الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر في ذكرى الثامن من آذار

مناف الحمد

2014 / 3 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


في ذكرى الثامن من آذار اليوم الذي يقترن في أذهان غالبية السوريين بشعور بالامتعاض لأنه اليوم الذي استولى فيه البعثيون على السلطة بانقلاب عسكري أطلقوا عليه اسم ثورة عام ألف وتسعمائة وثلاثة وستين ، تتوارد الكثير من الأفكار والخواطر على الذهن ليس آخرها مجلس العزاء الذي حضرته في مدينة السويداء لوزير الدفاع في نظام البعث في ذلك العام اللواء حمد عبيد رحمه الله والذي ألقى فيه منصور الأطرش كلمة تأبين قال فيها من ضمن ما قاله إن من الظلم تحميل جيل الثامن من آذار مسؤولية الحال السيئة التي وصلت إليها سورية لأنها مسؤولية جيل كامل، ولا قيمة تاريخية لنجاحات فردية أو إخفاقات فردية .
منصور الأطرش كان يحاول بطريقة تثير الشفقة التملّص من المسؤولية وهو رجل من الرعيل الثاني للبعث، والحجة القاطعة على تهافت حجته أن البعثيين آنذاك لم يكن يتجاوز عددهم بضع مئات من مجموع السوريين، وما فعلوه وأسسوا فيه لمسيرة الاستبداد كان مسؤوليتهم هم ،ومن العبث إشراك الجيل كله فيه.
والحادثة الأخرى التي أستحضرها رواها لي أحد الثقات الذي رشّح عام ثلاثة وستين لمنصب وزاري وذهب من مدينته إلى دمشق لإجراء مقابلة مع مسؤول كبير في النظام، ولكنه قفل عائداً بسرعة في اليوم التالي وعندما سئل عن سبب عودته السريعة روى الحادثة التالية :
قال إنه أرسلت له سيارة أخذته إلى المكان المقرر للّقاء ،وكان في قاعة الانتظار عدة مرشحين للوزارات، ومن بين الجالسين في القاعة شخص يرتدي زي ضابط ويبدو أنه كان مخموراً ونصف نائم وقد كشف جزءاً من صدره وكان كلما نودي على اسم من أسماء المرشحين للدخول إلى غرفة الشخص الذي يلتقي بالمرشح يعدّل جلسته ويفتح عينيه النصف مغمضتين ويقول باللهجة العلوية " شي بيهوي " ثم يعودإلى وضعه السابق .
أسلوب الإذلال المقصود الذي كان يتبع مع المرشحين للوزارات أنفت منه نفس صاحبي هذا وغادر القاعة قبل أن يذاع اسمه وتناله الإهانة التي طالت كل من غضّ النظر عنها مضحيّاً بكرامته في سبيل المنصب .
أحد الذرائع الأخرى هي العبارة المتهافتة المستهلكة التي فحواها أن الخطأ في التطبيق وليس في النظرية وهي حجة نصفها بهاتيك الصفتين لأن النظريات التي تفشل في تحقيق ما تعد به لم تأت لكي تعمل في ظروف خالية من عقبات الواقع، وإنما جاءت لتغير من هذه الظروف وتنتقل بالواقع إلى ظروف أفضل فلا ينفعها في التبرير لفشلها أن يقول أتباعها إن الواقع لم يساعدها في النجاح .
هذه الحجة تذكر بقول المعري : ولا تحسب مقال الرسل حقاً ولكن قول زور سطروه وكان الناس في عيش رغيد فجاؤوا بالمحال فكدروه
أحد الجذور لضعف الفكر السياسي البعثي والذي ربما تسبب في زرع بذور الاستبداد عثرت عليه في عبارة يصف بها جلال السيد في كتابه "حزب البعث العربي" تحول أكرم الحوراني من الحزب السوري القومي إلى حزب البعث بقوله إن الحوراني عرف طريق الحق فسلكه .
طريق الحق هو الذي اكتشفه البعثيون المؤسسون وهو الفكرة القومية التي تنادي بالأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة وكل ما سواه ازورار عن الحق .
وفي إحدى أفكار عفلق الذي كان يرى أن من حقه القضاء على المخالف للحقيقة القومية المتمثلة في الفكر البعثي إذا لم تجد الحوارات نفعاً معه .
يمكن أن تكون هذه الأفكار الدوغمائية التي حملها المؤسسون مسؤولية جيل كامل ولكن الاستيلاء على السلطة بانقلاب مسؤولية من قام بالانقلاب وسرق السلطة بالقوة .
إنها بذرة الاستبداد مزروعة في النظرية -ربما بحسن نية أو لقصور في الوعي- واستثمرها المتسلقون حتى وصلنا إلى نظام البراميل المتفجرة والتجويع الممنهج واغتصاب النساء وخنق الناس بالسلاح الكيماوي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها