الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اميركا تفتتح المعركة في اوكرانيا و-الشبح- الروسي ينتصر بدون حرب

جورج حداد

2014 / 3 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


في 3 اذار الجاري، وفي اعقاب تفاقم الازمة الاوكرانية والهستيريا التي اجتاحت الدول الامبريالية الغربية وعلى رأسها اميركا، وخصوصا بعد التصريحات الاستفزازية للرئيس الاميركي باراك اوباما وتهديده بمقاطعة روسيا وفرض العقوبات عليها؛ ـ في هذه الاجواء المحمومة دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى عقد مؤتمر صحفي في مقر الرئاسة الخاص في نوفو ـ اوغاريوفو، تحدث فيه بشكل خاص عن الازمة المندلعة في اوكرانيا، والتي اتخذت على الفور طابعا دوليا.
وفي عرض مقتضب وواضح وبات، طرح الرئيس الروسي النقاط التالية:
1 ـ ان ما جرى في اوكرانيا هو انقلاب مسلح على الشرعية، ولا علاقة له من قريب او بعيد بالمبادئ الدمقراطية التي تدعيها الاوساط الغربية.
2 ـ ان الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الذي اعلن الانقلابيون خلعه هو الرئيس الشرعي لاوكرانيا. وان تغييره ينبغي ان يتم بالطرق الدستورية وليس بقوة السلاح.
3 ـ ان يانوكوفيتش، بوصفه الرئيس الشرعي للبلاد، طلب مساعدة روسيا لبلاده.
4 ـ ان الذين قاموا بالانقلاب، ومنعوا تنفيذ اتفاق المصالحة والتسوية السياسية بين يانوكوفيتش وحكومته وبين زعماء المعارضة، هم الجماعات الفاشية في اوكرانيا، التي ترفع الشعارات العنصرية ضد روسيا والروس والقوميات الاخرى التي يتشكل منها المجتمع الاوكراني، بما في ذلك ضد التتار واليهود.
5 ـ ان هذه الجماعات تتلقى التمويل والتوجيهات من الاجهزة الاميركية، وهي على صلة وثيقة مع الجماعات الارهابية "الاسلامية!" الشيشانية وعلى رأسها الارهابي دوكو عمروف المطلوب عالميا.
6 ـ وهذه الجماعات الفاشستية لم تكن راضية عن الاتفاق بين يانوكوفيتش وزعماء المعارضة في 21 شباط الماضي، واستغلت القرار الصادر عن البرلمان الاوكراني بمنع رجال الامن من استخدام السلاح، فقامت تلك الجماعات باقتحام البرلمان ذاته بقوة السلاح، امام اعين رجال الامن الممنوعين من استخدام سلاحهم، وتم اجبار النواب تحت تهديد فوهات البنادق على التصويت على قرارات عنصرية ضد الروس والقوميات الاخرى في اوكرانيا، وقرار قلب الحكومة وتشكيل حكومة جديدة ذات لون واحد للمعارضة، استبعدت منها كل الاحزاب الاخرى غير المتفقة مع المعارضة وخاصة حزب الاقاليم بزعامة فيكتور يانوكوفيتش.
7 ـ واكد الرئيس الروسي ان روسيا لن تعترف بالسلطات الجديدة في كييف ولا بأي انتخابات رئاسية ونيابية قد تجري في اوكرانيا في ظل الاجواء الارهابية السائدة.
8 ـ وتطرق الى التهديدات الاميركية والغربية بمقاطعة روسيا، والامتناع عن المشاركة في مؤتمر قمة الثماني الكبار (G-8) المقرر سابقا عقده في سوتشي بروسيا في حزيران المقبل، والتهديد بفرض العقوبات الاقتصادية على روسيا فقال بوتين: نحن نحضّر لعقد مؤتمر قمة (G-8)، واذا كانت الدول الغربية لن تأتي فهذا شأنها. ولكن لغة التهديد لا تنفع مع روسيا، والحرب الاقتصادية لن تكون من جانب واحد فقط، والخسارة ستكون للجميع.
9 ـ وقال بوتين ان قرار موافقة مجلس الدوما (البرلمان) الفيديرالي الروسي على منح الرئيس صلاحيات استخدام القوات المسلحة الروسية على الاراضي الاوكرانية لمساعدة المواطنين الروس والناطقين باللغة الروسية خاصة، والشعب الاوكراني عامة، لا يعني المباشرة فورا باستخدام القوة لحل الازمة الاوكرانية، وان الشعب الاوكراني هو الذي سيقرر مصيره نفسه بنفسه. ولكن روسيا ستقف بحزم ضد اي تدخل عسكري خارجي ضد الشعب الاوكراني، كما قامت به اميركا والدول الغربية سابقا في بلدان اخرى. ووسيا لها كل الحق في الدفاع عن المواطنين الروس والشرعية في اوكرانيا وعن مصالحها القومية كما تراها هي.
10 ـ واخيرا دعا بوتين الدول الغربية (وخاصة المانيا وفرنسا وبولونيا، التي كانت الى جانب روسيا راعية لاتفاق المصالحة الوطنية بين الرئيس يانوكوفيتش وزعماء المعارضة ومنهم أرسيني ياتسينيوك الذي عينه الانقلابيون رئيسا للوزارة الانقلابية الحالية)؛ ـ دعاهم الى عدم الاسترسال في سياسة الاستفزاز الفارغة ضد روسيا، وبدلا عن ذلك ممارسة نفوذهم لالزام الجماعات الفاشستية خاصة والمعارضة عامة للقبول بالحلول السياسية لمصلحة وحدة وسلامة اوكرانيا، ولاجل تطبيق اتفاق 21 شباط الذي تم برعاية الاتحاد الاوروبي ذاته.
وقبل مؤتمره الصحفي كان الرئيس بوتين قد أمر، في 27 شباط الماضي، بوصفه القائد الاعلى للقوات المسلحة، بإجراء مناورات تدريبية واسعة في القطاع الذي يشمل الحدود مع اوكرانيا، وفي القطاع الغربي الذي يشمل الحدود مع بولونيا. وشاركت في المناورات قوات جوية وبحرية وبرية كثيفة، بما فيها قوات صاروخية تاكتيكية وستراتيجية. وقد فاجأت هذه المناورات الضخمة الدوائر الغربية، التي ربطت بينها وبين الازمة الاوكرانية واعتبرت انها تمثل رسالة تهديد الى الغرب، في حال شن اي عدوان على اوكرانيا كما سبق وجرى في العراق وليبيا وغيرهما. الا ان المراجع الروسية المختصة ردت بأن المناورات هي مقررة سابقا من ضمن برنامج شامل لدراسة الجهوزية القتالية للقوات المسلحة الروسية، و"لا علاقة لها بالازمة الاوكرانية" وان التزامن هو محض صدفة.
ولكن بعد يومين، وتحديدا في 1 اذار الجاري تقدم الرئيس بوتين بطلب رسمي الى مجلس الدوما (البرلمان) الفيديرالي الروسي، للسماح باستخدام القوات المسلحة الروسية عند الضرورة، على الاراضي الاوكرانية، لحماية المواطنين الروس وغيرهم من سكان جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي، من خطر الهجمات التي تشنها الجماعات الفاشستية الاوكرانية، كما ولحماية الشرعية في اوكرانيا. وتأكد لاحقا ان مجلس النواب في جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي، والتي يوجد فيها الاسطول البحري الروسي للبحر الاسود، قد طلب المساعدة بكل اشكالها من روسيا. ومعلوم ان اكثر من 70% من مواطني القرم هم من الروس ومن التتار وغيرهم من الناطقين باللغة الروسية. كما ان الرئيس الاوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش وهو الرئيس الشرعي للبلاد، قد طلب من روسيا الحماية الشخصية له ولعائلته، وان تستخدم روسيا نفوذها لدى "الشركاء" الغربيين، ولا سيما دول الاتحاد الاوروبي التي ساهمت في الوساطة بينه وبين المعارضة لاعادة الشرعية الى البلاد، وللمحافظة على وحدة وسلامة اوكرانيا، وكف يد الجماعات الفاشستية التي تدفع البلاد الى الخراب، وتطبيق اتفاقية 21 شباط بينه كرئيس شرعي وبين زعماء المعارضة.
والسؤال الكبير الذي طرحه غالبية المراقبين هو: بدأت المعارضة الموالية للغرب مظاهراتها واعتصاماتها منذ اعلان الرئيس يانوكوفيتش في اواسط تشرين الثاني 2013 رفض توقيع اتفاق "الشراكة" مع الاتحاد الاوروبي. وفي 21 شباط 2014 تم توقيع اتفاق المصالحة الوطنية بين يانوكوفيتش وحكومته وبين زعماء المعارضة، برعاية الاتحاد الاوروبي ذاته وروسيا، فما الذي جرى بعد 21 شباط حتى تسارعت الاحداث بهذا الشكل الدرامي؟ ولماذا اتخذ البرلمان قرارا غير شرعي بعزل يانوكوفيتش، المنتخب من الشعب، وبتعيين حكومة "انقلابية" من رجال المعارضة فقط بما في ذلك الجماعات الراديكالية الفاشستية؟
ويجيب مراقبون مطلعون ان هذا التطور الدرامي هو نتيجة لعاملين: داخلي وخارجي.
العامل الداخلي، هو ان الجماعات الراديكالية الفاشستية من غرب اوكرانيا لم تكن راضية عن الاتفاق، بل اعتبرته علامة ضعف من قبل الاحزاب والقوى الداعمة ليانوكوفيتش وحكومته، ومن قبل انصار التعاون مع روسيا. واستغلت هذه الجماعات قرار البرلمان بمنع المظاهر المسلحة بما في ذلك منع قوى الامن من استخدام السلاح، كي تقوم هي بشن هجمات مسلحة منظمة تم فيها اقتحام واحتلال المقرات الحكومية والعامة في كييف، واقتحام واحتلال البرلمان ذاته واجبار النواب على اتخاذ قرارات معادية ليانوكوفيتش وحكومته، وقرارات عنصرية معادية للمواطنين الاوكرانيين من اصل روسي والذين يبلغون الملايين، وقرارات معادية للتعاون مع روسيا. كما طرحت في البرلمان اقتراحات للانضمام الى حلف الناتو، بهدف السعي المكشوف لتحويل اوكرانيا الى قاعدة عدوانية ضد روسيا. وذلك كله بالضد تماما من اتفاقية 21 شباط للمصالحة الوطني بين الرئيس يانوكوفيتش والمعارضة، والتي قضت بتعديل الدستور واجراء انتخابات رئايبة ونيابية مبكرة وتشكي حكومة "وحدة وطنية" تتمثل فيها جميع الاطراف.
وفي هذه الاجواء الانقلابية المحمومة صرح بعض زعماء المعارضة بأنه من الضروري اعادة النظر في الاتفاقات الدولية المعقودة مع روسيا بشأن تواجد الاسطول العسكري الروسي للبحر الاسود في قاعدة سيباستوبول في جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي. وتنص تلك الاتفاقات على تأجير قاعدة سباستوبول البحرية لروسيا حتى سنة 2042 قابلة للتجديد كل خمس سنوات. اي انه ظهر توجه لاعلان وجود الاسطول الروسي في القرم بأنه وجود غير شرعي.
كما توجهت مجموعات فاشستية آتية من غرب اوكرانيا الى مدن شبه جزيرة القرم، ذات الاكثر ية السكانية الروسية، وحاولت اقتحام المباني الحكومية والعامة، كما جرى في كييف، وهذا ما كان من شأنه ان يؤدي الى مصادمات دموية بين سكان شبه جزيرة القرم ذات الاغلبية من اصل روسي، وبين الجماعات الفاشستية الآتية من الغرب. ولكن قوات الدفاع الذاتي الشعبية في القرم ردت تلك الجماعات بحزم، واجتمع برلمان القرم وقرر تشكيل حكومة طوارئ، واعلن عدم الاعتراف بالسلطات الانقلابية الفاشستية في كييف، وطلب من القوات المسلحة الاوكرانية في القرم الانضمام الى شعب القرم، فأعلنت القوات البحرية والجوية وغالبية القوات المسلحة الاوكرانية الانفصال عن قيادة كييف والانضمام الى جمهورية القرم، وتم تطويق الثكنات التي لم تعلن ولاءها من قبل ميليشيا الدفاع الذاتي لجمهورية القرم، ونزع سلاحها طوعا، ومنع الاتصال بينها وبين كييف، والاكتفاء بتزويدها بالماء والغذاء، وفي المقابل تأمين سلامتها ومنع اقتحامها من قبل الجماهير الغاضبة. واتخذ البرلمان قرارا بالشروع في توسيع صلاحيات وزارة الطوارئ والتوجه نحو تشكيل الوزارات السادية: الدفاع، والداخلية، والخارجية. كما اتخذ قرارا بالدعوة الى اجراء استفتاء شعبي عام لتقرير مصير جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي في 25 ايار القادم.
والعامل الثاني، الخارجي، لتوتير الاوضاع في اعقاب توقيع اتفاقية 21 شباط بين الرئيس يانوكوفيتش وزعماء المعارضة، هو ان اميركا لم تكن راضية ايضا عن "تفرد" الاتحاد الاوروبي بالوساطة الى جانب روسيا بين يانوكوفيتش والمعارضة الاوكرانية والتوصل الى الاتفاق فيما بين الطرفين، الامر الذي لم تكن تريده اميركا، لانها كانت تبيت ما تبيته ضد اوكرانيا. فدخلت على الخط بشدة لمنع تنفيذ الاتفاق، ولافتعال احداث دموية تكون بمثابة مدخل وذريعة للتدخل العسكري المباشر في اوكرانيا وتطبيق سيناريو حربي شبيه بالسيناريو الذي طبق ضد صربيا في 1999 وضد ليبيا في 2011. ولكن لسوء حظ اميركا انها لم تجد من تتعاون معه تعاونا مباشرا من المعارضة سوى الجماعات الفاشستية التي لا تزال ترفع الاعلام النازية الهتلرية والتي قاتلت في الماضي مع القوات النازية الهتلرية ضد الجيش الاحمر السوفياتي وضد شعبها الخاص وضد روسيا وبيلورسيا، وارتكبت في ذلك الوقت مجازر ضد السكان المدنيين في كل مكان جنبا الى جنب النازيين الهتلريين.
وهذا ما دفع روسيا للتحرك بسرعة لمنع وقوع مجازر وحمامات دم في اوكرانيا ولمنع القوات الاميركية والاطلسية من العدوان على اوكرانيا، كما فعلت في صربيا وافغانستان والعراق وليبيا، تحت الحجج الواهية لـ"الدمقراطية" و"حقوق الانسان" المزعومة التي اصبحت خرقة بالية تستخدمها القوى الظلامية كالقاعدة وداعش والنصرة والمافيات الشيشانية والالبانية التي تعتبر جزءا لا يتجزأ منها الجماعات الفاشستية في اوكرانيا. وبهذه المناسبة كشف الرئيس الشيشاني الشرعي رمضان قادروف عن العلاقة الوثيقة والتعاون المسلح بين الفاشستيين الاوكرانيين والارهابيين "الاسلاميين!" الشيشانيين. وان الفاشستيين الاوكرانيين كانوا منذ سنوات طويلة يقدمون المال والسلاح للارهابيين "الاسلاميين!" في الشيان ويشاركون مباشرة في القتال الى جانبهم. وان الزعيم الفاشستي الاوكراني المعروف دميتري ياروش وجه مؤخرا رسالة الى الارهابي "الاسلامي!" دوكو عمروف لشن هجمات ارهابية على الاراضي الروسية لدعم المعارضة الاوكرانية.
والان عشية الذكرى 59 لنهاية الحرب العالمية الثانية، فإن العالم بأسره يتذكر ان الاتحاد السوفياتي السابق (وقلبه روسيا) قدم حوالى 30 مليون ضحية في الصراع مع الهتلرية والانتصار عليها. وظهور الفاشستية مجددا في اوروبا الغربية، وخصوصا على حدود روسيا، هو "خط احمر" بالنسبة للشعب الروسي بأجمعه، الذي لا يوجد فيه عائلة لم تقدم احد افرادها او اكثر في الصراع للتحرر من الفاشستية. وهذا ما يجعل الوقوف ضد الفاشستية قضية حياة او موت بالنسبة لروسيا كدولة وللشعب الروسي على مختلف توجهاته وانتماءاته السياسية والاتنية والدينية.
ويبدو ان التحرك السريع والحازم لروسيا فاجأ الدول الغربية الامبريالية، وارعبها، وأربك حساباتها؛ كما فاجأ الجماعات الفاشستية الاوكرانية، التي استبدلت الهجوم العسكري المتوقع على الروس في القرم والاسطول الروسي في سيباستوبول، بالانكفاء، والاكتفاء بالنباح الهستيري المعهود في وسائل الاعلام الغربية.
وفي اليوم التالي للمؤتمر الصحفي للرئيس بوتين، سارعت المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل للاتصال بابوتين، وفهمت تماما ان اعادة ظهور الفاشستية في اوروبا تعني اعلان الحرب على روسيا، وانه في مثل هذه الحالة فإن روسيا لن تتحمل "ترف" انتظار تلقي الضربة الاولى ولن تنتظر ان يهاجمها الفاشست اولا كما جرى في الحرب العالمية الثانية، بل انها هي ستضرب ضربتها الوقائية اولا، وكل بلد تظهر فيه الفاشستية يغامر بمصيره تماما وسيكون مهددا بالمحو التام من الخريطة. وان روسيا لم تقدم ثلاثين مليون قتيل واكثر منهم من الجرحى والمعاقين وخسائر مادية هائلة، لاجل تحرير اوروبا والعالم من الفاشستية، كي تعود ـ اي اوروبا ـ للتحول من جديد الى قاعدة انطلاق للعدوان على الروس وروسيا. وانه في هذه الحالة فإن اوروبا ستكون مستهدفة للضربات الروسية مع اميركا او قبلها.
وطبعا ان انجيلا ميركيل، التي تتزعم البلد الذي يعتبر المنبع الاول للفاشستية، فهمت تماما فحوى الرسالة، فعجلت الى الادلاء بتصريح تهدوي، مخالف تماما للخطة الاميركية، ويدعو الى ضبط النفس والى حل الازمة الاوكرانية بالحوار، والى تشكيل مجموعة عمل المانية ـ روسية للسعي لاجل ايجاد الحل.
وفي اليوم الثالث تماما اطل الرئيس باراك اوباما من جديد على وسائل الاعلام، ولحس تصريحاته الاستفزازية السابقة، ودعا الى حل الازمة بالحوار، وطلب من روسيا "السماح" بدخول مراقبين دوليين الى اوكرانيا.
وأعقبه وزير خارجيته جون كيري، الذي قام بزيارة كييف وصرح من هناك، وفي وسط قادة المعارضة الاوكرانية انفسهم، ان لروسيا الحق في الدفاع عن المواطنين الروس وعن مصالحها القومية.
ان مثل هذه التصريحات من القادة الغربيين تتضمن اولا المراوغة ومحاولة اظهار المشكلة وكأنها مشكلة مع روسيا، ولكنها في الوقت ذاته تتضمن التراجع عن اللهجة والنوايا المبيتة العدوانية، وتكرس فشل المؤامرة التي كانت مرسومة لاوكرانيا والشعب الاوكراني.
وردا على القرارات العنصرية التي اتخذها الانقلابيون في كييف، قرر برلمان جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي وحكومتها المؤقتة تقديم موعد الاستفتاء العام على مصير الجمهورية من 25 ايار الى 30 اذار الجاري. ولكن تحت ضغط المظاهرات الشعبية العارمة ونزولا عند رغبة جماهير القرم، تم تقريب موعد الاستفتاء مرة اخرى حتى 16 اذار الجاري. وفي الوقت ذاته بدأ تشكيل فرق الدفاع الشعبي الذاتي في مختلف محافظات اوكرانيا الشرقية ذات الاغلبية السكانية الروسية والناطقة بالروسية للوقوف بوجه المجموعات الفاشستية، وسارت مظاهرات عارمة اخذت تطوق المقرات الرسمية والحكومية وتنزل العلم الاوكراني وترفع مكانه العلم الروسي، وتطالب باجراء استفتاءات شعبية عامة لتقرير مصير تلك المحافظات، على غرار الاستفتاء في جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي.
وتوجد الان ثلاثة احتمالات:
ـ1ـ اعادة ضم شبه جزيرة القرم وغيرها من المحافظات الاوكرانية الشرقية الى الوطن الام ـ روسيا. وهذا ما يتوقف على نتائج الاستفتاءات الشعبية، كما وعلى موافقة روسيا ايضا.
ـ2ـ واما الاستقلال التام عن اوكرانيا، وتشكيل دولة روسية جديدة، على غرار بيلوروسيا.
ـ3ـ واما تشكيل دولة اوكرانية فيديرالية تنتسب اليها شبه جزيرة القرم وغيرها من المحافظات الاوكرانية الشرقية، على قاعدة لامركزية موسعة، تشمل السشياسة الاقتصادية والدفاع والخارجية.
والان في ظل الضجيج الاعلامي الصاخب، فإن الازمة الاوكرانية التي كانت على شفير التحول الى مواجهة ساخنة بين روسيا والغرب، ستعود بالتدريج الى حجمها كأزمة داخلية يقرر فيها الاوكرانيون، على مختلف اتجاهاتهم السياسية وانتماءاتهم الاتنية والدينية، مستقبل بلدهم. وستكون روسيا اليوم، كما كانت تاريخيا، الضامن الرئيسي الحقيقي لاستقلال ووحدة اوكرانيا وحق شعبها في تقرير مصيره نفسه بنفسه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عنزة ولو طارت
جورج حداد ( 2014 / 3 / 10 - 14:56 )
الى السيد عارف علي
انك ببساطة تردد ادعاءات البروباغندا الغربية ضد بوتين كيفما كاتدون اي مناقشة موضوعية
وتعتبرها مسلمات ولو على طريقة عنزة ولو طارت
اولا من ـ غير الدوائر الغربية ـ يؤكد ان بوتين يمتلك شخصيا 40 مليار دولار
وثانيا ـ ان روسيا لم تتدخل في الشؤون الداخلية لمصر وبوتين استقبل محمد مرسي قبل ان يستقبل عبداللطيف السيسي وما يهم مصر هو تجديد العلاقات الروسية ـ المصرية ومساعدة الاقتصاد المصري والجيش المصري لحماية استقلال مصر وحماية وحدة الشعب المصري وسلامة الاراضي المصرية
وثالثا ـ ان مشكلة اميركا والغرب مع يانوكوفيتش هو انه كان يريد اقامة توازن في القلاقات الاقتصادية مع الاتحاد الاوروبي وروسيا ـ ولكن اميركا وطابورها الخامس من الفاشست القدماء في اوكرانيا كانوا يريدون استخدام العلاقات الاقتصادية مع الاتحاد الاوروبي كمدخل لضم اوكرانيا الى حلف الناتو وتحويلها الى قاعدة عدوان ضد روسيا وهذا ما دفع الدولة الروسية لاستنفار قواتها للرد الساحق الماحق على اي عدوان قد تتعرض له ـ ولكن الدولة الروسية لم .
تتدخل في الشؤون الداخلية الاوكرانية، ـ يتبع ـ


2 - عنزة ولو طارت
جورج حداد ( 2014 / 3 / 10 - 14:56 )
الى السيد عارف علي
انك ببساطة تردد ادعاءات البروباغندا الغربية ضد بوتين كيفما كاتدون اي مناقشة موضوعية
وتعتبرها مسلمات ولو على طريقة عنزة ولو طارت
اولا من ـ غير الدوائر الغربية ـ يؤكد ان بوتين يمتلك شخصيا 40 مليار دولار
وثانيا ـ ان روسيا لم تتدخل في الشؤون الداخلية لمصر وبوتين استقبل محمد مرسي قبل ان يستقبل عبداللطيف السيسي وما يهم مصر هو تجديد العلاقات الروسية ـ المصرية ومساعدة الاقتصاد المصري والجيش المصري لحماية استقلال مصر وحماية وحدة الشعب المصري وسلامة الاراضي المصرية
وثالثا ـ ان مشكلة اميركا والغرب مع يانوكوفيتش هو انه كان يريد اقامة توازن في القلاقات الاقتصادية مع الاتحاد الاوروبي وروسيا ـ ولكن اميركا وطابورها الخامس من الفاشست القدماء في اوكرانيا كانوا يريدون استخدام العلاقات الاقتصادية مع الاتحاد الاوروبي كمدخل لضم اوكرانيا الى حلف الناتو وتحويلها الى قاعدة عدوان ضد روسيا وهذا ما دفع الدولة الروسية لاستنفار قواتها للرد الساحق الماحق على اي عدوان قد تتعرض له ـ ولكن الدولة الروسية لم .
تتدخل في الشؤون الداخلية الاوكرانية، ـ يتبع ـ


3 - عنزة ولو طارت
جورج حداد ( 2014 / 3 / 10 - 14:56 )
الى السيد عارف علي
انك ببساطة تردد ادعاءات البروباغندا الغربية ضد بوتين كيفما كاتدون اي مناقشة موضوعية
وتعتبرها مسلمات ولو على طريقة عنزة ولو طارت
اولا من ـ غير الدوائر الغربية ـ يؤكد ان بوتين يمتلك شخصيا 40 مليار دولار
وثانيا ـ ان روسيا لم تتدخل في الشؤون الداخلية لمصر وبوتين استقبل محمد مرسي قبل ان يستقبل عبداللطيف السيسي وما يهم مصر هو تجديد العلاقات الروسية ـ المصرية ومساعدة الاقتصاد المصري والجيش المصري لحماية استقلال مصر وحماية وحدة الشعب المصري وسلامة الاراضي المصرية
وثالثا ـ ان مشكلة اميركا والغرب مع يانوكوفيتش هو انه كان يريد اقامة توازن في القلاقات الاقتصادية مع الاتحاد الاوروبي وروسيا ـ ولكن اميركا وطابورها الخامس من الفاشست القدماء في اوكرانيا كانوا يريدون استخدام العلاقات الاقتصادية مع الاتحاد الاوروبي كمدخل لضم اوكرانيا الى حلف الناتو وتحويلها الى قاعدة عدوان ضد روسيا وهذا ما دفع الدولة الروسية لاستنفار قواتها للرد الساحق الماحق على اي عدوان قد تتعرض له ـ ولكن الدولة الروسية لم .
تتدخل في الشؤون الداخلية الاوكرانية، ـ يتبع ـ


4 - عنزة ولو طارت
جورج حداد ( 2014 / 3 / 10 - 15:04 )
الى عارف علي ـ تابع
وواضح تماما ان ما يجري في اوكرانيا الان هو نزاع بين القوى الفاشستية القديمة التي سبق وحاربت مع هتلر ، وبين غالبية جماهير الشعب الاوكراني التي تريد الانفتاح على اوروبا مع الاحتفاظ بالعلاقات الوثيقة مع الشعب والدولة الروسيين خصوصا وان روسيا هي تاريخيا التي انقذت اوكرانيا من الاجتياح التتاري ـ المغولي والاستعمار الغاشم العثماني والالحاق الصليبي البولوني والنمساوي ـ المجري، واخيرا من الجائحة الفاشستية الهتلرية ـ وبدون روسيا لم توجد في السابق ولن توجد في المستقبل اوكرانيا ـ والان تطرح جماهير الشعب الاوكراني الاستفتاء لتقرير مصير جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي وغيرها من المحافظات الروسية ـ فلماذا تخشى اميركا والناتو وعملاؤهما الفاشست الاوكرانيين اجراء الاستفتاء وهو حق مشروع للشعب الاوكراني لتقرير مصيره ذاته بذاته؟

اخر الافلام

.. فوز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان في انتخابات الرئاسة


.. وفاة المستشارة الخاصة بالرئاسة السورية لونا الشبل تثير جدلا




.. وزير الخارجية المصري: يجب العمل على الوقف الفوري والمستدام ل


.. مشاهد لآليات مدمرة للاحتلال الإسرائيلي في رفح




.. لم تحصل على أي مؤهل علمي.. تعرف إلى نائبة رئيس وزراء بريطاني