الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نواب أم نوائب

كفاح محمد الذهبي

2014 / 3 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نواب أم نوائب

الكثير من أعضاء مجلس النواب تصلح تسميتهم بالنوائب بدل النواب، وللأسف الكثير منهم أعيد ترشيحه كما إن كثيرا من أمثالهم رشحوا أنفسهم أيضا كمتنافسين جدد على الغنائم. هؤلاء همهم الأول ذواتهم، فهم شغوفون بالحصول على الجاه والمركز الاجتماعي، ويتطلعون إلى الحصول على منافع ومشاريع اقتصادية جديدة. بعضهم يقود منظمات مجتمع مدني يستخدمها في شراء الذمم، فراتب لهذا وقطعة ارض لذاك وسفرة لثالث ومركزا مرموقا لرابع، وكل شيء من اجل الأنا المتضخمة، المريضة بحب الظهور، والتي تتحرك بدافع الشعور بالنقص ومحاولات الكسب بأية وسيلة مهما كانت دنيئة.

مهمة النائب في كل الدول التي تحترم نفسها ليست وظيفة، بل تكليف شاق، لما تتطلبه من نشاط طيلة أيام الأسبوع ولساعات عمل يومية طويلة، يلتقي فيها بالجمهور، يزور مواقع العمل، يراقب ويتابع، يدرس المشاريع المرفوعة للمجلس ويقدم مشاريع باسمه .....الخ.
أما نوابنا فكل واحد منهم سوبرمان حقيقيي فهم (ممثلو الشعب العراقي)، يمثلون كتلهم، ولهم أدوار قيادية في أحزابهم، ويديرون مشاريع اقتصادية تدر الملايين، ويقودون منظمات عديدة ويديرون مكاتب إعلامية تظهرهم ككتاب حقيقيين، في حين إنهم لا يميزون بين المجرور والمنصوب، كل هذا يقومون به، إلا خدمة الشعب والإسهام في التخفيف عن أعبائه فهي ليست في قاموسهم.
حتى الجامعات العراقية لم تسلم من بعض هؤلاء الذي أستغل هبوط المستوى العلمي فيها، في ظل وزير يهتم بخيول اتحاد الفروسية اكثر من اهتمامه بالجامعات، فاستحصلوا على شهادات بأطاريح لم يكتبوا منها شيئاً. شهاداتهم كلها منحت بتقدير امتياز، ارتباطا بانتماء طائفي أو حسب الكتلة أو الحزب السياسي، دون مراعاة للشروط العلمية، التي حلت محلها المجاملات السمجة.

هذه الاستهانة الفجة بمصير ومقدرات الشعب لن تمر دون فضح، فأبناء العراق من رجال العلم والأدب والفن وكل الفئات الواعية، لن تقبل بالإذلال وستفتح كوة للضياء في هذه الظلمة. الشموع التي تبدد الظلمة قادمة، والتغيير قادم، فقد رفع برلمانيو المحاصصة آخر ورقة توت عن عوراتهم بتصويتهم على امتيازات لا يستحقونها. سيرفع هؤلاء أيضا شعار التغيير لإخفاء بديل مزيف خلفه. لن يكون البديل نائبا مزيفا أو مدعيا، بل سنمنح أصواتنا للنائب الذي يضع مصلحة الشعب قبل مصلحته الذاتية، النائب الكفء والنزيه ذي السمعة الأخلاقية الطيبة والمالية النظيفة، ذي الحصانة ضد الفساد والمغريات، والذي يقدم نموذجا في الممارسة الديمقراطية والشفافية. بمثل هذا النائب يكون البرلمان بيت الشعب.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات