الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا فلسطينيي العالم ... اتحدوا

ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)

2014 / 3 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


قد يبدو العنوان غريباً للبعض ، وقد يكون مستفزاً للبعض الآخر ، وقد يذهب بعض آخر لمقارنة هذا القول بما تعودنا على سماعه قبل انهيار المعسكر الاشتراكي ، حين كنا نسمع عبارة ، يا عمال العالم اتحدوا ، في كل مكان ، ورغم احتفاظ شيوعيي العالم بها حتى الآن إلا انها لم تعد بذات القوة كما كانت من قبل .. ذلك القول ذو المدلول المباشر والواضح المتضمن دعوة الكادحين للوقوف معاً ضد مستغليهم ، فلماذا الدعوة لفلسطينيي العالم للاتحاد ، وهل هناك وجه للشبه بين الفلسطينيين والكادحين ، يقولون بالعامية ( محل – مكان - ما ترزق الزق ) أي تمسك وعش في المكان الذي تعمل فيه وتحقق دخلاً فذلك سيخفف عنك عبء الكدح وكأن المال يثبت الانتماء ويخلق الوطن ، ولكن أي وطن فقد يكون ذلك في حالات كثيرة وطن مستعار ، وطن مؤقت ، ولكن الأمر يختلف تماماً في حالة الفلسطينيين ، وطن موجود وثابت عبر التاريخ ، وطن مغتصب ، وطن حرمت دوحه على بلابله واضحت مباحة مغتصبة لشذاذ آفاق التاريخ الحديث ، فإن كان للكادح مكاناً وانتماءً لوطن بعينه ليعيش فيه فإن ذلك لا يتحقق للفلسطيني الذي له وطن يعيش في قلبه وعقله ويحتل كيانه وتفكيره .
يا فلسطينيي العالم اتحدوا ...هي دعوة بل صرخة تتجاوز ما اصطلح على تسميتها بالمصالحة ولا تمت لها بصلة لا من قريب ولا من بعيد فتلك شيء وهذه شيء آخر ، المصالحة هنا تعني تقاسم الكعكة والسلطة بين طرفين الأول يتحكم ويتجبر بقسم من الشعب الفلسطيني ويناور ويراوغ ويفاوض ويتنازل عن حقوق بديهية وطرف ثان ٍ يتجبر ويتحجر بافكاره ولا يدع مكان لفكر معارض يشاركه المسؤولية ،،،،
وبعد أن وصل عدد الفلسطينيين اثنا عشر مليون نسمة أرى لزاماً عليهم أن يتحدوا على هدف واحد بعد أن إزدادوا شتاتاً على شتات .. نسمع ونسجل العديد من التسميات والملاحظات المرتبطة بالفلسطينييين وتوزيعاتهم ، فهم مشتتون في كافة أصقاع الأرض ومكان سكناهم قد اصبح العالم بدلاً من أن يكون وطنهم ، لا مكان يجمعهم ولا من يعترف لهم بحق في هذا العالم منقوص الشرعية ، عالم كفة الميزان الواحدة والعين الواحدة ، في هذا الوقت ومع تزايد عدد الفلسطينيين بدأ من يحاول تفريقهم وتفرقتهم قبائل وأحزاب بإطلاق تسميات خبيثة عليهم ومنها :
في قطاع غزة ، يتحدثون عن مواطن ولاجئ ، المواطن هو من كان أصله من قطاع غزة ببلداته المتعددة واللاجئ هو من لجأ أوذويه إلى القطاع إثر تهجيرهم قسرياً من أرضهم وبلداتهم عام 1948 حتى لو كان من نفس قضاء غزة ، وبالرغم من أن عدد اللاجئين في القطاع يصل الى حوالي 70% من اجمالي عدد السكان البالغ 1.7 مليون نسمة وبالرغم من أن غالبيتهم من ذات الوطن ، فلسطين ، ومن ذات القضاء ، غزة ، إلا أن استخدام هذه التسمية ليس لها إلا هدف واحد وهو التمييز وزرع الفرقة بين أعضاء الجسد الواحد ، كما ونلاحظ نفس الحال في الضفة الغربية ونشهد نفس التسميات والتفريق بين مواطن ولاجئ ولو أن نسبة اللاجئين هناك لا تتعدى ال 30 % من إجمالي السكان البالغ 2.8 مليون نسمة.
ولو ذهبنا إلى واقع آخر فإننا نجد تمييزاً من نوع آخر بين فلسطينيي الضفة والقطاع فيقوم القائمون على الأمر تبعاً لذلك بين الغزاوي وابن الضفة وبين مدني وفلاح وبين خليلي ونابلسي ومقدسي وغير ذلك مصطنعين محافظات لا ينسجم إطلاق اسم محافظة عليها إلا لتجسيد الفرقة وتوزيع المغانم والمكاسب ، أما عن التمييز بين فلسطينيي الضفة والقطاع وإخوانهم على أرض فلسطين المغتصبة ، فحدث ولا حرج ، فنرى تسمية جديدة قد برزت وتمييزاً فاضحاً قد وجد ، فمسمى عرب 48 اضحى هو المصطلح الذي يتم إطلاقه على من بقي على تراب فلسطين بعد النكبة ، وكأن من يطلق هذه التسمية يجرد هؤلاء من تسميتهم الأصلية بالفلسطينيين الصامدين والبالغ عددهم 1.4 مليون نسمة ، متناسين أن هؤلاء هم من يستحق التحية العظمى ، فهم من صمد وتحمل واعتز بفلسطينيته وعروبته ، علمأ ان هذه التسمية قد أخذت بعداً آخر في الدول العربية وتغيرت وفق واقع الحال إلى تسميتهم بعرب اسرائيل وكأن إسرائيل هي الأصل وأصحاب الحق والأصل هم من يتبعونها.
اما عن بقية الفلسطينيين والذين يصل عددهم إلى حوالي 6 ملايين نسمة خمسة ملايين منهم تقريبا في الدول العربية فقد اضحوا يسمون وفق البلدان الذين يعيشون فيها فيقال فلسطيني لبناني وفلسطيني سوري .. و .. و.. إلى غير ذلك من تسميات ، وكان الله في عون الفلسطينيين الذين سكنوا وعاشوا في البلدان الأجنبية فكأنهم قد فقدوا ربطهم بفلسطين فيقال مثلاً للفلسطيني الذي سكن أمريكا بأنه امريكي من أصل عربي وقس على ذلك .
أما عن الانتماء السياسي فها هم يصورون الفلسطينيين منقسمين بين يمين ويمين متشدد ، بين فتح وحماس ، الأولى لها من المال والثروة والدعم ما مكنها من فرض سيطرتها على الشارع لفترات طويلة ، والثانية استغلت نظريات الدين السياسي لفرض نفسها على شعب طيب متدين ، مع الاحتفاظ ببعض من الحيز للتنظيمات الأخرى التي يتنافس الطرفين الرئيسيين عليهما من أجل الديكور وتجميل الصورة فقط ، تنظيمات حافظت على الاسم وتغنت بشعارات لا تسمن ولا تغني من جوع في ظل عدم تمكنها من استقطاب قاعدة شعبية عريضة يكون لها قول على صعيد الساحة الفلسطينية ، حتى بتنا لا نسمع لتلك التنظيمات قولاً في القضايا المصيرية ، وتعزيزاً لهذا الأمر نرى جهوداً تبذل للمصالحة بين طرفي اليمين ، بهدف التوافق على توزيع المكاسب في ظل فقدان دفة التوجيه نحو الهدف ... مع بقاء الخلافات الفكرية والاستراتيجية على ما هي عليه ولو ظاهراً .
بتنا نتابع أخبار المفاوضات العبثية الماراثونية عبر وسائل الإعلام ومن خلال الخطب العصماء والمقابلات الإعلامية ، ينشدون حل الدولتين ، حل يراد به أنشاء دولة فلسطينية على جزء ضئيل من أرض فلسطين مقابل التخلي عن كافة الحقوق وعلى رأسها حق العودة ، حل يرفضه القوي من البداية ، حين يشترط اعترافاً بيهودية الدولة والتخلي عن حق العودة ، حل يكبل الفلسطينيين ويخنقهم ضمن سجن حراسه إما من الصهاينة أو من الناتو ، حل يفتح القدس على مصراعيها للصهاينة المعتدين ويعترف بحقهم بها كعاصمة مفتوحة للدولتين.
أعود وأقول ، يا فلسطينيي العالم اتحدوا ، لرفض الواقع المهين والتخلي عن المسميات كافة ، إلا اسم فلسطين الوطن الواحد المغتصب من النهر إلى البحر ، اتحدوا لخلق واقع جديد وفرز قيادة واعية تمثلكم حيثما كنتم ، اتحدوا لرفض المفاوضات العبثية وكافة مشاريع التسوية التي لا ولن تحقق لكم مكسباً ولا تعيد لكم حقا ، اتحدوا لخلق تيار واع بحقوقه ، تيار يرفض الواقع المرير ، اتحدوا للاتفاق على برنامج وطني واضح ولإعادة الروح للميثاق الوطني الفلسطيني كما أقر في ستينات القرن الماضي ، فهل من يستجيب للنداء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا فلسطينيي العالم اتحدوا
فيصل سليم التلاوي ( 2014 / 3 / 13 - 15:38 )
لقد جاء هذا المقال في وقته المناسب تماما و يترتب عليه أن تتضافر جهود كل المقتنعين بفكرته إلى تكوين تيار ثالث يكون بديلا لكل انتماء فصائلي و لا يحمل انتماء إلا لفلسطين وحدها، لا إلى تنظيم و لا إلى منطقة جغرافية و لا إلى فكر معين، حيث وصلت القضية الفلسطينية إلى منعطف مصيري يراد معه إنهاؤها و بيعها، فلا بد من اجتماع كلمة كل أبنائها ليحددوا مواقفهم و ليعاودوا التمسك بالثوابت الفلسطينية و ليقفوا في وجه كل مفرط بها. إن هذا المقال يصلح أن يكون بذرة أولى لحركة فلسطينية واسعة تلتف حوله و تحدد المبادئ الموحدة و تنشئ حركة راعية للثوابت الوحدوية، نابذة لكل عوامل التفرقة و مثيريها . تحية للأخ المهندس إبراهيم أبو عتيلة كاتب المقال و موقد هذه الشعلة المباركة و عسى أن تكون البداية لتأسيس حركة جامعة تلتف حول فكرته و تطورها و تناضل من أجل تحقيقها.


2 - لنتحد إذن
ابراهيم ابوعتيله ( 2014 / 3 / 13 - 15:52 )
أشكر الاستاذ فيصل سليم التلاوي على ما ورد من عبارات وكلمات مشجعة للبدء في بلورة تيار ثالث حقيقي يعبر عن طموح الشعب الفلسطيني ويتبنى قضاياه دون تخاذل أو تنازل

اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