الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذين شارکوا في ذبح حلبجة يبکون عليها

آسو بيارێ

2014 / 3 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الذين شارکوا في ذبح حلبجة يبکون عليها
تقرير ميداني عن الجريمة و شواهد
آسو بياريي
کان النظام العرا‌قي المحتل لە-;---;-----;--- کراهية خاصة للمناطق الخارجة عن سيطرتە-;---;-----;--- و يحاول بشتي الاساليب عزلها و تهجير سکانها و ترهيب اهلها. مدينتي حلبجة، کانت من احد المدن الرافضة لحکم الطاغية، صدام الفاشي، و بيوتها و ومساکنها كانت مفتوحة لقوات البيشمرگة، التي کانت غالبا موجودة فيها، فهم اهلها و من اهلها. هذە-;---;-----;--- هي المرة الثانية التي تعدم فيها حلبجة، الاولى کانت في عام 1974 و اخراها كانت 16/3/1988، ولکنها لم تكن كالاولى حيث كانت بالاسلحة الفتاکة و الغازات السامة وأمام أبصار المجتمع الدولي. جريمة سکت عنها الکثيرون.
في عام 1987 قام النظام الفاشي القومجي بالتهجير القسري للقرى و البلدات القريبة من حلبجة و فرغت سهل شارزور الزراعي من الحياة و لم تبقي سوى مدينة حلبجة و بلدة خورمال الواقعة في حظن جبال هورامان.
توطيد العلاقة و التحالف المتنوع، لاسيما العسکري المباشر، بين الاحزاب الکوردية( حزب مسعود برزاني، حزب طالباني، حزب الاشتراکي الکوردستاني مايسمي بحزب محمد حاجي محمود و الاحزاب الاسلاميە-;---;-----;--- الکوردية المرتبطة و المٶ-;---;-----;---سسة من ايران) سرع بحدوث هذە-;---;-----;--- الجريمة الانسانية.
التحضير للهجوم و التوزيعات العسکرية للقوات
خططت القوات الايرانية، الحرس الثوري و بمشارکة مباشرة من الاحزاب الکوردية في المناطق التالية:-
قوات الاتحاد الوطني الکوردستاني،(حزب جلال طالباني) تقوم بمهمة الدليل و عمليات عسکرية تشمل مناطق شرق و جنوب المدينة(منطقة هاوار، جبل شنروێ-;---;-----;--- المطل علي المدينة من الشرق) و الهجوم علي مواقع حکوميە-;---;-----;--- داخل المدينة.
قوات الحزب الديمقراطي الکوردستاني(حزب مسعود)، تکون دليل قوات الحرس الايراني التي تهجم من قمم جيل هورمان و قرية احمد آوا و سلاسل جبل سورين التي تمدد حطي مدية سيد صاد‌ق.
قوات الحزب الاشتراکي الکوردستاني المعروف بحسك،( محمد حاجي محمود)، مهمتها الالتافاف حول قوات الجيش العرا‌قي المنسحب في سهل شارزور و تفجير الجسر الوحيد الذي يربط مدينة حلبجة بمدينة السليمانية التي تبعد تقريبا 70 کيلومترا.
الاحزاب الاسلامية بقيادة ملا علي لنفش الاهداف العسکرية المرسومة
قوات المجلس الاعلێ-;---;-----;--- و قوات البدر المتکونة من الجنود العراقيين الاسرێ-;---;-----;---، مشارکة مباشرة في اهداف عسکرية مختلفة خارج و داخل المينة
ليلة قبل هجوم الجيش الايراني 11/3/1988
عند منتصف الليل قامت قوات ايرانيە-;---;-----;--- کبيرة و معهم قوة من مسلحي الاتحاد الوطني الکوردستاني، بالطلب من بيشمرگة الحزب الشيوعي مغادرة مقرههم الموجود في اطلال قرية (موردين) دون انذار مسبق. هذا الطلب ولد غضبا شديدا لدى بيشمرگة الحزب المذکور، فأذا بأحد قائد الحرس الايراني يحاول اغراء الشوعيين بالمال و الجنة، و ‌هذا زاد من غضب ببشمرگة الحزب الشيوعي و هددوا بأطلاق النيران لاأفشال هجومهم في تلك الجبهة. في تلك الاثناء بدأت قوة الاتحاد الوطني المرافة بتهدئة الموقف و غادرت مفرزة الحزب الشيوعي مقرها و نزلت باتجا‌ه مدينة حلبجة، حيث لم يكن أمامهم خيار اخر.
عندما و صلت مفرزة الحزب الشيوعي الى مدينة حلبجة، رأوا في طريقهم قوات کبيرة من الحرس الايراني و معهم قوات حزب الطالباني داخل المدينة. المفرزه الشيوعية لم تکن قد ابتعدت کثيرا من المدينة، و في تمام الساعة الثانية صباحا سمعت المفرزة اصوات المدافع و الرشاشات و أنباء عن أحتلال مرکز المدينة من قبل قوات الحرس الايراني و بمشارکة فعالة من قبل قوات جلال الطالباني. القوات المرابطة في خارج و اطراف المدينة هي بدورها أنجزت مهامها و المدينة و ربيعها وقع تحت مخالب الاحتلال. انها کارثة، لاتوقفها بکاء الامهات ولا غضب القوة الضعيفة للشيوعيين الذين كانوا يرون بأم أعينهم احتراق مدينتهم.
يوم 12/3/1988
مرکز مدينة حلبجة سقط بشکل تام بأيدي القوات الايرانيە-;---;-----;--- الغازية و قوات الطالباني سيطرت علي مرکز البنك، مديرية الشرطة و الکثير من المرافق و المٶ-;---;-----;---سسات الحکومية. قوات حزب برزاني(حزب الديمقراطي الکوردستاني) قامت بتسهل نزول الحرس الثوري الايراني و نظفت المنط‌‌قة من ربايا و مقرات الجيش العراقي. اما قوات محمد حاجي محمود(حسک، الحزب الاشتراکي الکوردستاني) المرابطة في سهل شارزور قامت بتنفيد مهمتها و تفجير الجسر الوحيد و تطويق خط الانسحاب. بتأريخ يوم 14/3/1988 تحررت المدينة وو قعت في أسر محتل اخر لايختلف كثيرا عن الاول.
لحظات قصف المدينة بالسلاح الکيمياوي
مرت اربعة ايام من احتلال المدينة من قبل الحرس الايراني بمشارکة مباشرة من قوات الاحزاب الکوردية القومية-الاسلامية، و النظام العراقي استعمل فيها أبشع أنواع الاسلحة الفتاکة و النابالم، غير عابهين بارواح الالاف من المدنيين، هذا لغرض الحاق اکبر ضرر ممکن بالمدينة و کسر النوافذ و الابوات و هدم الملاجيء التي يختبئ فيها المواطنون ، ‌‌هذا الاجراء كان تمهيدا زمنيا لأستعمال السلاح الکيمياوي. نعم طائرات حربية محملة بالغازات السامة أمطرت من قبل الفاشيين علي سکان المدينة في تمام الساعة 11،30 المصادف 16-3-1988، واختنق بتلك الغازات الالاف من النساء و الاطفال و الرجال و حرقت بيئة المدينة بکاملها.
الحقائق التي يعرفها اهالي مدينة حلبجة و تسکت عنها الاحزاب الکوردية المشارکة في الجريـمة:-
- عندما سمع اهالي حلبجة، بعد الاحتلال بساعات، اصوات اللە-;---;-----;--- اکبر تهز شوارع المدينة، أصيبوا بحالة من الذعر و الخوف من ثأر النظام الصدامي و بدأ الاهالي يحاولون الهرب من المدينة بأتجاهات مختلفة. مع الاسف الشديد و حسب روايات الاهالي الذين التقيت بهم بعد الحادث و حسب شوهد العيان، ظهر بأن بشمرگة الاحزاب الکوردية منعوا الأهالي من المغادرة بأطلاق النار فوق رٶ-;---;-----;---سهم . و في بعض الحالات تم الاستهتار و استفزاز الاهالي، مما حدى بالكثير منهم الرجوع صوب مرکز المدينة و احيائها. ( توفيق کهرباء) المعروف من قبل اهالي المدينە-;---;-----;---، لقي حتفە-;---;-----;--- بعد أن اجبرتە-;---;-----;--- مفرزە-;---;-----;--- من البيشمرگە-;---;-----;--- و عائلتة الرجوع الێ-;---;-----;--- المدينة و اختنق بالغازات السامة مع مئات اخرين.
- حسب رواية بعض قيادات البشمرگة، کانت ايران قد وعدت الاحزاب الکوردية بتشکيل حکومة کوردية من القصبات المحررة، و مدينة حلبجة من تلك المدن، ولهذا منعوا الاهالي من مغادرة المدينة قبل و اثناء و بعد القصف.
- تم تهريب مدير منظمة حلبچە-;---;-----;---(ملازم خاليد) من قبل بعض بشمرگة الحزب الاشتراکي الکوردستاني بشکل سري ونجاه من القتل.
- سلب و نهب ممتلکات الاهالي و مٶ-;---;-----;---سسات المدينة، مثل البنك، المدارس، المستشفيات،،الخ من قبل قوات الحرس الايراني و بعض من قوات بشمرگة الاحزاب الکوردية و الاسلامية
استشهاد اکثر من 72 مقاتلا من منظمة الکوملة الکوردستانية الذين كانوا يقاتلون النظام الإيراني علي ايدي قوت الحرس الايراني حيث لم يتم أخبارهم من قبل قوات پشمرگة الکوردستانية المشارکة في احتلال حلبجة، رغم معرفتهم بالهجوم في وقت سابق.
دروس و عبر جريمة حلبچة
• لأن الاحزاب الکوردية في جنوب کوردستان لم تثق يوما بقوة الجماهير و کانت تعاني من خلافات تاريخية عميقة منذ اندلاع الحرکة الکوردية، کانت دائما علي استعداد تام للتعاون مع اي عدو و محتل من اجل التفوق علێ-;---;-----;--- بعضها البعض، و استعمال سياسة عدو عدوي صديقي لکسر الاخر. کان المحتليين بعکس نهج هذە-;---;-----;--- الأحزاب لهم معرفه جيدة بکيفية المناورە-;---;-----;---، تارة لأستغلال قوة هذا الاحزاب ضد بعضها البعض و تحقيق اهدافهم التوسعية للأدامة أحتلال کوردستان. فليس غريبا من استطاعة نظام صدام بتجنيد اکثير من 360 مرتزقة و تسخيرهم بما شاء يعمل بهم. نفس الشئ فعله النظام الايراني، حيث زج الالاف من افواج الکورد وفي القتال ضد بني جلدتهم.
• على الرغم من مرور اکثر من ربع قرن علێ-;---;-----;--- جريمة حلبجة، فأن القيادات الکوردية في جنوب الوطن، لم تأخذ العبر و لاتزال مشغولة بخلافاتها العميقة و ليس لها سياسة واضحة تجاه مصير الشعب الکوردي في جنوب کوردستان و تتنازل للمحتليين في القضايا المصيرية کأرجاع مدينە-;---;-----;--- کرکوک و الاراضي الاخرێ-;---;-----;--- المحتلة من قبل العراق، مقابل مصالح حزبية ضيقة.
• کانت القيادات الکوردية متأکدة تماما و تعرف مدى شراسة و دموية نظام صدام الفاشي، ومع ذالك قامت بالتحالف مع الاحتلال الفارسي وتبديل محتل بمحتل دون الشعور بالمسٶ-;---;-----;---ولية تجاه شعبهم و تسليم حلبجة للأحتلال الفارسي و منع الاهالي و المدنيين من مغادرة المدينة، و حدث ماحدث دومن ان تتحرك مشاعر قيادات هذە-;---;-----;--- الأحزاب حيث کانت تعرف ان الجيش العراقي استعمل الغازات السامة في منطقتي قرە-;---;-----;---داغ و شارباژير عام 1987 و 1988 و أنها ستستخدمها في حلبجة أيضا و لكنهم مع ذلك شاركوا مع أيران في الهجوم على حلبجة.
• مع الاسف الشديد، لم يکن بعض بيشمرگة الاحزاب الکوردية بالمسٶ-;---;-----;---لية العالية من الجانب الاخلاقي، حيث قاموا بالنهب و السرقه و هذه الافعال کانت محل غضب الاهالي التي کانت مشغولة بالنکبة و دفن موتاهم.
• تم استخدام السلاح الکيمياوي يوم 16-3-1988، أي بعد اربعة ايام من احتلال حلبجة، و لو کانت الاحزاب الکوردية و الاسلامية المتعاونه مع القوات الايرانية بمستوێ-;---;-----;--- المسٶ-;---;-----;---لية الوطنية، ولم تنشغل في نهب ممتلکات المدينة، لکانت أستطاعت تأمين حياة الاهالي و تقليل نسبة الضرر في الأرواح على الاقل.

الاهداف التي حققها المحتلون
کلا النظاميين الفاشيين حققا أهدافا مشترکه. منها ضرب الحرکة الکوردية في کلا الجزئين من کوردستان بعضهم البعض و تخويف الشعب الکوردي في نفس الوقت. کانت مدينة حلبجە-;---;-----;--- ذروة البشاعة قبل نهاية للحرب العراقية-الايرانية و كان بمثابة الضٶ-;---;-----;---ء الاخضر من قبل المجتمع الدولي لنظام صدام للمباشرة و استمرارية حملات الانفال و ابادة اکثر من 182 انسانا کورديا اخر و تدمير اکثر من خمسة الاف قرية و قصبة کوردية، ناهيكم عن التلوث البيئي و تدمير البنية التحتية لأقتصاد کوردستان.


ملاحظة: لأجل سلامة الشهود لم استطيع نشر اسماء الاشخاص
کتبت محتوێ-;---;-----;--- هذا التقرير في نفس السنة(اێ-;---;-----;--- ربيع عام 1988)و نشرتها مرات عديدة باللغة الکوردية بمناسبة الذکرێ-;---;-----;--- السنوية للجريمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسين بن محفوظ.. يصف المشاهير بكلمة ويصرح عن من الأنجح بنظره


.. ديربي: سوليفان يزور السعودية اليوم لإجراء مباحثات مع ولي الع




.. اعتداءات جديدة على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لغزة عب


.. كتائب القسام تعلن قتل عشرين جنديا إسرائيليا في عمليتين شرقي




.. شهداء ومفقودون بقصف منزل في مخيم بربرة وسط مدينة رفح