقلال والكفاية قبليين , فما الحاجة للديمقراطية بعديا ؟
انه , من الحقائق الحسية , بأن الديمقراطية هي الأنجع جدوائيا , في الوصول نحو الغايات الحضارية العليا , ومن هنا فمن الأفضل النظر للديمقراطية بوصفها الأقرب للأسباب منها الى النتائج , وهي كنظام مشبع بالوعي الإنساني للديمقراطي المؤمن بضرورة العمل الديمقراطي الشامل , النابع من خلفية فلسفية إيمانية بحق الفرد والجماعة أو المجتمع بالعيش الكريم , وبالحق في الوجود الاعتباري , ومثل هذا المطلوب اللازم غير ممكن إلا مع الإنسان الحر الديمقراطي , بل والفيلسوف الباحث عن أعلى درجات الأمان الاجتماعي والفردي , وعن عقلانية تتوخى إتباع الأساليب الأكثر جدوائية والأهم الأكثر سعادة وتخفيفا للألم والشقاء , الذي يحيط بالشعوب والمجتمعات , كما لوكان قدرا اصطناعيا مجهول المرامي والأهداف .
انه مما لاشك فيه فالسيادة الوطنية أو القومية وكذا العدالة الاجتماعية واختلال التوازن الديمغرافي , وحتى في ضعف العمل التنموي , وكلها ليست شروطا بقدر كونها قوى ضغط , بل وقوى آلات لايمكن تسهيل العمل ألاحتكاكي بينها إلا بالتزييت الديمقراطي , الذي سيسمح بتحقيق التفاعلات النسب على الإطلاق , بدون اختلال , وربما إعادة البناء اضطراريا على الأسس الخاطئة , وهو عمل عسير للغاية , وفقا للمبدأ القائل : البناء أيسر من إعادة البناء , والإنسان الديمقراطي , موجود في كل العصور , بينما المجتمع الديمقراطي اقل وفرة , والنظام الديمقراطي هو النظام الأنجع في الوصول الى القوة الحضارية .
وللمقالة صلة ...
احمد مصارع
الرقه - 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قالت وزيرة الخارجية الألمانية عن صحفيي غزة؟


.. لبنان وإسرائيل .. مبعوث بايدن يحمل رسالة إنذار أخيرة من تل أ




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر في قانون منح صلاحيات واسعة ف


.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع من داخل مدرسة لتوزيع المساعدات بش




.. استشهاد سيدة إثر استهداف قوات الاحتلال منزلا لعائلة المقادمة