الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعلامٌ مضللٌ

عبدالله خليفة

2014 / 3 / 10
الصحافة والاعلام


تقوم محطة الجزيرة المحافظة الدينية بعرض مؤدلج مثير بغرض خداع الجمهور، ولعدمِ فهمِ مقاصدها في الترويج لولايةِ الفقيهِ المستبد، لأن الوليَّ الفقيه لابد أن يركبَ على آلام الفقراء لكي يصل للعرش المكين.
إن استغلال وضع الجماهير المعذبة في بلدان وعرضها بطرقٍٍ مثيرة لا يستهدف تغيير حياة الجماهير بشكل عقلاني تحديثي، بل يستهدف غايات سياسية غائرة غامضة.
ولهذا فإن خطوطاً معينة تمضي نحوها هي هدم سلطات في بلدان ذات مذهبية سنية بدرجة أساسية.
إنها لا تناقش ولا تعرض خطورة استيلاء حزب الله على لبنان بشكل عسكري طائفي.
ولا تعرض ما يجري في سوريا من استبداد لا مثيل له في العالم!؟
ولا تعرض ما يجري في إيران من استبداد ديني ومن ثورة ديمقراطية شعبية مخنوقة بالقمع؟!
هناك تحالفٌ بين ولاية الفقيه الشيعية وولاية الفقيه السنية المنتظر صعودها.
هناك تحالفٌ بين الاستبداد المحافظ في عالم الشيعة وبين الاستبداد في عالم السنة الذي لابد أن يهزمَ الليبراليةَ والديمقراطيةَ والحداثة والعلمانية (الخطيرة على عالم المسلمين النقي).
فكيف تصعد ولايةُ الفقيه السنية الاستبدادية بدون مكياج ثوري، وبدون لغة تدغدغ عواطف الشباب والمشاهدين المذهولين من كلمات النضال والثورة والهجوم ضد القمع وصور تحرض على مقاومة الاستبداد، وتكشف بشكل مبهر قمع الشرطة في مصر مثلاً!؟
لكن كل هذه أدوات وسيناريوهات مجزأة لمخرجٍ مناور ذكي يجثم في خلف المسرح يريد قيادة الجمهور لانتصار حماس الطائفية المحافظة على فتح التحديثية وعلى مشروع التجديد والعلمنة والاستقلال في فلسطين، بأسم الخيانة والإفراط في الحقوق وما إلى ذلك من حيل تستغل الموقف المعقد للمناضلين.
ولا تعري الجزيرة مشروع الطائفية في لبنان وعدم إنتاج دولة تحديثية علمانية تتجاوز عالم الطوائف.
لماذا روجت الجزيرة طويلاً لمشروع (القاعدة) ثم سكتت عنه بعد أن صار مشروع الأرهاب الديني بغيضاً لدى الجمهور العربي والمسلم والإنساني عامة؟
فهناك دائماً أجندة مشروع ولاية الفقيه (السني هنا)، الشمولي، المحافظ، الذي لايريد تطور المسلمين نحو الحداثة.
تجمعَ مشروعا ولاية الفقيه الشيعي الإيراني ومشروع ولاية الفقيه السني المحافظ على أجسام الدول العربية كتونس والأردن والجزائر ومصر، فيما كان السودان الممزق والمدمر لجسمه مُحتَّضناً مشجعاً على البقاء في دولته الدينية الطائفية الدكتاتورية التي لم تبقِِ شيئاً من فتاتها.
أي دولةٍ ذاتِ مذهبٍ سني معتدل ومنفتح وتنوي الاستمرار في مشروع الحداثة تغدو هدفاً للجزيرة المحافظة، لكنها تُهاجم من جهات أخرى، كوجود الفقر والبطالة وعدم توزيع الثروة بشكل عادل. وإذا أرادت تفجير المشاعر ذكرت الفنادق والمحرمات وما إلى ذلك. إنها قضيةُ حقٍٍ أُريدَ بها باطلٌ.
المجموعةُ التقنيةُ المؤدلجة العاملة لضرب تحديث المسلمين وتقدمهم تم تدريبها على الميكافيلية الشريرة، كاستخدام الدين والأخلاق في مواضع، واستخدام الأفكار الاجتماعية اليسارية في مواضع، واستخدام حتى الأفكار العلمانية في مواضع، بقصد إيهام الكثيرين بالوجه الديمقراطي المضيء العصري للمجموعة، وخلق زوايا دينية كبيرة للفقهاء المُنظرين يسودُ فيها التبتلُ والروحانية المقدسة وهي البؤرةُ التوجيهيةُ القيادية، وهو ما فعلهُ المحافظون الإيرانيون المستبدون في إيران وما فعلتهُ حماس وحزب الله وغيرهم في السيطرة على المسلمين وإرجاعهم للوراء وتمزيق صفوف العرب والمسلمين، ولمشروعِ ولايةِ الفقيه المحافظ المستبد.
تحالف المحافظين الإيرانيين والعرب تحققه إمكانياتٌ بترولية كبيرة وبدلاً من أن تُوجه هذه الموارد الهائلة إلى تطوير حياة المجتمعات في المنطقة توجه لمشروعات التسلح والحروب والصراعات وتصعيد دينيين متخلفين في فهم الإسلام والعصر لحكم دول عربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت