الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرق بين المعارضة الوطنية والمعارضة العميلة !!!

عبدالله محمود أبوالنجا

2014 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


بادىء ذى بدء ، دعونا نسأل : من هو المعارض ؟ هل هو الشخص الذى يتخذ موقفاً مبدئياً ونهائياً ، وعدائياً من الحكومة فى أى قرار تصدره أو أية سياسة تتبعها ، بغرض اسقاط تلك الحكومة ؟ أم هو الشخص الذى يراقب ويدرس ويحلل قرارات الحكومة وتوجهات سياساتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية من منطلق مدى تأثير تلك السياسات والقرارات على حياة الناس ان سلباً أو ايجابياً ؟ وهل من المعارضة الوطنية الشريفة اللجوء الى استخدام العنف الذى يبدأ من العنف اللفظى وينتهى عند تشكيل مليشيات مسلحة وخلايا ارهابية يضفون عليها زوراً وبهتاناً صفة الدفاع عن القيم والمثل العليا مستخدمين شعارات رنانة يستحضرونها من التراث الدينى أو الشعارات الثورية بغية تضليل الرأى العام من أجل حشد الناس لاسقاط النظام الحاكم والاستيلاء على السلطة بالغوغاء والدهماء وبالارهاب والمولوتوف وقوة السلاح ؟ وهم فى كل ذلك يستعينون بأموال ودعم أجهزة مخابرات تابعة لدول تريد فرض سيطرتها على مصير ومقدرات الشعب الذى يزعم من يسمون أنفسهم ( معارضين ) ، بأنهم يدافعون عنه وعن مصيره ومصالحه العليا !!! هل هذه هى ( المعارضة الوطنية ) كما يحلو لداعميهم أن يطلقوا عليهم خداعاً للرأى العام وللمغيبين من أمثالهم قبل خداعهم للرأى العام المحلى والدولى ؟! هل يقبل المعارض الوطنى الحقيقى أى دعم من جهات خارجية لالحاق الأذى والضرر بمقدرات الشعب الذى يزعم أنه يدافع عن مصالحه ؟ هل المعارض الوطنى الشريف يقبل تدخل أية جهة خارجية فى الشئون الداخلية لوطنه والتى تضر الأمن القومى للوطن والمواطنين ؟ هل المعارض الوطنى يعارض من أجل تحقيق مكاسب ذاتية له ولحزبه حتى ولو كان على حساب الأمن القومى للوطن والمواطنين أم أن مثل ذلك النوع من المعارضين ليسوا سواء خونة لوطنهم ويعملون كأدوات لتحقيق مصالح أجنبية يجدون فيها مصالحهم الشخصية على حساب المصالح العليا للوطن والشعب ؟ هل المعارض الوطنى يبيح لنفسه ولحزبه وجماعته التعاون مع تجار السوق السوداء كمافيا تجارة السلاح والمخدرات والعملة والسلع التموينية بما يضر بالأمن القومى للوطن والمواطن ؟ هل المعارض الوطنى يستأجر البلطجية والمجرمين وأرباب السوابق وكل أنواع الخارجين على القانون لقطع الميادين والطرقات واحتلال المرافق الحيوية بمايضر بالمصالح الحياتية اليومية الحيوية للمواطنين ؟ هل المعارض الوطنى شخص كذاب ولعان وسباب ينتهك الأعراض بغرض نسف خصومه السياسيين أمام الرأى العام ؟ أم أنه شخص يختلف مع خصومه السياسيين فى كيفية تحقيق المصالح العليا للشعب والوطن دونما تجريح فى شخوصهم بالباطل وتلفيق التهم لهم بدون وجه حق ؟ هل المعارض الوطنى الشريف هو الذى يخدم وطنه وأهل وطنه فى أى موقع يكون فيه مهما كان بسيطاً أم أنه لابد له أن يتبوأ مكاناً قيادياً فى طليعة الجماهير لكى يقدم تجلياته للوطن وللمواطنين ؟ هل المعارض الوطنى الشريف يصر على تحقيق مصالحه ومصالح جماعته الذاتية على حساب المصالح العليا للوطن والشعب ككل ؟ هناك خلط واضح ومتعمد بين المعارض الوطنى الحر الشريف وبين أدوات القوى العالمية التى ترمى الى السيطرة على مقدرات ومصائر شعوب الدول العربية ومن بينها مصر نجحت فى خلقه وسائل الاعلام التابعة لأجهزة مخابرات اقليمية وعالمية تهدف الى تفكيك الدول العربية وتفتيتها الى أقاليم صغيرة متنافرة ومتصارعة فيما بينها بما ينتج عنه كيانات ذاتية هزيلة غير قادرة على مقاومة مخططات الرأسمالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية للاستيلاء على مقدرات الشعوب واعادة استعمارها واستعبادها بما يخدم تحقيق رفاهية المواطن الغربى حتى ولو كان ذلك على حساب خراب ديار المواطن العربى وتشريده وسحله وقتله هو وزوجته وأطفاله كما نرى فى العراق وسوريا وليبيا والسودان والصومال واليمن !!! هل من يقبلون المشاركة بأى شكل من الأشكال فى تمرير مثل تلك المخططات يمكن اعتبارهم معارضين وطنيين شرفاء ؟ أم أنهم ليسوا سوى أدوات فى أيدى قوى دولية واقليمية تسعى الى تحقيق رفاهية مواطنيها ودوام تلك الرفاهية على حساب المصالح الحياتية الحيوية الضرورية لأبناء الشعوب الأخرى ؟ للأسف نجحت وسائل الاعلام التابعة لأجهزة مخابرات الرأسمالية العالمية الغربية وخدامها من قوى الرأسمالية الاقليمية مع سبق الاصرار والترصد كقطر وتركيا وطمعاً فى استغلال الصراع لتحقيق مكاسب ذاتية كدولة ملالى طهران فى تمرير أدواتهم لشعوب المنطقة العربية على أنهم رموز معارضة وطنية يسعون لمكافحة فساد أنظمة الحكم القائمة فى الدول العربية لتحقيق مصالح تلك الشعوب !!! وللأسف كان فى طليعة تلك الأدوات جماعة حسن البنا التى ارتدت ثياب التدين ومارسته قولاً وشكلاً وسلوكاً بهدف حشد الجماهير وخاصة الشباب النقى الذى يفتقد الوعى والخبرة السياسية لاسقاط الأنظمة القائمة فى الدول العربية بأية وسيلة من الوسائل المشروعة أو الغير مشروعة حتى ولو كان الاستعانة بالتدخل العسكرى الأجنبى ضد الدول التى نشأوا فيها وكفلت لهم كل أسباب الحياة الحرة الكريمة من تعليم وتوظيف وممارسة العمل السياسى بحرية كاملة مادام ذلك لا يضر بالأمن القومى والمصالح العليا للشعب !!! بعض قيادات تلك الجماعات كانت تعتقد – كما تعتقد دائماً – أن بامكانهم هدم الأنظمة السياسية القائمة بواسطة ثورات شعبية عارمة ، من أجل اقامة أنظمة سياسية أكثر عدلاً وأكثر قدرة على تحقيق المصالح العليا للوطن والمواطنين وذلك ظناً منهم أن الغرب الداعم لهم فى هذه المرحلة سوف يساعدهم فى تحقيق تلك الطموحات وأنهم – تلك القيادات – قادرين على تحقيق ذلك بهدم القيم الاجتماعية السائدة فى المجتمعات العربية واعادة بنائها على نسق العصر النبوى والخلفاء الراشدين من بعده ، لكنهم لم يفطنوا الى أنهم مجرد أدوات فى أيدى أجهزة مخابرات دولية واقليمية تستخدمهم لغرض محدد ، وهو تفكيك وتدمير كيانات الدول العربية لصالح الأجندة الأمريكية المتمثلة فى محاصرة الدب الروسى وتضييق الخناق عليه فى منطقة الشرق الأوسط وتقزيمه داخل حدوده للانفراد بمصير المنطقة ومصائر شعوبها وتسخير طاقاتها ومواردها لصالح رفاهية المواطن الأمريكى بوجه خاص والمواطن الغربى بوجه عام ، حتى ولو كان ذلك على حساب تدمير حياة المواطنين العرب وأسرهم لأجيال وعقود طويلة قادمة !!! أما تركيا أردوغان فتطمح الى استعادة العصر الذهبى فى السيطرة على مقدرات الشعوب الاسلامية ومن بينها الشعوب العربية لو نجحت أجهزة مخابراتها فى المعاونة فى تفكيك وتمزيق الدول العربية الى كيانات صغيرة على أسس طائفية وعرقية واثنية متصارعة صراعاً دموياً فيما بينها من النفوذ والسيطرة على موارد الدولة التى تم اسقاطها من داخلها كما فى تونس واليمن أو بواسطة تدخل عسكرى أجنبى سافر كما فى ليبيا والعراق وهانحن نرى بوادر ذلك فى ليبيا فى الخلاف على تصدير النفط بين اقليمى برقة وطرابلس فى ليبيا ؛ كلاهما يزعم أنه الأحق بعوائد البترول الذى يتم تصديره !!! وفى العراق هناك أزمة مماثلة لما يحدث فى ليبيا عندما اختلفت حكومة كردستان العراق مع الحكومة المركزية فى مسألة تصدسر البترول !!! أما قطر فقد خلعت نفسها من منظومة الدول العربية والاسلامية بمجرد سماحها للولايات المتحدة الأمريكية بانشاء أكبر قاعدة عسكرية لها فى الشرق الأوسط على الأراضى القطرية ! بل لم تكتفِ بذلك وانما راحت تستغل المدعو داعية اسلامى يوسف القرضاوى - الأب الروحى - لجماعة حسن البنا فى تجنيد التنظيم الدولى للجماعة وفروعه فى الدول العربية لاشاعة الفوضى فى تلك الدول بتشوية الأنظمة الحاكمة فيها وذلك بالتنقيب عن سلبيات تلك الأنظمة وتسليط الأضواء عليها أمام الرأى العام المحلى فى تلك الدول لخلق طبقات وفئات شعبية معارضة لأنظمة الحكم هناك أولاً وأمام الرأى العام العالمى ثانياً لمحاصرة تلك الدول داخلياً ودولياً تمهيداً لاسقاطها شعبياً كما حدث فى تونس واليمن ومصر أو بدعم خارجى أجنبى كما حدث فى ليبيا والعراق ومايحاولون احداثه فى سوريا !!! لقد نجحت بالفعل المخابرات القطرية والتركية فى خلق طبقات وفئات شعبية عريضة معارضة وناقمة الى حد حمل السلاح وارتكاب أية أفعال ارهابية ضد الأنظمة فى تلك الدول بدعم لوجستى مالى واعلامى وتخطيطى لقيادات جماعة حسن البنا وفروعها المنتشرة فى القرى والمدن فى الدول التى تم اسقاط أنظمتها لصالح النظام الرأسمالى العالمى الخاضع لتوجهات واشنطن وحلفائها الغربيين !!! قطر وتركيا وجماعات مايسمى بالاسلام السياسى المتمثلة أساساً فى جماعة حسن البنا وفروعها كمنظمة حماس وغيرها ؛ كلهم أدوات فى أيدى واشنطن وحلفائها ولا يمكن لأى وطنى شريف يدرك معنى ومفهوم الوطن وقدسيته أن يعتبر هؤلاء ضمن صفوف المعارضة الاسلامية أو العربية أو الوطنية الشريفة التى تعمل لمصلحة المواطن !! فلا قطر القرضاوى وحمد ومن بعده ابنه تميم معارضة عربية أو اسلامية تروم تحقيق المصالح العربية أو الاسلامية العليا ، ولا تركيا أردوغان معارضة اسلامية شريفة تبغى تحقيق المصالح الاستراتيجية للعالم الاسلامى ، ولا التنظيم الدولى لجماعة حسن البنا وفروعه معارضة مصرية أو عربية أو اسلامية شريفة تهدف الى تحقيق المصالح العليا للعالم الاسلامى بما فيها مصالح العرب بكل دولهم وأطيافهم !!! حتى ايران التى كان من المنتظر أن تضيف الى العالم الاسلامى وخاصة فى منطقة الشرق الأوسط قوةً ومنعة فى مواجهة أطماع ومخططات الرأسمالية العالمية بقيادة واشنطن ، راحت تنخرط من منطلق طائفى بحت فى مخططات " فرق تسد ’’ التى اعتمدتها واشنطن وقطر وتركيا ، وذلك بزعم المقاومة والممانعة ، فعمدت الى استقطاب التيارات الشيعية فى لبنان واليمن والعراق مما زاد من حدة الصراعات والتوترات فى تلك الدول وعطل حركة البناء والتنمية التى كان يجب أن ينخرط فيها الجميع حكومة ومعارضة لصالح المواطن المغلوب على أمره بين هؤلاء وهؤلاء !!! بل ان ملالى طهران عمدوا الى ترسيخ احتلال دولتهم للجزر الاماراتية الثلاث التى قام الجيش الايرانى بفرض سيطرته عليها أيام الشاه بزعم أنها تابعة للأراضى الايرانية ، بدلاً من اعادتها لأصحابها الاماراتيين ! ليس هذا فقط بل انهم يحيكون المؤامرات ضد السعودية بدعمهم للجوثيين فى اليمن ومحاولات استقطابهم لضعاف النفوس من أبناء الشيعة فى المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية لاحداث القلاقل والفتن فى تلك المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية هناك ! والسؤال : هل من يتعاونون مع المخابرات الايرانية أو التركية أو القطرية أو الأمريكية ضد أنظمة دولهم يمكن اعتبارهم معارضة وطنية شريفة ؟ فما بالنا بمن يتعاونون مع كل هؤلاء ومعهم المخابرات الاسرائيلية !!! مايجرى من قلاقل وتوترات وصراعات مسلحة فى كثير من الأحيان داخل وحول الدول النامية وفى القلب منها الدول العربية هى كوارث قومية بكل ماتعنيه الكلمات من معانى يتحمل تبعاتها ووزرها الأعظم كل من قبل من أبناء تلك الدول التعاون مع أجهزة مخابرات ايران أو تركيا أو قطر أو أمريكا وأدواتها فى الاتحاد الأوربى ودولة اسرائيل !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال