الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمراء… الجحيم

فرات إسبر

2005 / 7 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


من يوقف هذه الدماء المتدفقة من أعناق العراقيين ؟
ليل من الخراب يسود البلاد والعباد ، لا يرحم البيت والطفل والشجر ، يأخذ المتعبد والمتصوف والعلماني والحالم في جحيم النار باسم الله و الأمارة والسلطة ومحاربة الاحتلال والأعداء فنقتل بعضنا البعض وكأن المسيح ومحمد ليسوا أنبياء الله .
أن القتل اليومي لا مبرر له عند الله والبشر ،ألم يسأل أنفسهم هولاء الذين يحرقون ويقتلون ويهربون البلاد أي مصير ينتظرهم .. أي جحيم هم إليه ذاهبون ؟
باسم التحرير نقتل العراق.. والعراقيين ، باسم تحرير العراق نقتل الشجر والزرع والضرع ونثكل الأمهات ونقتل الأطفال .
ملعونة أمريكا .. ملعون الاحتلال ولكن لماذا نساعدها في تحقيق أهدافها ؟
لماذا نوجد لها المبررات والمسوغات لتحقيق مأربها وأطماعها التي يعرفها الجميع ،حتى هولاء الأنتحاريون بأسم الدين يساعدون أمريكا ويهيئون لها أسباب البقاء.
لا أحب السياسة ،فيها من المكر والدهاء ما يدفع إلى الخيانة.. الخيانة التي ورثناها.. فتوحات حققناها بالسيف والخيل ولكننا اليوم نجعلهم ينتقمون بنا ومنا أنهم من الذكاء والدهاء مما يقوي بالمسلم كي يقتل أخاه المسلم ،وأن يُقتل شعب العراق بأحلامه وطموحاته وكل بلاد الرافدين من سومرها إلى أكادها .
أننا اليوم باسم التحرير نقتتل ونقتل!!!!
هل التحرير يكون بقتل العربي للعربي ؟
هل التحرير يكون بقتل المسلم السني للمسلم الشيعي ؟
هل التحرير يكون بالدعوات إلى قتل أطفال المسيحيين ؟
أننا نتاجر اليوم بإسلامنا إذ أدخلناه السوق العالمية ، سوق البور صات التي يُتاجر بها ،إذ صارت العملات المصكوكة بخاتم الإسلام غير قابلة للصرف ومن العملات المشكوك بها في عالم البشر ومسبب الحروب والمشاكل الاقتصادية والسياسة والإرهاب والرهاب .
هل يستحق الإسلام وصاحب الرسالة منا هذه المكافأة العظيمة، هذه البرك من الدماء وهذه الأشلاء من الأجساد ؟؟وبعد كل عمليه انتحارية نقوم إلى الصلاة وننادي الله أن يغفر لنا ذنوبنا ،لقد هدرنا دمك على الأرض .
أسئلة كثيرة علينا الإجابة عليها وأن نساهم في حلها .
ماذا يريد أمراء الجحيم من الشعب العراقي ؟
لماذا القتل والعمليات الانتحارية بين جموع الشعب التي تبحث عن لقمة عيشها ، عمليات انتحارية تساهم في توطين الاحتلال كي يشرب النفط ويقتل الحضارة ويمهد للفتنة .
أن ما يحدث اليوم في العراق بدءاً من كذبة الجنة تحت أقدام الانتحاريين ولا انتهاءً بهتك حرية منْ يلبس بنطلون الجينز ليس بالأمر العادي وليس من مخلفات الحرب الأمريكية في العراق بل هو امتداد موروث ومتوارث في نفوس الانتحاريين وعصبّوي الطوائف .
نفوس أوجدت لنفسها مسوغات ومبررات أعمالها وصارت تفتي وتقر ما يحلو لها بعيدا عن الشرائع والمعتقدات وهي العدو الأول لهذه المعتقدات والشرائع التي تقتل العراقيين باسمها وتساعد الاحتلال في ما يرمي إليه .
أمراء الجحيم إلي أين أنتم سائرون ؟
هل تسألون أنفسكم قبل البدء بتنفيذ أي عمليه انتحارية؟
كيف ستواجهون الله .. الله الذي خلق الجميع .
باسم التحرير أقتل صديقي وجاري وأبن حارتي وأهدم الجامع والكنيسة وبيت العبادة أليس عيسى من بشر بمحمد أليس القرآن من أحترم وقدر مريم وخلق يسوع من أشرف نساء الأرض ،أم ما أتى به القرآن لم يكن واضحا ؟؟
أن العقل الانتحاري يحتاج إلى هزّة كي توقظ لديه الخلايا الميتة وليدرك الفاعل أن دم الأخ لا يرضى به الله ،وخراب البلاد لا يرضى به الله والعباد .
الاحتلال بكل غاياته وطموحاته يسعى إلى زرع الفتنة في البلد المحتل ،وما وصل إليه العراق هو غاية المحتل التي بعدها غاية وتليها غايات كي يبرر لنفسه أسباب البقاء وقتل أهله ،وأولئك الذين يفتحون له الدروب ليدخلوه في دروب أوسع من عالمنا العربي الممزق الذي لم يخرج من عباءة القبلية العصبية وأن التاريخ يعيد فتوحاته التي كانت صوب الغرب لترتد اليوم إلى صدور المسلمين بكل عقائدهم وطوائفهم لتزرع رعبا وهتكا بما يسمى بالعالم الإسلامي اليوم الذي هو بمفهوم الأعلام الغربي وحش ضال وهذا ما تؤكده وتوثقه العمليات الانتحارية الموجهة للشعب العراقي والتي تضل طريق المحتل ومواقعه .
