الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فى الطريق إلى قشل جديد

داود روفائيل خشبة

2014 / 3 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


فى الطريق إلى فشل جديد


هذه هواجس شخص لا يدعى علما ولا معرقة ويعترف بأنه لم يكن يوما متابعا جيدا للأحداث، إنما هو إنسان مهموم بهُمّ الإنسان ويصبح الهمّ أكثر إلحاحا وأثقل وطأة حين يتعلق بأهل الوطن الذى يعيش فيه وينتمى إليه.
منذ 11 فبراير 2011 ونحن نمضى فى مسار يسلمنا من فشل إلى فشل آخر ومن خيبة أمل إلى خيبة أمل أفدح وأقسى.
نجحنا، أو توهمن أننا نجحنا، فى حمل حستى مبارك على التنحّى عن منصبه كرئيس للجمهورية. لا أحد منا يستطيع أن يجزم بأنه بعرف خقيقة ما جرى. ذهب حسنى مبارك وكبار رموز النظام الحاكم، وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد، وعلى مدى شهور جرت أمور وسالت دماء. ولا أحد منا يستطيع أن يقول من كان المسئول المباشر عن سفك الك الدماء، لكن المؤكد أن المجلس العسكرى يتحمل المصئولية السياسية عن صفك تلك الدماء وعن الفشل فى الكشف عمّن هم وراء كل ذلك. ومسئولية المجلس العسكرى عن ذلك مسئولية جماعية تلحق بكل أعضاء المجلس.
رغم ذلك ظل يراودنا الأمل. أجرِيتْ تعديلات على لبعض مواد الدستور، وجرى الاستفتاء على التعديلات فى أجواء ووسط ملابسات تفقده الشرعية والمصداقية. وكان المجحلس العسكرى مسئولا عن كل ذلط مسئولية سياسية جماعية، مسئولية نلحق كل أعضائه. وظلت الدماء اسيل.
صدرقانون للأحزاب تقول نصوصه بمنع الأجزاب على أساس دينى، وتكونت أحزاب عديدة دينية الهوى، دينية المحتوى، دينية المرجعية، وكان السماح بتكوين تلك الأحزاب نذيرا بنقض النظام الديمقراطى الذى نطمح له/ نقضا من الأسلس. وكان المجلس العسكرى مسئولا عن ذلك مسئولية سياسية جماغية كاملة.
وجرت انتخابات برلمانية وسط ممارسات تبعد كل البعد عن مقتضيات الانتخابات الديهفراطية، وجاءبنا الانتخابات المعيبة بمسخ هزلى، أبطلته المحكمة الدستورية وإن كان ذلك على أساس شكلى يتعلق بقانون الانتخاب وليس بالمسخ الهزلى الذى جاءت به الاتتخابات. وكان المجلس العسكرى لا يزال هو المسئول السياسى وحده، لا شريك له.
وجاءت انتخابات الرئاسة، وهنا أجد من أشركه غى اللوم. كان بين مرشـّحى المرحلة الأولى أربعة يمثلون التوجّه الديمقراطى المدنى: الحريرى، البسطويسى، خالد على، حمديد صباحى. وكان واضحا أن الثلاثة الأول ليسل لديهم فرصة للفوز، وكانت الحكمة تقضى بأن يتنازل الثلاثة لحمدين صباحى لأنه أوفرهم حظا. حين كتبت هذا (وكنت أعام أن كلماتى لن تصل لأكثر من بضع عشرات) قيل لى "هذه انتهازية"، ولم أفهم كيف تكون الانتهازية من شخص لا نافة له فى الأمر ولا جمل ولا جحش حتى. تغلبت الأنانبة وقصر النظر وتفتت أصوات المؤيدين للتوحّه المدنى، وانتهينا فى النرحلة الثانية لخيارين كلاهما مرّ، وحتى فى الاختيار بين البديلين السيّئين فإن الكثيرين ممّن كان بنبغى أن يكونوا أكثر حكمة غفلوا عن أن المرجعية الدينية وما تستتبعه من فاشية المتسربلين بالدين أشدّ فتكا من عيرها من ألوان الاستبداد.
ماذا جرى فى عام سيطرة الإحوان؟ ما جرى فى الخفاء كا أظن أحدا منـّا نحن عامّة المواطنين يعلمه، لكن ما جرى أمام أعبننا فساد كثير وظلم كصير ودم كثير؟ من المسئول؟ مرة أخرى، لا نعلم/ لكن منطق العفل يقول بأن كل من كان له نصيب من السلطة شريك فى المسئولية.
ماذا جرى بعد ذلك؟ الغضبة الشعبية زلزلت النظام الإخوانى؟ ماذا كان دور القوات المسلحة؟ ماذا كانت حساباتها؟ أسئلة مشروعة وإن كنا لا نملك فى شأنها يقينا.
وبعد ذلك؟ تعقـّد الأمر، فقد افترف الإخوان شرّا كثيرا، لكن بعد أن نحبل إلى الإخوان معظم ما جرى من خراب ودمار، يبقى بؤس كثير وظام كثير وقهر كثير وانتهاك للحريات وانتهاك لإنسانبة الإنسان؟ من المسئول؟ كل من يملك سلطة على يديه دم.
الأن صدر قانون الانتخابات الرئاسية وحوله لغط كثير. لكن دعونا من هذا. نتوفه أن تجرى الانتخابات خلال أسابيع؟ فبماذا تأتينا؟ لا تكافؤ على الإطلاق بين المؤشحين المحتملين. المشير عبد الفتاح السيسى وراءه دعم كاسح من الإعلام ودعم لا بخفى من القوات المسلحة ومشروعات حكومبة نعلن باسمه ووعود تبذل على لسانه والكنيسة الأورثوذكسية التى لم تتعلم ولم تتعظ تقف خلفه. وفى المقابل؟ حمدبن صباحى وخالد على اللذان لم يحسما أمرهما حتى هذا الصباح يبدو أنهما سيكرران نفس خطأ انتخابات 2012. فماذا ينتظرنا؟ أغلب الظن سيقوز السيسى. ماذا سيفعل بنا أو ماذا سيفعل لنا؟ لا أحد يعلم. قد يقلح فى أن يقودنا إلى بر الأمان، ليس هذا مستحيلا. بأى ثمن؟ لا أحد يعلم. من سيدفع الثمن؟ الفقراء المعدمون أم محدودو الدخل المطحونون أم ميسورو الحال القادرون؟ لا أحد يعلم. وماذا يكون حال الحريات وحقوق الإنسان وكرامة الإنسان؟ لا أحد يعلم وإن كان سجلّ السنوات القليلة الماضية لا يبعث على التفاؤل. هل نخطئ إذا قلنا أنه ربما يكون علينا أن ننتظر الثورة القادمة؟
القاهرة، 11 مارس 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي