الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب العراقي .. نائم او حالم

محمد فريق الركابي

2014 / 3 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الشعب العراقي .. نائم او حالم
محمد فريق الركابي

الشعب مصدر السلطات ؛ الشعب يحكم نفسه بنفسه ؛ و غيرها الكثير من العبارات التي تدل على دور الشعب الجوهري في قيادة نفسه و توجيه الامور لمصلحته ليتمتع بما يملكه بلده من خيرات , و ينعم بالامان و الحريه دون ان يقيده شئ سوى القانون الذي سيكون الوسيلة الوحيدة لضمان عدم انحراف المجتمع ؛ لكن هذه الامور لا تحدث الا اذا كان الشعب يسعى الى هذه الاهداف و يعمل من اجلها بكل ما لديه من قوه ترافقها العزيمة و الاصرار و عدم السماح للكسل ان يسيطر عليه و يمنعه من التقدم و التطور و الوصول الى اعلى درجات الرقي , و عدم السماح للمتطفلين و متصيدي الفرص السيطرة عليه و تحويل حياته الى حجيم لا يطاق , و بناء مجتمع تفقد فيه الانسانية تدريجياً الى ان يتحول الى ما يشبه الغابة البقاء فيها للاقوى.


و لكن لو نظرنا الى حال الشعب العراقي سنجد العكس تماماً ؛ ففي زمن النظام السابق كان هذا الشعب يريد الحريه و يريد حياة كريمة تحفظ له انسانيته بعيدأ عن الذل ,و الاستعباد ,و الفقر الذي كان يعاني منه , و لكنه انتظر طويلاً حتى حصل او اعتقد انه حصل على ما يريد ؛و المفارقه ان امانيه تحققت بسبب جهد الاخرين و تحديداً الولايات المتحده الامريكيه و المفارقة الاخرى انه اعتقد انها قامت بهذه الحمله العسكريه من اجل اهدافه و تطلعاته و رغباته و لكنه سرعان ما اكتشف هذا الوهم ليجد نفسه في مستنقعاً اكثر ضحالة من الذي تخلص منه, فهو اليوم يعيش اتعس و اخطر المراحل في حياته بل في تأريخ العراق نفسه حيث لا وجود للامن و الامان لا وجود لفرص العمل و ان وجدت فبدفع مبالغاُ طائلة من المال الذي لا يملكه اصلاً , و لا وجود للخدمات على اختلاف انواعها و على الرغم من هذا الوضع المزري الذي يعاني منه , و هو في جميع الاحوال تغيراً و ان كان نحو الاسوأ, لكن لم تتغير حالة هذا الشعب الذي لم يخرج لنصرة نفسه و التخلص من الحياة التي لا ترضى بعض الدول المتقدمه ان يعيشها الحيوان (مع احترامي).


اعتقد الشعب العراقي قد توفي و الا ما الذي يجبره على هذا الصمت لو كان حياً يرزق ؟ و ان كان حياً فهو يتغنى بأمجاداً لا علاقة له بها فمثلاَ يتغنى بثورة العشرين التي قادها جيلاً سابق و غيرها من الحركات و الثورات التي حدثت في وقتاً كان في فيه المجتمع بسيطاً لم يصل الى ادنى درجات الرقي و حتى و ان يقم بها فهو معذور , و لكن ما العذر الذي سيقدمه هذا الشعب الى الاجيال القادمه عندما تقرأ تأريخ هذه الحقبة ؟ خصوصاً و ان جميع وسائل التطور متاحةً له والتي استغلتها الدول العربيه المجاورة و نجحت نوعاً ما في اثبات وجودها و انها لا تزال على قيد الحياة ؛ فمتى يستفيق هذا الشعب و يرى ما وصل اليه و يغير الواقع الذي يعيشه ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - متى ينتفض شعب العراق
صباح ابراهيم ( 2014 / 3 / 10 - 14:18 )
الشعب العراقي ليس نائم فقط بل مخدر ويغط في سبات عميق وشخيره يُسمع في القارة الامريكية .
الارهاب يفتك بالشعب ، والحكومة غير قادرة على حمايته ، وهو نائم يشخر لا يستيقظ ولا ينتفظ .
الفقر والمرض والجوع ينهش بالشعب ، والمدارس لا زالت طينية في الارياف والتعليم متخلف والشعب نائم لا يعترض .
لا يستطيع مواطن انجاز اي معاملة من غير ان يدفع رشوى ، والشعب نائم لا يعترض .
الخدمات مفقودة في العراق والارهابيين يحتلون مدنا بأكملها ويفرضون قوانينهم الجائرة ، والحكومة لاتستطيع ان تطهر مدينة واحدة منهم الا بعد عدة اشهر ، والشعب نائم لا ينتفض على اداء الحكومة .
البرلمانيون وموظفي الرئاسات الثلاث يشرعون القوانين لمنفعتهم الخاصة دون الشعب ، وتصدر القرارات لصالحهم في نصف ساعة ، بينما قانون الموازنة مخبا في ادران البرلمان من دون تشريع ، والشعب نائم لا يتحرك
الى متى تيقة يا شعب العراق نائما ، انظر لشعب مصر وسوريا كيف انتفض على الطغاة وانت لا تحك ساكنا . واسفاه .


2 - كلام في الصميم
محمد فريق الركابي ( 2014 / 3 / 10 - 19:11 )
لن ازيد على ما تفضلت به فنحن نحاول بشتى الطرق ان نفهم الشعب انه في طريق الهاويه لكن لا جدوى.

شكرا جزيلا اخ صباح ابراهيم

اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة