الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دكتور,أنت شيوعي؟

محمود القبطان

2014 / 3 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


شاء مزاجي الحاد أحيانا أن أذهب للعمل لمدة أسبوعين في مدينة قريبة من سكني,لتغيير الجو والمرضى والمدينة والتي أعيش فيها منذ حوالي الربع قرن.ومثل كل مرة عندما يلتقي عراقيان في مكان واحد حتى لو لم يتعارفوا بعد أومن قبل فيكون الحديث السياسي وآلامه في المقدمة,كما يحدث مع أغلب العراقيين.
ذهبت صباحا للعمل ومباشرة الى الاستعلامات فبعد التعرف والتعريف ألقت سيدة محجبة التحية ورددت التحية وكانت هي مرافقتي لتعرفني على الروتين,فذهبنا الى غرفتها,وطبيعي أن لا اسمح لنفسي أن أدخل قبل السيدة,وبعد دقائق قليلة تعرفت عليها فهي زميلة عمل مُكلّفة معي في الساعة الأولى من اليوم لإطلاعي على بعض الأمور الروتينية كأي قادم جديد,وتبين هي من كردستان العراق وزوجها من منطقة أخرى,عربي,وبدأ الحديث السياسي في أول دقيقة من الساعة المخصصة للروتين اليومي,واتفقنا على الكثير من الأمور وخصوصا الفساد المستشري في العراق كله وبدون استثناء حسب توصيفها,وصلت الى مرحلة الانتخابات,فطبيعي جدا أن أنحاز الى التيار الديمقراطي وتحالفه الجديد مع باقي القوى المدنية الوطنية,دون تكليف من أحد ,لان هذا ما أؤمن به من كل أعماقي,لكن السيدة الزميلة لها موقف من الانتخابات لأنها"سوف لا تغير شيئا"تضيف الزميلة.وربما توصلت معها الى قناعة حتى لو لم تعرف احد يستحق صوتها ففي أضعف الإيمان أن تضع علامة ال"أكس" على الورقة لتحرّم تزويرها.
وفي النهاية سألتني سؤال طلبت الجواب أن أردت,وبدون زعل,قالت :دكتور ,أنت شيوعي؟قلت وبدون تردد كنت في التنظيم سابقا ولكني اليوم خارجه لكنني أؤمن بمبادئ هذا الحزب وبأفكاره وأدعمه بكل الوسائل التي أستطيع عليها.قالت لا عجب, فأبي يفكر مثلك وكان شيوعيا ومازال يحب الحزب وهو يصلي ويصوم اليوم. قلت وهل من الواجب على الشيوعي أن لا يصلي ويصوم في حين يؤمن الحزب بحرية الاعتقاد الشخصية؟هذا حدث قبل شهر من الآن ,ولكن ماذا حدث أمس الأول؟

حدث أن أتصل بيّ زميل مهنة وصديق وقد عاد توا من زيارة العراق ليأتي لزيارتنا مع زوجته,فبعد الترحيب الحار وحمدا لله على سلامة الذهاب والرجوع,وضِعَ الشاي على الطاولة فسألته عن البصرة حيث كانت زيارته هناك,قال:لم اذهب إلا مرة واحدة الى العشار,مأساة ,خربطة ,فوضى,أما شارع الكويت فلم يعد شارعا بالمعني الحقيقي.و سوگ المغايز لم يذهب إليه,لأنه لم يعد في مزاجه الخروج الى المدينة. وقال:كلهم حرامية.كلهم؟استفسرت منه,وأنا أعلم ماذا أسأل,قال نعم.وقال لقد فشل الإسلام السياسي في إدارة الدولة وليس هناك من انتخبه بعد كل هذا.قلت له,متحديا وعن عمد,لا بل هناك التيار المدني الديمقراطي هو البديل,حيث يضم بين أعضاءه المرشحين من الكفاءات النزيهة وذوي اختصاصات سوف تفيد البلاد والعباد إن وصلوا الى البرلمان لاسيما إذا كان وصولهم بعدد كبير نسبيا.اخبرني الصديق انه لا يعرف من هي الأحزاب المنضوية في هذا التحالف,فأشرت له على بعضا منها.قال الشيوعيون الذي قتلوا البعثيين في الخمسينيات؟قلت له نعم الشيوعيون في هذا التحالف لكنهم قُتِلوا من قبل البعثيين منذ عهد الشهيد قاسم وليومنا هذا,لكن متى ولدت يا أخي؟قال في ال: 71,لكني سمعت فقط,ولم اقرأ عن هذا.قلت أرشدك الى كتاب طالب شبيب,هاني الفكيكي,حسن العلوي من البعثيين السابقين كذلك الى كتاب الباحث حامد الحمداني والذي هو من أهل الموصل أصلا.سوف تتعرف بنفسك على الحقيقة التي لم تراها والتي أشبعها البعث الفاشي والقوى الرجعية الدعايات الخبيثة ضد الحزب الشيوعي العراقي..قال هم يقولون هذا والناس تسمع!! قلت الناس لها عقل يمكن ترجيحه لكشف الحقائق وزيف الادعاءات.ووصل الى اللب في الموضوع:هل الشيوعيون يؤمنون بالله؟ قلت وهل هم كفار؟قال لا أعلم.قلت شيوعيي العراق كانوا يشتركون في مراسيم عاشوراء بمواكبهم المعروفة ,حيث كانت تلقى القصائد السياسية في عهد النظام الملكي ,كما يفعلها المناوئون للمالكي الآن ,وبين صفوفهم أناسا ذهبوا للحج ويؤدون الفرائض الدينية.قال ,صحيح ,لكن الدعاية ضدهم قوية,فقال:له صديق أكاديمي قال له "والله لو مخافتي من الله لانتخبت الشيوعيين ",يذكر هذا ليّ ويقول أكاديمي يفكر بهذا الشكل فكيف بالأمي,صديقي يقول هذا وأنا أقول على الشيوعيين العراقيين العمل دون هوادة بين صفوف البسطاء والعمال والفلاحين,لا سبيل لنيل ثقتهم إلا بالعمل بين صفوفهم .أخبرت صديق بأنني انتخبت طبيبا عراقيا أصيلا في الانتخابات الماضية حيث يتجول هذا الإنسان الرائع حتى في المناطق الساخنة ليعالج الفقراء,ولم ينجح في المرة السابقة في الوصول الى البرلمان لكنه استمر في العمل من أجل الفقراء,أنه الطبيب مزاحم ماشاء الله,وقلت هل رأيت طبيبا للإسلام السياسي قد خرج للفقراء ليعالجهم ومجانا؟قال لا ,وسوف لن يفعلوها.قلت إلا يستحق شيوعيي العراق انتخابهم,حيث حبهم وإخلاصهم للوطن والشعب هدفهم الأول؟قال نعم!!

ومرة أخرى وكما يبدو هكذا,إن الإخلاص والكلام الجميل الصادق ونكران ألذات هي صفات يمتاز به شيوعيي العراق.فهنيأ للحزب الشيوعي العراقي الذي لم يختفي من الساحة العراقية يوما بالرغم من تكالب كل قوى الردة الفاشية ضده و تخرج من, ومازال, بين صفوفه الوطنيين الحقيقيين محبي الوطن والشعب.
د.محمود القبطان
20140311








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح