الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لماذا الامة العراقية الديمقراطية؟
عبد الاخوة التميمي
2005 / 7 / 4اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
التعاريف للظواهر الآجتماعية تختلف عن التعاريف العلمية الرياضية كون الأولى تضيق وتتسع فتعريف العولمة غير تعريف المادة وتعريف المعادلة غير تعريف الآمة.
فالأمة كائنة من كانت هي عبارة عن مجموعة بشرية تمتاز بخصوصية لغوية اودينية واقتصادية تحكمها مبادئ الجغرافية والتاريخ والواقع الأجتماعي ليس على اساس فرقي او طبقي وحسب تتأثر بالتخلف والعصرنة ولها هويتها التي تتداخل بها مع جنسها من الأمم الأخرى مكونة معها تاريخاً له خصوصيته الحقبية التواترية .
وللآمة شروط لا بد من توفرها كي لاتتحول الى مجموعة اثنية بقالب اجتماعي ومن هذه الشروط المكونات القومية والعرقية بلغاتها المتعددة واديانها المختلفة عنصر توحيد وتكثيف طبقي اوسياسي اوديني علمي اوغيرعلمي توحيدي اواثني ولن تكون الجغرافية عائقا امام امتدادات الامة واتساع رقعتها مكونة بذلك تاريخ ممتد في اعماق الاعماق مساهمة في نسج خيمة جميع المكونات بثقافتها الاسطورية والمثيولوجية التي تؤرشف العادات والتقاليد والاخلاق وكذلك الافكار التي تتطور عبر تطور وسائل الانتاج مجسدة الماضي الذي لايستطيع الحاضر التحكم به بل يمكن ان يتفاخر به اويستحي منه . والاستفادة من دراسته لاخذ العبرة منه ليس الا... ومن ابرز الدورس الجديرة بالتمحيص الدراسات الاجتماعية والسياسية المرتكزة على تقييم امزجة السلطة وماينجم عنها من تزوير وتمييع لاخفاء طابعها التسلطي التعسفي الذي يلغي الثقافة بالسياسة.
فالسياسة عنصر كبير في واد الثقافة كون السياسة سلطة والثقافة وعي بالحرية وهنا الثقافة تعبئة وتحريض والسياسة مصالح واحكام والثقافة بناء وامتلاء والسياسة سياط وعجرفة .والثقافة تواضع واستحياء والسياسة فن الممكن وان كان ذلك بكثرة السجون واذلال الشعوب ...
واخيراوليس اخراالثقافة تعبئة الامة وتوحيد مكوناتها وتوجيه طاقاتها باتجاه مستقبلها والسياسة تسلط وتعسف وفرق تسد . وهذا ما حصل مع الامة العراقية .
ولاتتحددالامة بشعب اودولة بل بشعوب ودول بلغاتها وحدودها الجغرافية وتاريخها وعاداتها وانماط عيشها المختلفة كالامة الاسلامية ا والمسيحية اومن ينتمي عموما الى الاديولوجيات الشمولية سواء كانت مختلفة اومتطابقة ومتفقة في الاهداف والنوايا المعلنة ... فمن مكونات الامة الاسلامية الدول المفرطة بتطبيق الشريعة الاسلامية والدولة الاسلامية العلمانية والدولة الاسلامية التي تجمع في احكامها تطبيق شيء من الشريعة والقوانين الوضعية .
ومن المنطق والواقع وانا اتحدث عن شروط تكوين الأمة التي قد تتطبق على مجموعة شعوب تختلف في بنائها الأقتصادي والبيئي والقاري والسياسي ولكنها تلتقي بالتحدث بلغة واحدة واخرى تجمعها نفس المواصفات في الأختلاف بما فيها اللغة لكنها تشكل امة دينية رغم كل التباين .
ومن الصحيح جدا ان يطلق اسم الأمة على بلد واحدان توفرت فيه شروط ومقاييس تاريخية وجغرافية واقتصادية وديمغرافية وقومية كالأمة الأمريكية والألمانية والسويسرية والكندية وعلى اساس من القوانين المتضمنة للمبادئ والأحكام العامة المجسدة في ميثاق تعاهدي موضوعي قد يأخذ مجموعة مسميات تاريخية ومن بينها ما اصطلح على تسميته حضريا بالدستور .. هذا الميثاق الذي كان له حضورا موضوعيا في العراق عبر مئات القرون وما مطلوب من شعبنا الأن الا اعادة صياغته فقط ولكن اخذين بنظر الأعتبار عوامل النمو الأقتصادي والتطور العلمي والحضاري العالمي ففي العراق مجموعة اقوام ومكونات لها مواصفات التكوين التام للأمة العراقية فللعرب لغتهم وللكرد لغتهم وللتركمان لغتهم والصابئة والكلدواشور والشبك واليزيديين لغتهم ولوان البعض من هؤلاء يختلفون في الأنتماء الديني لكن الكل يتقاسمون جغرافية العراق قبل ان تتحدد حدوده الجغرافية سياديا وفق المنطق السياسي البقعة القدسية التي تسمى بالوطن عبر امتدادها التاريخي قبل نزول الأديان وتقعرها في وجدان جميع المكونات عبر النسيج الكفاحي المشترك ... فالعربي العراقي له خصوصيته التي تميزه بشكل او بأخر عن العربي المصري وان كان يشترك معه في اللغة او الدين مسلم كان العربي او مسيحي والعربي المصري يختلف بعض الشئ عن العربي اليمني وكذلك الكردي العراقي يختلف بعض الشئ عن الكردي الأيراني ومن ابرز نقاط الألتقاء بين العربي العراقي والكردي العراقي وحدة وتضامن الكفاح المشترك ضد العدو المتسلط والمتعنصر لألغاء الجميع قسريا وتسويغ الراي الواحد واللغة الواحدة والقناعة الواحدة سواء ان كان هذا المتسلط ديكتاتورا عراقيا عربيا او عراقيا كرديا عميلا ومتذبذبا او اجنبيا محتلا ان ما تعرضت له جميع المكونات العراقية من تعسف تحت اقبية ودهاليز التعذيب وقتل جماعي مشترك من اجل حرية وتقرير مصير الأمة العراقية المشترك وحده كفيل بأن يعطي لهذه الأمة خصوصيتها وهويتها المتميزة .. وبعدذلك تبقى الأجتهادات مشروعة في طبيعة التحالفات بما يخدم اتحاد العراقيين على اساس ديمقراطي طوعي بلا تعسف من خلال دستور يقره الجميع ولمصلحة الجميع تدون فيه شروط العيش وقدسية العلاقة وابعاد المستقبل مع ذكر مقومات الحماية والحفاظ لحقوق جميع المكونات العراقية على ان تسمى بأسمائها كي لاندع فرصة لهذا المجتهد او ذاك في رفض اونبذ هذا المكون او ذاك من مكونات الأمة العراقية ذات الحجم الديني او القومي الصغير وان لاننسى الليل الطويل الذي وحد بيننا في زنزانات الظلام ومهاجر التعسف عبر قرون عديدة ولأجل خلق الوئام الديمقراطي بوحدة الأمة العراقية ... وقول الجواهري الكبير ....
يامن اعين قديمنا بقديمهم وحديثنا بحديثهم فتأشبا
وتسلسل التاريخ فيما بيننا متقاسمين امره والأعذبا
الباحث الأقتصادي
عبد الأخوة التميمي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. قذائف إسرائيلية على غزة في أول أيام العيد بالرغم من إعلان -ه
.. جزيرة إيطالية توفر إقامة مجانية لثلاث ليالٍ ولكن بشرط واحد
.. حريق هائل يدمر فندق ماريسفيل التاريخي في ولاية كاليفورنيا
.. جبهة لبنان – إسرائيل.. مخاوف من التصعيد ودخول إيران ومساعٍ ل
.. هل تنضم إيران إلى حزب الله في حرب شاملة مع إسرائيل؟| #الظهير