الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سطور في الكذب المقارن

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2014 / 3 / 11
كتابات ساخرة


ورد في الأساطير الغربية أن الكذّاب كلما تمادى في الكذب قل وزنه وطال أنفه وأنفرجت ساقيه لتكون سوئته مع حواشيها محل أعتصار يستهوي الجميع وبناءاً على تلك النظرية أنقرض الكذب في بلاد الغرب فلاطاقة للكاذب بأن يواجه أستهتار الغالبية الذين له متربصين ولمحاولاته فاضحين متوثبين .
أما في الأساطير العربية فالكذاب يزداد وزناً وتربو لحيته و أشد مايهتم بما بين فخذيه لينكمش خلف ستار سرمدي يعلو ولا يعلى عليه وكلما برع في الكذب والتبرير عبر الأثير ظهر للناس في كل يوم , ذيل طويل.
ومن منحى سلبي و آخر أيجابي , عندما تجد أحدهم (يحلف ويتكفّر ) فأنت أمام كذّاب سلبي صغير , وهو لايشكل تهديداً وما عليك الا أن تتجاهله بالمواجهة فأن أبى عليك بالتحييد , أما أن تجد كل يوم من يصرّح لينفي و يخيط لـ(يخربط ) فأنت أمام كذّاب أيجابي خطير يجدد طاقته من أستغفاله للمساكين في دورية يومية إن أستمرت لأربع سنين تحول الناس الى فقاعات , تفجر وتنفجر لتنساب مثل الأشياء الدبقة المتهادية نحو المراحيض.
الكذب ملح الرجال , والرجال فقط من أمتلكوا البلشتي والقيان والأموال وهم لايشبهون أؤلئك الرجال الذين تخيلناهم ونحن صغار شجعان صادقين فهم اليوم جوقات من الشطار والعيّارين يتوارون خلف متاريس بعد خلاء الأرض من الكلاب والصعاليك.
والكذب تحلية النساء , يمارسنه على سبيل التخفيف من الثكل والأحتباس في زمن العورات والتدليس , يهمسن به على شكل ترانيم سريّة بأستذكار الأبن والأخ والحبيب ومعهم الحلم بالخلاص من سوق النخاسة الذي يبتاع فيه الجميع.
نسترعيكم أحبتي الأنتباه فالكذب في عصره الذهبي يجعلنا في بحبوحة أنتظار أخير لطفرة أنتخاب طبيعية ستختفي فيها الحواس من الآذان والعيون وقبلها طبعاً العقول .
الكذب مثل الزرع لا ينبت الا بتوفر البيئة المناسبة , من ماء و أرض خصبة وكليهما متوفرين بفضل ماء الجهل وأشباع النهم البدوي في الكيد للغير , وأرضها السفهاء ممن يتلقفوا الكذب ويلقنونه لغيرهم من صغار وكبار بعد أن يضيفوا له هالة التقديس ليكون الكذب آلهي قسري يقابل بالأذعان و التهليل , وليس أمام المتلقي التملقي سوى الأعادة و الترديد , حتى وإن كان أفعى تلدغهم أو أخطبوط يخنقهم يستهويهم ذلك ويسعون أليه لتترسخ العبودية ويتحول المجتمع الى بانوراما أشفاق تراجيدية , ماسو - سادية بدائية , فرسانها الأغبياء و المغفلين , ودمتم سالمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو