الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل الغرب لا تُفهم في الشرق

موريس رمسيس

2014 / 3 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا يفعل الغرب و أمريكا حتى يتم فهم رسائلهم في الشرق .. ليس كل ما يقدمونه إلينا يصب في مصلحة دولة إسرائيل و أمنها كما ليس كل ما يفعلونه لنا يضر بشعوب المنطقة و يُمثل تآمر على مستقبلها و على مستقبل الديانة الإسلامية
بالتأكيد هناك من الخطط و الاستراتجيات التي تحاك لكي تصب في المقام الأول لمصالح الغرب الأمنية و الاقتصادية و الثقافية لكن ليس جميعها تتعارض مع مصالح شعوب المنطقة

احتلال العراق و إسقاط نظام "صدام البعثى القومي" لم يكن بغرض تدمير جيوش المنطقة أو أعادة تقسيمها أو بغرض حماية دولة إسرائيل و جعلها القوة الوحيدة في المنطقة .. فيجب الانتقال من دائرة المؤامرة و الشك و الخيال إلى دائرة الواقع و العالمية الجديدة
استثمرت أمريكا الكثير في العراق بداية من عام (2003) ( مئات المليارات من الدولارات) لكي تجنى أهداف توازى على الأقل ما صرفته هناك مع العلم أن أمن إسرائيل لا يكلف كل هذه المليارات
أرادت أمريكا تغيرا جذريا في المنطقة بضرب أكثر من عصفور بحجر و بالأخص ضرب أنظمة دول .. إيران و السعودية و مصر .. معتمدة على الواحة الجديدة لديمقراطية و حقوق الإنسان في الشرق متمثلة في العراق الجديد .. فشلت أمريكا و تركت العراق بعدما واجهت نتائج عكسية لما خططت له لكنها لا و لن تتوقف أبدا! ، فقررت إعادة المحاولة لكن بأسلوب أخر و طريق أخر

فَقَدتا الدولة المصرية و الدولة السعودية الحماية الإستراتجية من قبل أمريكا و الغرب عمليا منذ عام (2005) بعد مقابلتي الرئيس مبارك و الملك عبد الله على التوالي مع الرئيس بوش (الابن) و طالب الأخير لها بالتغير في المناهج الدينية التي تُدرس في بلادهما
خرج بعدها الأعلام المصري و السعودي بتصريحات مبطنة شهيرة عن محاولات الغرب لإلغاء و إبطال آيات القرآن و (القرآن الجيد)
ارتعبت الدولتان و فهمتا الرسالة خطئ و ذادتا من الجرعة الدينية في البلاد من خلال المساجد و الندوات و المؤتمرات و في المدارس و الجامعات بالإضافة إلى القنوات الدينية و البرامج الفضائية الدنية الشهيرة لصد الحرب على الإسلام كما يعتقدان و سمحا لإخوان المسلمين و السلفيين لعمل أكثر مع العامة و السيطرة على الشارع لصد هذا الهجوم الوهمي على الإسلام و تم جرجرة باقية الدول الإسلامية لنفس الأسلوب

أردا الرئيس بوش (الابن) بأسلوبه الغربي في التفكير بإمساك رأس المشكلة و ليس ذيلها لقضاء علي المشكلة مرة واحدة .. لم يريد "بوش" إلغاء بعض الآيات من القران (من المستحيل التفكير في ذلك) لكنه أراد تغير تفسيرات بعض الآيات الشهيرة الخاصة بالدعوة لجهاد و محاربة غير المسلمين و باقية الآيات التي تعتبر عنصرية و تتعارض مع حقوق الإنسان في وقتنا الحالي .. لكنه لم يعرض عليهما كيفية فعل ذلك و ترك لهما وسيلة التغير .. الغرب لا يريد تدمير العقيدة الإسلامية لكن ما تغير ما يمس حياته عدائيا و يؤثر عليه بالسالب

التغير يمكن أن يتم دون التعرض للعقيدة ذاتها .. من خلال عدم الدعوة لفقه و مفهوم الناسخ و المنسوخ و اعتباره فكر دخيل على الإسلام و غير منطقي و غير ألاهي و متعارض مع أجمالي القرآن كوحدة متكاملة و بالتالي اعتبار ما يصلح لبشر في بيئاتهم المختلفة من مئات القرون ( الحدود و بعض أسباب النزول ) لا يصلح في وقتنا الحالي و كون جميع آيات التحريض على القتال و الجهاد تلزم فقط زمن حدوثها و على الأكثر زمن الخلفاء الأربعة اللاحقين لرسول و بالتالي يتحول الإسلام من فلسفة معادية لإنسان إلى فلسفة مقبولة إنسانيا و حضاريا

بعد الفشل أمريكيا في العراق و أفغانستان و فشلها مع أنظمة الحكم في مصر و السعودية و إيران و باكستان ، اتجه الغرب في عام ( 2005) إلى الإخوان المسلمين كورقة بديلة لهم في المنطقة و كطريق أخر قد يصلهم إلى أهدافهم دون حروب و تكاليف باهظة
تلقف النشطاء السياسيون و الاجتماعيون و هم كثيرون (و دون ذكر أسماء) هذا الخيط و هذا الاتجاه الجديد ، بعضهم حبا في الإخوان المسلمين و البعض الأخر كرها في الأنظمة الحاكمة و قاموا ببناء جسور تصل بين الإدارات الأمريكية و الغربية و بين مكاتب الإخوان الرئيسية في لندن و بايرن و نيويورك

بعد توافق الغرب على الاتجاه الجديد لشرق ، انتقل نظام "اوردغان" الإخوانى في تركيا من مرحلة الريبة و الشك في (2003) إلى مرحلة الدعم و التعاون في (2005) ،فقامت ألمانيا و فرنسا من خلال مفاوضات ضم تركيا إلى السوق الأوربية بتقليم أظافر الجيش و القضاء في تركيا بحجة مطابقة المعاير الأوربية لإفساح الطريق أمام "اوردغان" لقيادة مشروع الشرق الجديد و كانت عملية القبض على "أسامة بن لادن" ثمرة التعاون بين الإخوان (في باكستان) و الغرب و كافئ الغرب باكستان بإرجاع رئيس الوزراء الإخوانى المعزول " نواز شريف " من السعودية ليحل محل الرئيس الغير متعاون " برويز مشرف " .. تعمل المخابرات الأوربية و الأمريكية على الأرض مباشرة في قطر لتجهيز لعملية التغير من خلال قناة الجزيرة و مراسليها ... يأتي دور الصهيونية العالمية و دولة إسرائيل كمراقبين يستغلان الظروف (لم المتساقط) لكنهما لا يقومان بالتوجيه و الإدارة ، فذلك لن يرضاه الغالبية في الغرب لكن هذا ما لا يفهمه الشرق!

هل الاتجاه الجديد مع الإخوان أصبح قديما الآن أم يتم ترميمه لإعادة السير فيه و لو ببطء أكثر .. هل يتم البحث في الخفاء عن اتجاهات أخرى بديلة قد تقود لنفس الغرض من خلال الدائرة الإيرانية أو الدائرة الكردية؟

محبتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - معقول
nasha ( 2014 / 3 / 11 - 02:47 )
قرائة معقوله لتسلسل الاحداث ، الغربيين و خصوصاً الاميركان متمكنين من قرائة نبض المجتمعات و تاريخها و توقعات المستقبل.
ولكن احيانا لا تكون النتائج مطابقه للتوقع او للخطه لكثرة المتغيرات فتخرج عن الخطه الرأيسيه ويتطلب تغيير المسار الى مسار ثاني او ثالث وهذا ما حصل في العراق و تسبب بخسائر كبيره للعراق وللعرب و الامريكان. و السبب الرأيسي كان عدم الثقه بالامريكان و الخشيه من الثقافه الغربيه وما تسببه من اضرار على الاسلام.
انت محق استاذ.

اخر الافلام

.. تحذير من إدارة الطيران الأميركية بسبب -عيب كارثي- في 300 طائ


.. استشهاد 6 فلسطينيين بينهم طفلتان إثر قصف إسرائيلي على منطقة




.. كيف سيكون رد الفعل الإسرائيلي على إعلان القسام أسر جنود في ج


.. قوات الاحتلال تعتقل طفلين من باب الساهرة بالقدس المحتلة




.. شاهد: الأمواج العاتية تُحدث أضراراً بسفن للبحرية الأمريكية ت