الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغيير السياسي في العراق- فعل يدعو الى الثبات .. بقلم : محمد أبو النواعير .

محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)

2014 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية



بين التغيير والثبات, فرق التباعد والتناقض المفاهيمي المكون لهما؛ فالثبات بمفهومه العام, يعني عدم التغيير, والتوقف عند نموذج واحد, لا يمكن تعريض بنيته للتصدع؛ بينما نجد أن التغيير, يعني عدم الثبات, ويعني أن الثبات على نموذج واحد, هو عين الجمود واللاحرية والخمول.
وبين هذين المصطلحين المتناقضين, قامت الكثير من الفلسفات والأفكار, بل وقامت أنماط عديدة, تتعلق بالحياة الاجتماعية الإنسانية, والحياة الاقتصادية, والسياسية, بل وحتى الدينية والعقائدية .
كيف يمكن الجمع بين المصطلحين؟
في رأيي المتواضع, أن الوضع السياسي الراهن في العراق, ولكي يكون في وضعه الصحي, يجب أن يخضع لعملية التغيير, التي تؤدي الى الثبات! والأمر ليس بتلك الصعوبة في الفهم؛ فما تم تحقيقه من منجز مهم في تأريخ السياسة العراقية المعاصرة- وأقصد به التحول من أنظمة الحكم الشمولية الدكتاتورية المتشبثة بجلابيب الأدوات السلطوية, والقامعة لكل حرية سياسية فردية (مواطن) أو جماعية(تيارات أو أحزاب)- وهو التحول نحو النظام الديمقراطي المفتوح, بخياراته التعددية والتغيرية؛ إنما يعد منجزا كبيرا, يجب أن تتم المحافظة عليه؛ لأنه وعلى الرغم من سلبياته, إلا أن النظام الديمقراطي, سيُمَكِن المواطن العراقي والجمهور العراقي, من التحرك بمساحات حقوقية واسعة, وستمكنهم دوما من لعب دور (الرقم الصعب) في عملية تشكيل هيكل البنية السياسية للبلد.
إذاً, فالتغيير الذي أقصده, هو إمكانية استخدام المواطن العراقي لحقوقه السياسية, والتي تمكنه من قلب الطاولة, على أي كابينة حكم تتخذ السرقة والفساد شعارا لها؛ والثبات الذي أقصده, هو ضرورة إجراء هذا التغيير, لتحقيق الثبات والمحافظة, على النظام الحكم الديمقراطي في العراق.
إذا فالمصطلحين وعلى الرغم من تناقضهما, إلا أنهما يمثلان جدلية ديالكتيكية متجددة, تحمل في باطنها عوامل نقدها, فالتغيير المستمر للوجوه السياسية الفاشلة, سيؤدي حتما إلى ثبات وترسيخ وبقاء النموذج الديمقراطي بالحكم؛ وهو يؤدي بالنتيجة وبمرور الزمن, إلى تأصيل روح الاحترام عند السياسي (ولو بالجبر والفرض بالقوة) حينما يكون المواطن دوما, ممسكا بزمام التغيير المثبت للديمقراطية.
السؤال المهم الذي يجب أن نفكر في إجابته وبجدية: إذا فَرَّطَ المواطن في حقه بالتغيير, والذي يؤدي بالنتيجة إلى الثبات؛ ماذا ستكون النتيجة بنظركم؟ والسؤال نفسه أوجهه الى القوى الرئيسية في التحالف الوطني، والتي تمثل القطاع الأوسع من العراقيين مكوناتيا، خصوصا تيار شهيد المحراب، بمشروعه المتكامل لبناء دولة عصرية،هذا المشروع الذي لم تقاربه الطبقة السياسية الحاكمة، لأنها ليست في وارد بناء دولة، بل أن همها بناء سلطة؛ والى التيار الصدري، والذي يمكن أن يمثل قوة فاعلة ومؤثرة في مقارعة الفساد والتسيد والتسلط، مثلما كان قوة فاعلة ومؤثرة في عملية الخلاص من الإحتلال؟
محمد أبو النواعير- ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف