الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولنا قبل الطوفان كلمة

محمد خضر الزبيدي

2014 / 3 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


ولنا كلمة قبل الطوفان

بلى هي الكعكة ذاتها وان اختلف المتقاسمان. فبالأمس كان الشريكان الرئيسان بريطانيا وفرنساواليوم هما امريكا وروسيا
الاتحادية ويظل لشهداء الصورة ما تناثر من جسد الضحية أو أن
همّهم منفرج عنه في القريب المنظور
كيف نفسر هذا التراخي المتعمد على الساحة السورية ومن جميع الاطراف القريبة من مرمي النيران السورية او خصومها في الميدان
ثلاث سنين عجاف تشن حرب على المساكن والمستشفيات والمساجد والكنائس والمخابز، رغيف الخبز بما فيها كذلك مختلف مصادر الطاقة من كهرباء وغاز وبترول ضمن منهجية قتالية مجرمة تتقصد الابادة البشرية للسكان وحرق الارض وما عليها.

بتقديرنا إنّ أسوأ ما يجري في هذه المعركة هو هذا الفهم المتعارض بين رؤية ثورة الخامس والعشرين من يناير المصرية وبين الرؤية السياسية لدول الخليج العربي وهو خلاف لا نستطيع القبول به نظراً للنتائج الخطيرة التي ستترب عليه في ساحة الوطن العًربي فهناك اعداء الثورة في مصر وهناك الاخطار المتحفزة للانقضاض على دول الخليج العربي من قبل ايران واستراتيجيتها للهيمنة السياسية على قلب العالم الاسلامي انتصاراً لطائفيتها البغيضة وتحقيقاً لسياستها المدمرة كما هو جار اليوم على كل من العراق وسوريا ولبنان وحيث تواجدت القدرة الشيعية او العمل على ايجادها بمختلف الوسائل الشريفة وغير الشريفة.

نحن غير معنيين بالتشيع وغير التشيع ولكننا معنيون بعمق ما
يترتب على هذه السياسة الخرقاء من انحراف بالثورة العربية واهدافها الطامحة الى التغيير الجذري لواقع الامة العربية ودول
وشعوب العالم الاسلامي ان لم يكن فى دول جميع الفقراء والمتخلفين
عن الركب الحضاري في القرن الحادي والعشرين وستكون دول الخليج اكثر المتضررين نظرا للمطامع الايرانية المرفوضة سلفاً معتمدةعلى قلة من الاخوة الشيعة في بعض الاقطار العربية وخاصة السعودية والقيادة الايرانية تتعامى عن الحقائق الموضوعية
ذلك ان نسبة المذهب الشيعي هي نسبة القلة القليلة في كل العالم الاسلامي ما عدا ايران وهي مع ذلك نسبة مليئة باسباب الانفجار
المتعددة العرقية واللغوية
اننا نحذر من انقسام الساحة العربية في خضم هذه المعركة الشرسة
واكثر ما نحذر منه هو ان نتجاوز بخلافاتنا الثوابت القومية العليا
عندما يصبح الاجتهاد خارج حدودها هو الخيانة العظمى لحاضر الامة ومستقبلها وان هذا الطوفان المتحفز سياتي على الاخضر واليابس ولن يخلف وراءه سوى الاطلال الدارسة فهل لنا ان نعتبر قبل فوات الاوان وقبل ان يدهمنا الطوفان وهل لنا ان نأخذ العبرة من احداث التاريخ القريبة والبعيدة وهل يجوز لنا ان ننسى الاثار السيئة لنتائج الحرب العالمية الاولى وما ابقت من جراح معمقة في جسد الامة العربية . جراح طابت لنا حتى اصبحنا اكثر حرصا عليها ممن صنعوها وافتعلوها مرضاً خبيثاً مزمناً؛ ما زلنا نعاني منه حتى الآن. بل اصبحت اشلاء الجريمة هوية نعتز بها ونناضل من دونها بما تيح لنا من قوة
اآن لهذه الامة أن تفيق من غفلتها وإلا سنكون نحن العبرة والشاهد الحي على الغفلة وانحراف المعايير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا