الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام العربي.. الزيف ينفضح

راشد محمد

2014 / 3 / 9
الصحافة والاعلام


الحالة الإعلامية المشوهة وما تنتجه من حالة تذمر وسخط ومواقف غير مسئولة لدى الأوساط الاجتماعية هو نتاج طبيعي لما يمكن أن يحدث في مجتمعات أدمنت الاستهلاك في كل شي لتصبح المعلومة واحدة من هذا الاستهلاك اليومي المبتذل والذي لا يعني شي بالنسبة لوعيها على المدى القريب قدر ما يسهم في تشويه الذاكرة الجمعية على المدى البعيد, بالتالي لا يهم عند هذا الأشكال الاجتماعية انتاح مواقف غير مسئولة هي في الحالة التي يصبح فيها الشارع عامل حاسم في صنع الأحداث على مختلف المستويات تصبح على قدر كبير من الأهمية باعتبارها الموجه الأول لهذا الشارع سيما في الأحداث المشابهة لأحداث ثورات الربيع العربي ,هذا الربيع الذي انخدع –بالفعل- بالصورة التي قدمتها وسائل الإعلام وبدون التحقق من نسبة مصداقيتها من عدمه ، وإبان ثورات الربيع العربي أخذ الإعلام موقع الموجه والمسير للأحداث وقبل ذلك صناعتها ، وعلى الجبهتين السلطة والشارع المنتفض أبدع الطرفان في حياكة وفبركة المواقف لتغدوا الثورة فاقدة لسندها الأخلاقي وما يفترض أن تتحلى به قياساً بالأنظمة وما هو معروف عنها. فلم يكن مطلوباً من الثورات أن تبدو متسرعة وباحثة عن ما يمكنها من النجاح ولو بأساليب لا تنتمي لأخلاقيات الثورة كان تفبرك الأحداث وتستثمر الصورة لخدمتها بذلك الشكل الذي أبرزها مكائده وفي موقف مخزي ، بل كان من صميم أهدافها الانتصار لحرية وقدسية الكلمة والمعلومة ولاحترام عقول الناس وإلا لن تغدو ثورة.
إلى ذلك صنع تدخل الإعلام الخارجي العابر للحدود وبإمكانياته المختلفة والمهولة ما يمكن أن نسميه رأي عام عربي موجه لما يخص بعض الأقطار فأخذ يفبرك الأحداث والمواقف بحسن نية أو بترتيبات مسبقة مع كيانات معينة ويقدمها للشارع الذي أخذ ينساق لها ويحدد مواقفه تبعاً لما تروجه هذه المؤسسات..
تقديم لم يكن مطلوب منه أن يكون بذاك المستوى أو غيره من التزييف ومحاولة كسب التعاطف الإقليمي والدولي وبما يساهم في تحرر شعوب هذه الدول بحسب ادعاءات بعض هذه المؤسسات..
لقد تصدرت الجزيرة والعربية هذا المشهد ليس لما يتمتعان به من جمهور عربي ولو كان لهن جمهور فلأنه منساق مرغماً نحو هذه المؤسسات لانعدام المنافس الذي يمكن الاعتماد علية ولاحتكارهما للمشهد الإعلامي العربي عبر إمكانياتهما الضخمة , فأغلب الفضائيات تتبع السلطات والأنظمة بشكل مباشر ولا يمكن الثقة بخطابها وما تقدمة من معلومات لما هو عليه حال إعلام السلطة في الواقع العربي ولانعدام مؤسسات أخرى مستقلة تنتمي للمهنة وأخلاقيتها..
في ضوء هذا كله أخذ المتابع العربي مرغماً يتلقى المعلومة الخطأ في الغالب من هذه الوسائل التي احتكرت المشهد الإعلامي فأخذت تصنع الحدث وتوجهه , وسوقت خطابها المتناسق مع مصالح دولها في الأغلب أي بعيداً عن المهنة وأخلاقيتها , لذلك وجد المشاهد نفسه أخيراً في حيرة من موقف هاتين المؤسستين إزاء الأحداث في مصر واتجاه ثورة 30 يونيو وتناقضاتهما المفضوحة ، ليكشف الزيف عن قبحه وهشاشة صموده في تظليل الرأي العام ،فكيف تتفقان في أو على سوريا وتختلفان في مصر؟؟ في تناقض غريب لا يمكن أن تجده لدى مؤسسات تدعي المهنية واحترام عقول متابعيها غير أنك تجده في مجتمعاتنا لأسباب كثيرة ليس أقلها انعدام الوعي والتنافس الشريف في تصدر المهمة..
بعيداً عن المواقف الذي اتخذته الفضائيتان تجاه ثورة مصر وتجاه الأحداث في سوريا فإن هذه المؤسسات كشفت مأزق الإعلام العربي وعرت ما يدعيه من مصداقية وأن ما هو حاصل من تشوه إعلامي هو نتاج عدم امتلاكنا لتراث إعلامي حقيقي ولمؤسسات مستقلة عن السلطة وبعيدة عن أموال الأنظمة..كشفت كم أن الوعي العربي بحاجة لثقافة فعلية تنتصر لحقه في التقدير وكم هو بحاجة لمؤسسات إعلامية مهنية وعلى مستوى من احترام عقول جماهيرها..
ما حصل ينبغي أن ندركه جميعاً وأن ننتصر لوعينا بأن نتجنب اتخاذ المواقف بناً على ما تقدمة وسائل الإعلام الربحية التي لا يمكن أن تتحدد بعيداً عن رأي المشاهدين والقراء, إذ ليس المهم مع من تقف هذه الصحيفة أو القناة بقدر ما هي تحترم عقول الناس ولا تمعن في صناعة الوهم مجدداً..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب