الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمود الصحفي ...شمران الياسري ظاهرة

مثنى كاظم صادق

2014 / 3 / 10
الادب والفن


العمود الصحفي ...شمران الياسري ظاهرة
مثنى كاظم صادق
أكتب اليوم عن ظاهرة عراقية فريدة في كتابة العمود الصحفي الحكمي ، أقول ظاهرة ؛ لأنها باقية خالدة مستذكرة إلى اليوم ، ولم تتكرر على الرغم ممن حاولوا محاكاتها أو تقليدها والسير على منهجها ؛ لكن الياسري بقي أستاذهم ورائدهم ، الذي يحمل القدح المعلى في بث الحكمة في تفوهاته القلمية والشفاهية ، بما ينماز به قلمه وعقله الثر من قدرة فاعلة ، على استثمار ما هو شائع متداول بين الناس ، وتحبيره على الورق ، بأسلوب أخاذ يجذب المتلقي ، وقد يكون هذا الشائع مثلاً شعبياً يخطر على باله الوهاج أو حكاية سمعها يوماً من عجوز ، لكن أبا كاطع ليس حكواتياً ناقلاً لتراث شعبي ، بقدر ما كان يتقن من خلال هذا التراث ( الحسجة ) التي تسمى في الاصطلاح البلاغي بـ ( الأسلوب الحكيم ) التي تربط المألوف مع اللامألوف وتوجيهه بمدلول سياسي عميق يصل إلى القاعدة الجماهيرية الكادحة ويستثيرها ، ويستنهضها من خلال كوميديا سوداء أو مما يسمى بـ ( المضحك المبكي ) من خلال قول مأثور أو كلمة عامية شائعة يفهمها ابن الشمال والجنوب والوسط والمنطقة الغربية ؛ إذن كان شمران الياسري حكيماً عراقياً ، ينقل تجربته وتجربة سواه من الطبقات الكادحة المناضلة بمحلية عالمية !! ولا أغالي إن قلت : إن الياسري من خلال نصوصه المحلية ، قد استحق أن يكون كاتباً عالمياً ، إستطاع أن يصل إلى القاعدة الجماهيرية الكادحة ، وهذا ما جعل القراء يتهافتون على قراءته ، ولاسيما في رباعياته المشهورة . نحن إذ نكتب حول هذه الظاهرة ، نوجه الباحثين الاجتماعيين ، بأن يدرسوا المجتمع العراقي ، وقتذاك من خلال كتابات شمران الياسري ؛ لأنه الكاتب الأقرب الذي مس شغاف الواقع المر وشعر بأهله وكتب عنهم ، ولم يركب الموجة التي ركبها من ركب . لم تكن صراحة أبو كاطع اللاذعة ، هي السبب في شهرته بل ثمة ( كاريزما ) في أسلوبه الرطب ، وكلماته الزيتية التي يستلها من ذاكرته ، وثقافته اليسارية المتنورة ، ولو درس ناقد ما شمران الياسري دراسة أسلوبية ؛ لخرج لنا بنتائج مثيرة ، من خلال المستوى التركيبي ، لنصه الساحر المؤثر في النفس ، والمستوى الدلالي لبنية نصه العميق ، من هنا نشير إلى أن الياسري ، قد أصبح في مدة قياسية فارس العمود الصحفي العراقي الشعبي ؛ إذ استطاع أن يؤسس له اسماً شعبياً لامعاً ، أقول شعبياً بما يحمله هذا الاسم ( شمران ) وكنيته ( أبو كاطع ) من شعبية الطبقة الخارج منها وشعبياً بما يحمل صاحب الاسم من ثقافة شخصية ، كان قد اكتسبها وتحصل عليها بمجهوده الشخصي ، وكيف لا ؟ وهو الذي ينتمي إلى مثقفي فقراء العراق فكان أبو كاطع أبرز مثقفيه وفقرائه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو