الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسكوت عنه فيروس يسكن الهيكل التقليدي للمجتمعات التقليدية

محمد ايت الحاج

2014 / 3 / 13
العلاقات الجنسية والاسرية


المسكوت عنه فيروس يسكن الهيكل التقليدي للمجتمعات التقليدية
الباحث الاجتماعي : محمد ايت الحاج متخصص في علم الاجتماع القروي و التنمية


حينما نقرر الحديث عن بعض الموضوعات التي تخص الترفيه كالكرة و ما الى ذلك ، الكل يتلهف لكي يشارك في الموضوع لكن حينما نقرر الدخول في الطابوهات او المسكوت عنه لا سيما في المجتمعات التي تعتبر نفسها مجتمعات محافظة الامر يكون صعب بعض الشيء لان الامر حسب تصورهم للموضوع يخدش النظام الاجتماعي المتمثل في العادات و التقاليد الى غير ذلك ، و الدخول الى قلب المجتمع " المحافظ "صعب جدا لكن دائما السوسيولوجي له امكانية فعل ذلك ، و من خلا تجربتنا المتواضعة في علم الاجتماع ، نجد الناس او بعضهم يتهرب من الموضوع و العديد منهم يخاف من مناقشته و الخوض فيه و معالجته، ان الامر اشبه عندهم بالحديث عن شيء مقدس و شيء محسوم فيه . و هذا ربما راجع الى دافع الحشومة التي ورثها الناس من اجدادهم ووسطهم الاجتماعي و الى الطابع الاجتماعي الذي يكرس ثقافة الصمت ، زد على ذلك ان المحيط الاجتماعي له الدور في تكوين سمات شخصية الفرد و كذلك تؤثر على سلوكياته و عاداته و افكاره و معتقداته ،و هذه السلوكيات و الامور تكون عند هؤلاء الناس التماء اجتماعي الى جماعة تدعي المحافظة و الالتزام ، لكن يتبدى لنا العكس مما يصح القول بأن هذا المفهوم " المحافظة " شهد تغير شديد ، بتعبير اخر جاء مرادفه و هو التجديد او التحديث ،سرعة الانتشار و التواصل الثقافي ، مما ساهم في انتشار الثقافة التي تدعو الى الانفتاح و المتمثلة في الثقافة المعولمة الغربية ، و هذه الاخيرة هي عكس المحافظة و تدعوا الى مجتمع واحد يحمل افكار الانفتاح و العصرنة و ما الى ذلك . و المعروف كذلك ان المجتمع الحديث يتسم بتعدد المؤثرات و في ظل هذه المجتمعات المعولمة ، الكل اصبح مكشوف و عاري ، لا يوجد اليوم شيء اسمه محافظ نسبيا ، و الاخطر من هذا الامر الادعاء الباطل الدي يقول بأن المجتمع المغربي او بعض الاسر المغربية محافظة ، لا انكر فعلا كانت في الماضي ،لكن امام العولمة المسألة تلاشت و اصبحت منعدمة ، ولدا ينبغي النزول الى الميدان لكي نشارك في السكوب الاجتماعي و نرصد الحقائق لا ينبغي دائما اصدار احكام مسبقة على المجتمع و على الناس انفسهم ، لكن من خلال هذا السكوب الذي اشتغلت عليه مند عام و نصف تتبعت فيه كل التحولات التي شهده المجتمع المغربي مند الاستقلال الى اليوم ، و لاحظت بأن هناك تغير و تحول في البناء الاجتماعي المغربي مما يقتضي منا دائما اخد الحيطة و الحدر من هذه التغيرات الجديدة التي دخلت مجتمعنا و حولته الى نموذج المجتمع الغربي الرأسمالي ، لا اعلم هل الجميع سوف يتفق معي في هذه المسألة لكن لا يهم ان يتفق الجمع المهم انني فعلا دخلت الى اسوار و عمق الواقع و نلاحظ بأن المجتمع التقليدي يعش حالة احتضار و موت و هذا ما سوف نجده عند البعض يسميه صراع الاجيال او صراع القديم و الجديد او الحديث و الجديد هناك مفاهيم كثيرة تصف هذا الامر ، و لكي اوضح اكثر و لكي لا نتحدث في السموات السبع لابد لنا من الاحاطة بالإشكالية و التي سوف نختزل في اشكالية التمثلات الاجتماعية للحشومة ، انني سوف اركز فعلا على كل الجوانب المتعلقة بهذه الظاهرة في المجتمعية التي كانت سائدة في المجتمعات البدائية و افضل تسميتها المجتمعات التقليدية التي كانت تعتمد في علاقتها و اقتصادها على العمل التقليدي البسيط اي تعتمد على الاليات البدائية في تقسيم العمل كما أشار اليها ماركس فيبر ، لكن المسألة اليوم اصبحت معقدة في هذه المجتمعات التي تعتبر نفسها محافظة حيث نشاهد في قلب هذه المجتمعات ظواهر شاذة، ففي القرى المغربية و سوف ابني طرحي هذا على امثلة في الواقع المغربي الذي يعيش مجموعة من التحولات السوسيواقتصادية و السوسيومجالية التي غيرت خريطة القرية المغربية على المستوى الثقافي وكذا المستوى الاقتصادي و البناء السوسيواجتماعي بصفة عامة .
المجتمع القروي التقليدي اليوم يعيش حالة احتضار اي حالة موت و لا اقصد هنا الموت البيولوجي و انما اقصد بالموت هي موت العلاقة التي تربط الانسان القروي المغربي بالعادات و التقاليد و الاعراف و ما الى ذلك ، لان الفرد القروي اليوم هو الاخر يريد ان يحيا حياة الانسان الحضاري و لا يريد تلك العيشة التقليدية من هنا يتبين لنا ذلك التغير الذي اشرت اليه في البداية فيما يخص السلوك الفردي ، و الذي يلعب الدور الكبير في تشكيل الشخصية الفردية و كذا في تشكيل الثقافة و النظام الاجتماعي العام و الذي يكون الركيزة و القاعدة الاساسية في كل سلوك ، و المسألة اليوم اضحت معقدة جدا في ظل التغيرات المجالية و الاقتصادية التي تشهدها القرية المغربية حيث تحولات بعض القرى المغربية الى مجال الاستثمار الاجنبي و اقصد هنا بالاستثمار ذلك الاستثمار الذي يهم البنية الجغرافية اي الهندسة القروية و المجال القروي ، بحيث اضحت القرى المغربية تحاكي المدن في طريقة البناء . هذا كله على المستوى السوسيومجالي ، لكن حينما ندخل الى عمق المشكل و ندرس تلك التغيرات و التحولات الطارئة في النظام الاجتماعي القروي و اخص بالذكر الاسري ، نشاهد تحولات كبيرة و جدرية في هذا البناء الذي كان في الماضي بناء تضامني و بناء تلاحم لكن اليوم اصبح يعيش هو الاخر حالة احتضار و موت و عجز ، بحيث نشاهد في الاسر القروية نزاعات بكل انواعها تفكك اسري تلاشي التضامن الذي كان سائد في البداية ، تحول شكل الاسرة من ممتدة الى نووية ...الخ هذه الامور كلها هي ابسط الاشياء التي يمكن ان يشاهدها الانسان العادي او المتبع للشأن الاجتماعي في الاسر المغربية ، لكن المتخصص الذي يدخل الى عمق هذه العلاقات الاجتماعية القروية التي تتسم بالتعقيد او ما سمه بول بسكون المجتمع المركب ، فعلا المجتمع المغربي مجتمع معقد مركب ، يتدخل التقليدي بالحديث . لكن سوف اقول بأن المجتمع المغربي يرتدي القناع الغربي بوجه عربي، في هذا المجتمع كل شيء يسير فيه بطريقة غريبة ، في مجتمع يصبح فيه الشرف عار و العار هو الشرف في مجتمع اصبحت فيه كل المفاهيم تسير بشكل غير سليم كل شيء في المجتمع اليوم يسير نحو المجهول ، و لذا في هذا المقال سوف احاول تسلط الضوء على المنظومة الاخلاقية في المجتمع الحديث سوف اتناولها بالتحليل و بمنظور اجتماعي و نفسي ، و سوف اعتمد في هذا التحليل و المقاربة السوسيولوجيا سأحاول تجديد بعض المفاهيم في البراديغم الاخلاقي الذي اصبح اليوم اهم المواضيع التي ينبغي الخوض فيها و لا ينبغي الخوف من فيروس الحشومة لابد من الخروج من قوقعة التقاليد العمياء و السير مع متطلبات الواقع الذي يفرض على الفرد مجموعة من القواعد التي ينبغي التعامل معها بشكل سليم لكي لا يقع ما يسمى الخلل الوظيفي ، لابد دائما من المزواجة بين هذه البنيات الاجتماعية ، و اضيف ينبغي الأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات التي يمتاز بها المجتمع القروي المغربي و اي تغير في احد الاطراف من الجسد القروي ممكن ان يخلق خلل و اعطاب وظيفية ، و هذا ما وقع فعلا للبناء الاجتماعي القروي في المغرب تعرض للتحولات لم يكون الافراد يستوعبون هذا التحول و التغير في النظام الاجتماعي ، مما جعلهم يعيشون حالات من الشرود و الغرابة ، فمنهم من فهم هذه التغيرات بالحرية و منهم من فضل العيش في مجتمع الجشومة او ما اصطلح عليه بفيروس الحشومة ، انا لست ضد المحافظة لكن انا ضد المحافظة المفرطة التي تساهم في انتشار ظواهر شاذة في هذه المجتمعات بفعل هذا التشدد ، لأنني اريد ان اقول بأن الحل السليم هو المزاوجة بين المحافظ و الانفتاح او التحديث ....الى اخره ، المهم ان يبقى المجتمع القروي محافظا على خصوصياته لكن عليه ايضا الانفتاح على الثقافة الاخرى و الخروج من قوقعة الحشومة التي تكبح حركة الفرد القروي و تجعله يعيش حالة تناقض في مجتمع جديد ، مما يدفع به الى الوقوع في الخطأ ، اي الدخول في هالة فارغة و يتوه فيها الى حين يجد نفسه خارج على مجتمعه المثالي و يدخل الى سكة المجهول .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجز أخبار الواحدة - منظمة دولية: غزة أصبحت مقبرة للنساء وال


.. رنا.. امرأة جريئة بادرت وطلبت يد ابن صديقتها




.. حديث السوشال | اعتقال امرأة بسبب عدم التزامها بالحجاب في إير


.. دراسة جديدة تُشير إلى ارتفاع معدل وفيات النساء تحت رعاية الأ




.. صباح العربية | سر غريب.. دراسة تفسر سبب صدق الرجال مع النساء