الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاد يوم 8 مارس ..ولا شيء تحقق للمرأة العربية

عبد الغني سهاد

2014 / 3 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


هو صحيح ان الشعوب العروبية والاسلامية على حد سواء تابعة ومغلوبة عى امرها نساؤها ورجالها . على حد سواء... الكل مغلوب على أمره .. تهرب منهم التاريخ وتنصلت منهم الجغرافيا السياسية وتركنت قاياداتهم الفاشية الى جنب الظلم والاستبداد وترويج الاساطير والخرافة ..كما هو يقيني ان تلكم الايام التي انعمت بها عليهم هيئة الامم المتحدة الامريكية لن تزيدهم الا شقاءا في شقاء ..أيام وضعوها لاجل در الرماد في أعين تلك الشعوب التابعة المريضة والمتخلفة على اكثر من صعيد ...ايام عاليمة للحب ..للطفل ..للشجرة ..للمراة وهلم جرا ..
ايام عالمية يتم فيها الاحتفال باشياء جميلة و منها الاحتفاء بالمرأة ...في كل يوم 8 مارس من كل سنة و نعرف ان المرأة لا تزال ترفس في الدونية والتهميش والاغتصاب والعنف واحيانا عدة في الوأد كما هو الشان في بعض الدول لاعتبارها تجلب العار للاسرة ...و حتى ممنعوة من سياقة سيارتها في بعض دول العروبية المتخلفة ...
وتجرى وسائل الاعلام وراء الحدث لتطبل وتزمر بما كسبته المرأة وما وصلت اليه من حقوق انتزعتها بنضالها خلال الموسم..فكل شعب من تلك الشعوب يحتفل بطريقته ..تدشينات وتوزيع الشواهد التقديرية والورود الحمراء والبيضاء ..وهي مجرد مكاسب فردية حصلت عليها المرأة بمجهودها الخاص في ظروف خاصة ...مكاسب هشة بالنظر الى مجموع النساء المهمشات في هذه المجتمعات المتخلفة التي فشلت فيها الحركات النسوية في تحقيق برامجها منذ اواخر القرن المنصرم ...
في الغرب ..هدا الجار المتغطرس الذي طالما نظر الينا بدونية مقيتة نجده لا ينائ بنفسه عن الاعتداد بنفسه و الاعداد لهذا اليوم العالمي ليسطر بيده على انجازات المجتمع المدني في علاقته بحقوق المرأة ..نجد منظماته النسائية تناضل وتكافح خلال السنه لتراكم المكتسبات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ...
واستغلال هدا اليوم لاجل المطالبة بالمزيد من الانجازات في حق المرأة حتى لوكانت تلك الانجازات ذات توجه لبيرالي رأسمالي محض..لكننا نحن الشرق القابع في جب الخرافة والخوف من حرية المرأة والمتوجس دوما من النساء ..باعتبارعن عورة ..وشرمستطار وغيرها من الاحكام القيمية القروسطية النابعة من سيطرة الفكر الديني ..اقول هدا الشرق لا يزال لم ينجح ولن ينجح في تاسيس مجتمعه المدني الذي سيتكفل بالمرأة ومصالحها..بل احزابه الوطنية سواء الديموقراطية او الشيوعية او الاشتراكية لا تزال تضمر مواقف سلبية متأخرة في موضوع المرأة وتحررها...فلا تشاركها في اجهزتها المركزية ..ولا تمنحها الحق في القيادة السياسية ... تلك احزاب اقل ما يقال فيها كونها احزاب ذكورية ..بلا استثناء ..8 مارس هو يوم يمثل الدروة في التفاق الاجتماعي والسياسي في وجه المراة العروبية والاسلامية توزع فيه التراهات محفوفة بباقات الورود الحمرا ء..والكلام المعسول الذي يدمي القلب ويرعد الجسد ...يقتصر الاحتفاء بالمرأة العربية على نطاقات خاصة جدا فهي قد حققت الكثير على صعيد الغناء والرقص والطرب ..وعلى صعيد الجنس السياحة الجنسية ..هذا الاحتفاء لن يزيدها الا نكوصا وتراجعا في غياب او فشل ذحركاتها النسوية ..احتفال لا يتعدى الشفوي في القول والفعل ..المرأة لا تجد نفسها معنية بهدا الاحتفال الكاذب ..بل هي معنية بمواصلة النضال داخل منظماتها المهنية والنقابيةوالعمالية جنبا الى جنب مع الرجل لتحقيق مصالحها الطبقية وليست الجنسية في اطار قواعد الصراع الطبقي التاريخية ....معنية بتاسيس وعي جديد ومواصلة النضال المرير لتحقيق مطالبها القديمة والجديدة سواء من خلال منظماتها النسوية القديمة التي تحتضر بمدها بدماء جديدة وجدية سواء من خلال تاسيس هياكل جديدة للنضال تحارب النظام الرسمالي المتوحش الذي حصر نضالاتها في الاستهلال الجنسي واللهو والرقص والغناء والمجون ...
البلدان العربية ضالعة في ظلم المراة وتعنيف النساء في كل شيء ..ويستفحل هدا الظلم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي عندما تتحول هذه الايام ومنها يوم 8 مارس الى موسم الكذب والنفاق الرسمي وتمرر الحكومات برامج خاصة ونشرات مزيفة عن ما حققته المراة من بؤس وحقارة خلال السنة ..(المطربة تحيحيت في نشرة الدوزييم الرئيسية يوم 8 مارس التي صرحت انها فعلت ما فعلت لاجل رفض حكم الرجل ....)بل خلال العمر ..وكانها تغطي الشمس بالغربال : تخفي الامراض الاجتماعية الت لا تزال تنخر جسد المراة : تفاقم الامية داخل النساء – عزوف الفتاة القروية عن الدراسة –ووفيات الصبيان المرتفع في البادية – تصاعد وثيرة العنف ضد النساء –الاغتصاب – التشغيل باجور زهيدة – تغييب الحقوق النقابية – ارتفاع تناول المخدرات عند النساء – احتقار المراء القروية وتشغيلها في الحقول الزراعية –الخ من الحصيلات الهزيلة التي تعرفها قضية المراة العروبية الاسلامية ويتم الشويش عليها في اليوم العالمي للمراة التي يطبل في الاعلام الرسمي بان كل شئ جميل في عند المرأة ...
لا تزال المراء تعيش الدونية على نطاق واسع عندنا تسثتمر اصواتها في الانتخابات لتغيير نتائج التصويت لصالح مرشح السلطة ...لا تزال تعد عورة في مجتمعات الخليج ليس لها الحق في الظهور في المرافق العمومية ولا حق لها في ركوب سيارتها وقيادتها بنفسها ...لا زالت المرأة تستعمل كمتاع للفرجة والرقص والغناء والاستمتاع .الجسدي .. لا زالت تعد انء بيولوجي لانجاب الاطفال ورعايتهم في البيت ..لا زالت ...الخ .لازالت المجتمعات العربية والاسلامية تهمش المرأة وتقزم دورها ولا تسمح لها باي دور تحرري داخلها ...وقد تمكنت من اختراق تلك الاحزاب التقدمية التي كانت تناصر المراة والتي اعطتها بظهرها في العقود الاخيرة ..الامر الدي يجعل مسؤولية اعادة النظر في ترتيب الهياكل الثورية التي تناصر المرأة العربية على جدول الاعمال اليوم ..ويجعل مهمة تحرير المرأة من مسؤولية المرأة نفسها ولا احد غيرها ...










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تراجع شعبيته.. ماكرون يكثف حملاته الدعائية | #غرفة_الأخب


.. اتهامات متبادلة بين فتح وحماس بعد تأجيل محادثات بكين | #غرفة




.. أنقرة تحذر.. يجب وقف الحرب قبل أن تتوسع | #غرفة_الأخبار


.. هل تنجح جهود الوساطة الألمانية في خفض التصعيد بين حزب الله و




.. 3 شهداء إثر قصف إسرائيلي استهدف تجمعا لفلسطينيين شمالي مدينة