الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوتين يقرع طبول الحرب

مرعي أبازيد

2014 / 3 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


سيناريو احتلال شبه جزيرة القرم بحسب رأي العديد من المحللين الروس و الأجانب، مشطوب تماماً من أدبيات جهاز الاستخبارات الروسي (كي. جي. بي.)،،، بما في ذلك، زعزعة الاستقرار أو الاستفزازات و ما يتبعها من تدخل تحت ذريعة الدفاع عن السكان الناطقين باللغة الروسية. لكن الواقع يقول عكس ذلك تماماً!!! السياسيون الروس، كانوا يعرفون أن رياح التغيير في أوكرانيا تجري حيث لا تشتهي سفن روسيا!! قبل مدة طويلة من هروب الرئيس الأوكراني!!! فلذلك كانت السلطات الروسية جاهزة و على أهبة الاستعداد لاتخاذ اجراءات جوابية من الممكن أن تحرج الغرب بحسب رأيهم.
فعلاً، وجد الغرب نفسه اليوم و الولايات المتحدة في موقف لا يحسدون عليه و تحت ضغط كانوا في غنى عنه، حيث تشهد الساحتين السياسية و العسكرية الغربييتين المزيد و المزيد من النقاشات الحادة و المتناقضة في بعض الأحيان حول حدَّة الأزمة السياسية التي وصلت إليها أوكرانيا و الناجمة عن تصرفات روسيا تجاه هذا البلد، و في الوقت نفسه تلعب روسيا مسرحية دعائية واضحة للعيان من خلال إعلامها الرسمي و غير الرسمي، الذي بدأ على الفور في فبركة العديد من المظاهر الغامضة على أساس أنها تحصل في اقاليم أوكرانيا المختلفة، عبر الضغط و اللعب على العامل النفسي للمواطنين الروس، بوصف المدافعين عن الميدان وسط العاصمة كييف، على أنهم "راديكاليون"، "متطرفون"، "بانديريون" و "فاشيون" و نعوناً اخرى بغية دب الخوف و الرعب في نفوسهم.
عندما شعر الرئيس الروسي أن جهود انقاذ الرئيس المعزول يانوكوفيتش باءت بالفشل، انتقل مباشرة إلى الخطة "ب" من العملية المرسومة بشأن أوكرانيا، وهي تقسيم الدولة ذات السيادة. بالعودة إلى الواقع التاريخي و الديموغرافي، تعتبر شبه جزيرة القرم المكان الأكثر مناسبة لتنفيذ هذه الخطة للوصول إلى الهدف المنشود، لأن حوالي 60% من سكان هذه المنطقة هم من أصول روسية ناهيك عن العسكريين العاملين ضمن اسطول البحر الأسود الروسي. على مايبدو، أن بوتين يعتزم اللعب مرة أخرى على اختراق الواقع و الفوز كما حصل في عام 2008.
في هذه الأثناء، مازالت مواقف واشنطن و الغرب يشوبها الغموض، إذ بقيت مقتصرة على المواعظ و الكلام المرسل الموجه لبوتين، دون التمكن من اتخاذ قرارات حاسمة. الغرب من جهته مازال يأمل أن يرى في موسكو شريكاً من المكن التعامل معه، لكن الرئيس الروسي يرى عكس ذلك، فإنه يعتبر الجهود الغربية في مجال التعاون و التآزر مظهراً من مظاهر التردد التي ينبغي استغلالها لمصلحته.
إذاً بوتين يهدد بالحرب، و يبرر تدخل جنوده في شبه جزيرة القرم تحت ذرائع و حجج واهية. السلطات الروسية و البرلمانيون يؤكدون بدورهم، أن السكان الناطقين بالروسية في شبه الجزيرة يتهددهم الخطر و يجب الدفاع عنهم بالقوة العسكرية، على الرغم من روايات شهود العيان التي تدحض صحة هذا "الكذب الدعائي". ففي شوارع مدن و مناطق القرم لم يلاحظ أية أعمال فوضى أو تخريب، و لم تسمع أصوات الرصاص و الناس يعيشون حياتهم الاعتيادية. بينما الكذبة الأكبر، تتلخص في تأكيد الجانب الروسي على أن "الفاشيين الراديكاليين" يشكلون تهديداً و خطراً على أمن و سلامة و حياة الروس المقيمين في أوكرانيا. علماً أن بداية شهر ديسمبر من العام الماضي، شهدت لقاءً مثيراً للجدل في مدينة دونيتسك الأوكرانية بين ممثلي الأحزاب الروسية في منطقة دونباس و مناطق أكرانية أخرى، ناقش المجتمعون فيه خطة تتضمن زعزعة استقرار الأوضاع السياسية في مناطقهم بهدف إعلان حالة الطوارئ و التوجه إلى روسيا بطلب المساعدة العسكرية.
على مايبدو، أن تحذيرات و مطالب الغرب لم تحدث لدى الرئيس الروسي أية تأثيرات ولم يكلف نفسه عناء التفكير فيها، و على مايبدو أيضاً، أن بوتين قد ضغط على زر "الحرب". و الحديث هنا يدور ليس فقط عن شبة جزيرة القرم، بل و عن المناطق الشرقية و الجنوبية الشرقية من أوكرانيا عموماً.
بتسليط الأضواء بشكل مفصل على تصعيد التوتر في أوكرانيا، تجدر الإشارة إلى أن المحادثة الهاتفية التي استمرت لمدة 90 دقيقة بين الرئيسين الروسي و الأمريكي مؤخراً انتهت بدون أية نتائج، حيث كانت إجابة بوتين على تحذيرات أوباما، هي الإصرار على أن السكان الناطقين بالروسية في القرم و المناطق الشرقية من أوكرانيا يقعون تحت الخطر و التهديد، و روسيا تمتلك الحق الكامل في الدفاع عنهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشييع الرئيس ابراهيم رئيسي بعد مقتله في حادث تحطم مروحية | ا


.. الضفة الغربية تشتعل.. مقتل 7 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائي




.. هل ستتمكن إيران من ملئ الفراغ الرئاسي ؟ وما هي توجهاتها بعد


.. إل جي إلكترونيكس تطلق حملة Life’s Good لتقديم أجهزة عصرية في




.. ما -إعلان نيروبي-؟ وهل يحل أزمة السودان؟