أن ما يحدث اليوم وما نراه على شاشات التلفزيون يضعنا في المواجهة مع الذات ومع الغرب والسؤال الذي لا مبرر له أمام بعض العقول التي تحترمنا والتي تنظر إلينا بعين التقدير لتاريخ كتبناه ولكننا ما زلنا أسراه .
أن مقاومة المحتل واجب والوقوف له والتصدي له حق وطني. ولكن لماذا تقتلون بعضكم البعض؟
أكثر من سؤال يطرح اليوم ويواجهنا الغرب به ؟
هل يستطيع أمراء الفتنه الإجابة على هذا السؤال ؟
لماذا العمليات الانتحارية لا تكون في قلب الهدف الأمريكي ؟
لماذا الدماء فقط دماء العراقيين ؟
لماذا الجثث المتناثرة والمخفية هي جثث العراقيين ؟
هل مقاومة الاحتلال بزرع الرعب في قلوب أطفال المدارس أم في قطع رؤوس الآباء الذين يبحثون عن لقمة عيش أطفالهم
أنني وكأم، كغيري من الأمهات أقف أمام أسئلة كثيرة وطبعا ألام التي تعيش في قلب التجربة والحدث هي مختلفة عني ولست مثلها .
أنني ومن خلال متابعتي الأحداث ووقوفي أمام الكثير من الآراء والتحليلات التي تقدم من كل الأطراف لا أجد مبررا لهذا الجحيم الذي يعيشه العراق وأن من يزيد في جحيمه هم هولاء الأنتحاريون الذين لا يأخذهم رادع ديني ولا أبوي ولا عاطفي ولا أخلاق وحتى لا مسوؤليه أمام الله والوطن لأنهم بأفعالهم هذه يمهدون للاحتلال ويفتحون له الأبواب كأنهم شركاء لهم في العملية الجرمية والأخلاقية التي يسعون إليها لجعل العراق محمية من محمياتهم ليربوا فيها الطيور والدواجن ويقضون عطل الصيف مع كلابهم ويهربون النفط سلاحا ومالا إلى بلادهم لتحسين حياتهم ومستقبل بلادهم الذي يخططون له من أجل أجيال قادمة،ونحن المسلمون بالعمليات الإرهابية نقوم بزرع الطائفية والفتن والأحقاد التي ورثناها من يو م وفاة رسولنا الأعظم وإلى ما وصل إليه الأمراء ..أمراء الجحيم ، أولئك الذين لا يهمهم سوى السلطان والمال ومن خالف وجبت رأسه تحت جناح جنون السلطة ونوازعها ، كما هي اليوم العمليات الانتحارية التي لا تأخذ في طريقها إلا الشعب الفقير الذي لا يربطه بالاحتلال إلا حكامه الذين يوّقعون المعاهدات لينعموا خارج الوطن بالنعيم وليتركوا أبناء الشعب الذين لم تعد المشافي تتسع لجثثهم ولا الإسفلت قادر على امتصاص دماء هم ولا ماء الفراتين قادر على غسله .
تُبت عقول تعشش فيها الخيبات والفتن وتُبت عقول لم تخرج إلى النور .. إذ لا تتطلع إلى ما نحن بحاجة إليه عبر هذه المرحلة الرهيبة من تاريخنا الديناصوري .. مرحلة تحتاج منا العقل والرؤية والتروي كي نصبح قدوة نٌقتدى بها ونساير نبض الحياة لان سفينة الصحراء لم يعد لها وقودها في زمن التكنولوجيا.
أن الاحتلال على اختلافه، احتلال النفوس بتلقينها أفكار ومبادئ تخالف شريعة الغاب والعباد واحتلال البلاد من المحتل ، أن الأول لأشد فتكاً وقتلاً للبلاد من المحتل الأخر وكي نحرر البلاد لا بد أن نحرر النفس وكي نحرر النفس لا بد من وحدة العباد والبلاد 000000
أن حرية الإنسان تبدأ بوعيه وعقله والحرية لا تنبع إلا من فكر أصيل .
على الانتحاريين اليوم أن يراجعوا أنفسهم للمرة الألف قبل الأقدام على ما هم سائرون عليه، وليتفكروا ألف مرة أن قتل الشعب العراقي وتشتيته وأطفاله ونساءه وطوائفه مسؤولون عنه أما م الله والإنسانية والمستفيد الوحيد منهم هو الاحتلال وعليهم أن لا يفهموا الحياة من خلال ما يأمرهم به أئمتهم، عليهم أن ينظروا إلى حالهم وأطفالهم وحياتهم والأجيال لن ترحمهم بما هم فاعلون وأن التاريخ لن يفتح لهم صفحاته .
مسوؤليتهم اليوم تتجلى في أعادة أعمار عقولهم من وحي ما توحيه ضمائرهم وتعاليم الإسلام الحقيقية التي حرمت القتل إلا بالحق ، فبأي حق يقتل الشعب العراقي أنهم بهذا يقتلون الناس جميعا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على تفاصيل كمين جباليا الذي أعلنت القسام فيه عن قتل وأس


.. قراءة عسكرية.. منظمة إسرائيلية تكشف عن أن عدد جرحى الاحتلال




.. المتحدث العسكري باسم أنصار الله: العمليات حققت أهدافها وكانت


.. ماذا تعرف عن طائرة -هرميس 900- التي أعلن حزب الله إسقاطها




.. استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة محلية الصنع في مخيم بلاطة