الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بهارات وملح لمؤتمر الأرهاب

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2014 / 3 / 12
كتابات ساخرة


مع أنعقاد مؤتمر مكافحة الأرهاب صباح اليوم في عاصمة السلام , داهمتني أمنيات أخذتني بعيداً عن المصائب التي تأتينا يومياً في قطار , فأنا العبد الفقير الذي يسمونني (مواطن عربي) أفنيت حياتي طحلباً أعتاش على الندى الآتي من السماء أحيا في أدنى سبل الحياة , أتوارى خلف الصمت خشية الألتهام , فالهوام عندنا دون مباديء ولا أخلاق , شريط من الأماني أندلقت كشريط يختصر تجربتي المريرة في البقاء على قيد أستنشاق الهواء , سأوردها لكم الآن أحبتي الكرام :
- تمنيت وأنا النائم المستيقظ على صرير الأهوال أن تكون هناك عهود ومواثيق بأن لاتتآمر الدول المشاركة في المؤتمر على بعضها , بمجرد أنتهاء الجلسات خصوصاً على سوريا ومصر والعراق ... ألخ من الدول المجروحة من الجهلاء .
- وأن يمتلك المجتمعون الشجاعة في حدها الأدنى لمواجهة الحقائق ولايبقون (يخوطون بصف الأستكان) كما يحدث في المرات السابقة حين ينهون المؤتمر بطقوس برتوكولية من عناق و خطابات و ألتقاط الصور ثم الختام لتعود الأوضاع الى ماكانت عليه قبل بدء الجلسات , بل أن يبحثوا في أسباب الأرهاب من ظلم و أبادة وأجحاف وأيجاد السبل الكفيلة بالقضاء على الأرهاب المؤسس والصانع قبل الضارب للناس , فكلنا نعلم أن الأرهاب سلاح جرثومي تصنعه قوى متوراية خلف حجاب تمتلك مطابخ ومختبرات تصنع الفيروسات ليتم تسويقها الى الجهلاء لتصيبهم وتحولهم الى (زومبي) يأكلون بعضهم كما يحدث في الأفلام جلهم وقوداً لحرب خفية بين مراكز القوى المتناطحة على النفوذ و المكاسب و الولاء , فالبحث في النتيجة دون السبب يبقى مضيعة للوقت ومجرد هراء.
- أن يشترك في المؤتمر مفكرون مختصون في علم النفس و التاريخ والقانون والأجتماع ليضعوا خارطة طريق موضوعية بعيدة عن الخرافات والمجاملات وأحبذ أن يكلف الأقتصاديون بأيجاد حل للتفاوت الفضيع بين الأفراد من جهة والبون الشاسع الحاصل بين الطبقات.
- أتمنى أن تشاع في بلاد العرب ثقافة العدل و المساواة فالفقر يجعل الفرد مفلساً وحيداً دون سند بعد أن جافته الحياة جاهزاً للتجنيد في كل ماتيسّر من المنظومات كونه عاطل تم طرده من مجتمع شاع ظلمه ليضربه في النخاع , ولذلك نراه لا يتورع عن التحالف حتى مع الشيطان , فهو يحقد على بلده والعالم وكل البشر وحتى الملائكة في السماء .
- أتمنى من المجتمعين أن يركزوا على تجفيف (الذرائع) التي تعطي الفرصة للبعض بالتدخل في ما يجاورهم من بلدان , نأخذ على سبيل المثال الفساد فهو مجموعة جرائم , تقود الى جرائم مركبة حين تحتكر من فئة بعينها تجعل المهمشين من الفئات الأخرى حاقدين على كل الوضع من أرض وشعب و مقدرات يستنجدون بالفئات التي تشبههم في دول آخرى ليكنوا لهم حواضن يتكاتفون سوية بهدف الأنتقام , فالتنافس الطائفي والعرقي لا يقتصر على السباقات المشروعة حسب , بل يتجاوزها ليشمل منافسات السلب والنهب و شتى أنواع الأجرام , الفساد في النهاية هو رافد ستراتيجي يغذي الأرهاب .
كذلك الأماكن المقدسة , فقد باتت أحد الأسباب التي تزيد من العنف والحقد والأقتتال , ولا مانع بأن تصان تلك الأماكن من هيئات دولية يكون واجبها ضمان حمايتها مع عدم المساس من كل الأطراف ويتم أنشائها بطلب تقدمه كل الدول المجتمعة في بغداد , فتلك الأماكن تحولت الى أعذار تبرر لأفراد دول أخرى التدخل السافر في الشأن الداخلي لبقية البلدان. - لا أعتقد إن أمنيتي الأخيرة ستجد إذناً صاغية لكنني سأذكرها على سبيل الثرثرة كما يفعل المواطن العربي طول عمره , فأنا (أتمنى وهي مجرد أمنية) أن تتخذ الدول المشاركة قراراً ملزماً للجميع , قوة ألزامه تأتي من الرغبة الحقيقية في السلام بأن يمنعوا الخطاب الديني مهما كان , على الصعيد الرسمي والشعبي والأعلامي خصوصاً الفضائيات فهناك العشرات منها تبث السموم على مدار الساعة ولم تجد رادعاً رغم أن القانون يجرّم المحرض كما الفاعل للأرهاب , ومن أراد الأعتراض له أن يمارس عقائده في بيته , مع كل طقوسه الروحية , فالأخيرة حق للأنسان لكنها حق شخصي يجب أن يترفع بالقدر الواجب عن أن يكون أسباباً رئيسية للقتل والدمار , فلا صبغة بعينها نريدها لمجتمع تجعله فريسة لباقي المجتمعات , خصوصاً في هذه المرحلة , فجميعنا يعرف أن الخطر الأكبر الذي يجعل الناس تقتل بعضها كل يوم ومنذ سنوات هو التناحر والمهاترات بين الأديان فهي موطن الداء الأخطر الآن .. اللهم أني تمنّيت أن يكون المؤتمر صرحاً يكافح فعلاً الأرهاب وليس مسرحية هزلية للأبهار والتباهي في الأخبار , اللهم فأشهد أننا لانملك أن نغير شيئاً كوننا لا نملك من الأمر شيئاً فالقرار بيد الحكام والعاقبة في كل الأحوال لمن يجعل الكوكب كما أراده الخالق عامراً بالمحبة والخير والسلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا