الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي . الحلقة 12:

ثامر ابراهيم الجهماني

2014 / 3 / 9
دراسات وابحاث قانونية


كتاب
مفهوم الإرهاب في القانون الدولي . الحلقة 12:
دراسة قانونية ناقدة
طبعة أولى 1998
دار حوران
تأليف المحامي ثامر إبراهيم الجهماني
ساقوم بنشره على حلقات لتعم الفائدة
...................................
الفرع الثالث : موقف العالم الثالث من مفهوم الإرهاب .
يتقارب موقف العالم الثالث من الإرهاب كثيراً من مواقف النظام الاشتراكي لعدة أسباب : أهمها الإرث التاريخي للعالم الثالث والذي استمده من الماضي الاستعماري الكلاسيكي ، والذي لم تزل تحمل معاناة صوره القديمة وتعاني الآن من صور الاستعمار الجديد بأساليبه الجديدة والمختلفة . كذلك إن الكثير من دول العالم الثالث تبنت النظرية الاشتراكية ، اعتقاداً منها أنها سبيل الخلاص . كل هذه العوامل كانت السبب في تقارب الكثير من الأفكار بين الموقفين .
دفع الإرث الاستعماري والتبعية بكل أنواعها ( اقتصادية ، سياسية ، اجتماعية ، ....الخ ) بعض النظم التي تنتمي للعالم الثالث للسير في استخدام ديمقراطية السيف بديلاً عن الديمقراطية غلى صعيد السياسة الداخلية ، كاستخدام وسائل التعذيب والتنكيل بالمواطنين المعارضين لهذا الاستبداد . وعلى الصعيد الدولي استغلت بعض نظم العالم الثالث – التابعة والميلة – إخفاقات حركة التحرر العالمية ، لحرفها عن المسار الحقيقي للنضال الوطني التحررّي . وبذلك كان استخدام العنف وصولاً إلى امتشاق السلاح وركوب الخطر ، والذي >(51) .
ولتحديد مفهوم الارهاب بالنسبة لنظم العالم الثالث نقول : إنها ( هذه الأخيرة ) كانت خلال حروب كفاحية مريرة ضد تعسف الاستعمار وظلمه . فمنذ ظهور حركات التحرير ، وتحقيق الانتصارات > (52).
وأخيراً لجأت إلى استخدام تعبير الارهاب والأعمال الارهابية كوسيلة ومبرر للقضاء على نضال الشعوب من أجل الحرية وتقرير المصير .
وقد عرفت الموسوعة السياسية الارهاب بأنه :<< هو استخدام العنف غير القانوني أو التهديد به ..من أجل تحقيق هذف سياسي معين مثل كسر روح المقاومة والالتزام عند الافراد وهدم المعنويات عند الهيئات والمؤسسات >>(53). أما الدكتور إسماعيل صبري مقلد فيعرف الإرهاب بقوله :<< أنه نوع من العنف المبرر وغير المشروع بالمقياس الأخلاقي والقانوني الذي يتخطى الحدود السياسية للدوب >>(54).
إن هذه التعاريف الصادرة عن رجال فكر وقانون وسياسة في دول العالم الثالث تؤكد أن الإرهاب عمل تعسفي يهدد حياة الأفراد والجماعات ، وأنه عمل مخالف للقانون والأخلاق . فالإرهاب الموجه ضد دول العالم الثالث هو ذلك السيف المسلط عليها من الولايات المتحدة ، والذي يقف حائلاً دون تحقيق أمانيها في الاستقلال والأمن والسيطرة على ثرواتها الطبيعية ، كما أن شيوخ الإرهاب الدولي ( العنف ) في العالم ، إن صح التعبير ، يبرز كصرخة احتجاج مدوية عندما يعجز النظام السياسي من تحقيق المطالب النبيلة والمشروعة للقوى والحركات الوطنية . فمن يستطيع أن يتهم منظمة التحرير الفلسطينية مثلاً أنها إرهابية عند قيامها بعمل فدائي للفت انتباه العالم للفظائع المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني من قبل قوات الاحتلال الاستيطاني ، وكذلك حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى دياره ، هذا الحق المؤكد في القرار رقم 35/169 بتاريخ 15/12/1980 . كما أن العمل الفلسطيني لم يظهر في شكله الحالي إلا في عام 1965 ، مع العلم أن احتلال فلسطين واغتصابها وقع من قبل الصهاينة عام 1948 ، وهذا يؤكد أن أعمال العنف كانت نتيجة لحالة المعاناة والقهر ومحاولة القضاء على الشعب الفلسطيني ببطء .
كذلك هو الأمر بالنسبة للكفاح المسلح الجزائري إبّان الاحتلال الفرنسي ، فهو لم يصل إلى ذروته إلا في تشرين الثاني / نوفمبر 1954 ، بعد وصول الشعب الأعزل إلى مرحلة اليأس ولتعرضه إلى الضياع والاستلاب << ومع كل ذلك لم تسلم هذه الثورات التحررية من إطلاق وصف "الإرهاب" والنعوت التحقيرية الأخرى >> (55) . ومن طرق التواطؤ في إصدار هذه النعوت نجد أن أكبر دليل هو توقيع الولايات المتحدة و( اسرائيل ) مذكرة التفاهم الاستراتيجي بينهما في نهاية 1981، التي نتج عنها تدمير المفاعل النووي العراقي ( تموز ) ، وضرب مقرات منظمة التحرير الفلسطينية في تونس ، وإجبار الطائرة المصرية المقلّة لمختطفي الباخرة الإيطالية ( أكيلي لاورو ) على الهبوط في صقلية من قبل مقاتلات ( لإسرائيلية وأمريكية ، كما أسلفنا الذكر ، والكثير الكثير من الاغتيالات .
ولا يسعنا في النهاية ، إلا أن نقول وننادي بحق الشعوب بالحرية والاستقلال ، وحقها أيضاً في استعمال جميع الأساليب ، بما فيها الكفاح المسلح للوصول إلى حقوقها ، وانتزاعها بالقوة تصديقاً لقول الراحل جمال عبد الناصر :<< إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة >> .
وكل ذلك في إطار القانون تبعاً << للقرار رقم 2189 تاريخ 13/12/1966 الصادر عن الجمعية العامة في دورتها الحادية والعشرين والذي يتضمن >> (56) : الاعتراف بشرعية نضال الشعوب الخاضعة لحكم الاستعمار من أجل ممارسة حقها في تقرير المصير ، وكذلك القرار رقم 3326 تاريخ 16/12/1974 المتضمن << الإعتراف بشرعية نضال الشعوب الواقعة تحت السيطرة الاستعمارية في سبيل استقلالها وتقرير مصيرها بنفسها >> . وكذلك << تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة ، بأغلبية ساحقة وصلت إلى 153 صوتاً ، قراراً لعقد مؤتمر دولي لتعريف الإرهاب >>(57) . والتمييز بينه وبين نضال الشعوب في سبيل التحرر الوطني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إخلاء مركز للمهاجرين في تونس ومظاهرة لترحيلهم ورفض توطينهم


.. الأمم المتحدة: دارفور معرضة لخطر المجاعة والموت




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية


.. طلاب نيويورك يواصلون تحدي السلطات ويتظاهرون رفضا لحرب غزة




.. نقاش | اليمن يصعد عملياته للمرحلة الرابعة إسناداً لغزة ... و