الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا لك من -شاعر-، لا يفقه الشعر..!

عبدالكريم هداد
(Abdulkarim Hadad)

2014 / 3 / 13
الادب والفن




قبل سقوط سلطة نظام حزب البعث على أيدي صانعيهم، ألا وهم الأمريكان . أي عام 2003 قمت بإصدار بحث عن منحى الشعر الشعبي العراقي، من خلال مسار تاريخ الشعب العراقي الوطني. وعنونته " مدخل الى الشعر الشعبي العراقي، قراءة في تاريخ شعب" وله ستة من الفصول. وقد تناولته بعض الأقلام العراقية مشيدة به وبحسب رؤيتها مثل الشاعر والروائي عباس خضر، الناقد والكاتب صالح زامل،الشاعر الكبير الراحل كاظم السماوي أخرون.. ولكني وللأسف الشديد بقيت والى اللحظة هذه أنتظر تلك الردود التي تصلني كشتائم فقط، وأنا ككاتب كتبت رؤية من زاوية واضحة لمن يطلع على الكتاب. وأنا أعيب على من لا يمتلك من الموضوعي الثقافية وأدواتها في الرد النقدي، حين يبقي يديه مطبق على فصل واحد من الكتاب من دون أجزاء الكتاب الستة الأخرى. ألا وهو فصل الكتاب الأخير الذي يتناول قصيدة الأنحدار والإنحطاط والمعنون " قصيدة الحرب والتأليه" الذي طغى على الجهد المبذول لمجمل الكتاب، خاصة القراءات الصحفية المستعجلة له.
والذي ذكرني بهذا الكتاب الصادر لي منذ عقد تقريباً، هو ما أبلغني به أحد الأصدقاء، من أن أحد الشعراء الشعبيين والذي قد مسه ما ذكرناه من قريب او بعيد، يبحث عن عشيرة كاتب هذه السطور كي يقيم عليه" گوامة" عشائرية.
و"الگوامة "هو أحد قواعد الحياة العشائرية، على أساسه يحق للعشيرة إقامة دعوى للتعويض المالي والمعنوي من قبل قبيلة على اخرى، حسب التفسيرات الأعراف المعمولة لديهم وبقياس ما يتداولونه من إهتمامات وحسب قواميس تفاسيرهم خارج الإطار المدني لمفهوم المواطنة والعدالة التي هي من أحد واجبات الدولة في ترسيخها والعمل بها على سائر تراب خارطة الوطن.
يالك من "شاعر" لا يعرف مهام الشعر..! وياله من زمن ردئ، حين تصبح الإنسانية وجمالياتها، هكذا في القرن الواحد والعشرين..!، وحينما يصبح كتبة الشعر على نسق ما حذرنا منه، وهو عودة التجربة بكل تفاصيلها المريرة وأسماءها اللامعة في صناعة التهريج والمسخ والتردي والجهل، كي تبرز اليوم من خلال المهرجانات التي هي وبكل تأكيد، كان الشاعر هذا واحداً من رموزها وأحد أصواتها الصاخبة، والمصرة على ما ننذر له من عودة ثقافة الحروب والقتل والسجون ووأد الرأي الأخر، كي يبقى رأي حزب "قائد الضرورة" والمفاهيم العشائرية البالية، التي أسست لأعادتها بقوة سلطة حزب البعث، بما يلائم منهاج التدمير لبنية المجتمع العراقي في المدينة، ولكل تطلعات الوعي، الذي تمكنت طلائع الرواد في الحياة السياسية والثقافية العراقية من تمهيد الخطى نحو النضوج، خلال عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.
فأي "شاعر "هذا يدعي الشعر والثقافة وصناعة الجمال والتثوير الحضاري، وهو لايستطيع أن يرد بشكل ثقافي موضوعي وعقلاني على رؤية لها أدواتها الثقافية، قد سلطت الضوء على حقبة من انحطاط الثقافة العراقية على المستوى الرسمي أبان سلطة حزب البعث.
ولهذا" الشاعر" أقول: إن كانت لديك رؤية، تدحض بها ما قدمته من آراء بشكل موضوعي وأدبي وعلى مستوى القراءة النقدية للمشهد الشعري الذي تناولته بوضوح الشواهد والصور المساهمة بقوة صخب تلك الماكنة الإعلامية المصاحبة لها، إن كانت لديك من رؤية تفيد وتفند مزاعم رؤيتي النقدية، فأنا أنتظرها، حين تقدمها للقراء كما قدمتها من دون زيف أو تزوير. كنت أنتظر ردود موضوعية من جميع من كان مساهماً فعالاً في إنتاج ثقافة البعث، لا أن تبحث عن "عشيرة" لتسليب الثقافة ثوبها التنويري في إنتاج حياة حضارية.
وللعلم، فأنا ومنذ نعومة أضافري قد تجاوزت ما تبحث أنت اليوم عنه من مفاهيم وأطر إجتماعية بالية، لأجل أن ترقع ثوب كنت ترتديه وجوقة في ساحات مدح السلطان وحروبه العدوانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا


.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور




.. كواليس عملها مع يحيى الفخراني.. -صباح العربية- يلتقي بالفنان


.. -بين المسرح والسياسة- عنوان الحلقة الجديدة من #عشرين_30... ل




.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين