الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتاج الصحة

جواد الديوان

2014 / 3 / 13
الطب , والعلوم


برزت مقاييس لصحة الشعوب، ومنها الوفيات تتميز بسهولتها لتوفر المعلومات في سجلات الدولة. وهي باشكال عدة منها نسبة الوفيات العامة ووفيات الاطفال الرضع ووفيات الاطفال دون الخامسة من العمر ووفيات الامهات الحوامل ووفيات المسنين وغيرها. وفي الدول المتقدمة، يوفر تحليل اسباب الوفيات معلومات كثيرة للقياس ومنها العمر المتوقع للفرد.
ومن مقاييس صحة الشعوب المراضة وتشير الى عدم قدرة الفرد، والصعوبة في تحويلها الى مقياس كمي. فهي تتاثر بفترة المرض وشدته وعقابيله. وصور عدم قدرة الفرد او عجزه قد يكون فيزيائيا او عقليا او وظيفيا او اجتماعيا. وتوفر سجلات المستشفيات والمراكز الصحية والمسوحات الميدانية مصدرا للمعلومات. ومن مقاييس المراضة عدد الايام المفقودة من العمل ونسب انتشار الامراض ونسب تكرارها والمؤشرات الحيوية مثل ضغط الدم وغيرها.
ويجهد الاقتصاديون لرسم علاقات بين مدخلات الصحة ونواتجها في فترة محددة من الزمن، باعتبار الصحة دالة للرعاية الصحية والبيئة والتعليم واسلوب الحياة وعوامل الوراثة ودخل الفرد والعائلة. وتلك الدالة بشكل منحنى يمكن بزيادة المدخلات عن حد معين ان يهبط مجددا، اي تتراجع الحالة الصحية.
يود صناع السياسة التعرف على تاثير زيادة المخصصات المالية للرعاية الصحية على الصحة بصورة عامة، وهي عامل واحد من العوامل المحددة للصحة كما ظهر في الدالة.
درس الباحثون العوامل التي سببت الزيادة الانفجارية في سكان العالم، وكذلك الارتفاع في عمر الفرد. وظهرت عدة نظريات ومنها:
نظرية التطور الكبير في الطب، وتبدو منطقية حيث تاثير المضادات الحيوية والادوية الاخرى وتطور العناية بمريض القلب والاوعية الدموية (القسطرة وغيرها) والقضاء على مرض الجدري (1978) وغيرها. ويصعب اعتمادها لوحدها حيث اظهرت دراسات عديدة انخفاض هائل في الوفيات من مرض التدرن وقبل ظهور علاجاته (الاربعينات من القرن الماضي) ومرض الحصبة قبل ظهور اللقاح له (الستينات) ومرض التيفوئيد قبل ظهور المضادات الحيوية (كلورامفينكول) (الاربعينات) ومرض الحمى القرمزية قبل ظهور البنسلين (الاربعينات) وهذه مجرد امثلة. ومن جانب اخر فان الوفيات من الانفلونزا وذات الرئة شهدت انخفاضا كبيرا بعد الاربعينات من القرن الماضي (ظهور المضادات الحياتية)، وانخفاض كبير في الوفيات من امراض القلب والاوعية الدموية بعد الستينات (التطور التكنولوجي في العلاج والتشخيص مثل القسطرة وغيرها).
تظهر ادلة على تاثير النمو الاقتصادي وتحسن التغذية. ولاحظ فوﮔ-;-ل (عالم) بان طول الانسان في القرن العشرين ازداد عما كان عليه في القرن الثامن عشر، ووجد ان 50% الى 80% من الزيادة في عمر الانسان المتوقع تفسرها التغير في طول الانسان المشار اليه، والتغير بدوره نتيجة التحسن في التغذية (تحسن الزراعة وظهور انواع جديدة من الطعام وامكانيات الشراء وغيرها) ويضاف الى ذلك تحسن مناعة الانسان بتحسن الغذاء.
شهدت الصحة العامة ثورة في بدايات القرن الماضي مثل المدنية (المياه الصالحة للشرب والمجاري وغيرها) والحليب المبستر، والاستحمام وغسل الايدي. وتظهر الدراسات الوبائية ان التداخلات المشار اليها تؤثر في خفض الوفيات وزيادة العمر المتوقع للفرد. كما اثرت تلك التداخلات في تقليل نسب انتشار وتكرار الكوليرا والتيفوئيد والتهاب المعدة والامعاء وغيرها من الامراض المعدية.
وما يشهده العالم من زيادة واضحة في السكان والعمر المتوقع للفرد هو ثمرة للنمو الاقتصادي وتحسن التغذية والثورة في الصحة العامة وتطور الطب.
اما زيادة تخصيصات الرعاية الصحية لوحدها بمقدار 10% من سابقاتها ينتج عنه خفض للوفيات بمقدار 1.7%. ولي مع ذلك وقفة اخرى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد طفل فلسطيني في قطاع غزة بسبب سوء التغذية


.. الصحة العالمية: توقف الخدمات الصحية في رفح بعد خروج آخر مستش




.. فيضانات تجتاح جنوب ألمانيا.. والطائرات تتدخل لإنقاذ المحاصري


.. مزيد من الحقوق للفلسطينيين.. تصفيق حار للممثل الفلسطيني في




.. هل فقد القدير نهاد طربيه نظره فعلًا؟... إليكم السبب خلف إصاب