الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احلام قاتمة ومحرقات صافية (3)

مجدى زكريا

2014 / 3 / 14
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


ينقل كتاب مطرقة الاذيّات , كأثبات لاتهاماته مايلى : ان احدنا نحن المحققين , وجد مكانا وقد خلا بصورة شبه كلية من السكان اثر وباء , وقد سرت فى ذلك المكان ضجة حول امرأة مدفونة يقال انها تفترس كفنها شيئا فشيئا وان الطاعون لن يتوقف طالما لم تنته المرأة من ابتلاع كفنها , وطالما لم يختف كليا فى بطنها , وقد بحث عمدة القرية وممثل الكومونة عن القبر ووجدا الكفن نصف مبتلع تقريبا ونصف منتقل الى بطن المرأة , وحين رأى العمدة ذلك استشاط غضبا وشهر سيفه وقطع رأس المرأة راميا اياه خارج القبر , فأختفى الطاعون لتوه , ذلك لان المرأة كانت ساحرة ابان حياتها.
وكان القضاة يختارون ضحاياهم كيفما يشاؤون , فمامن واقعة يمكن ان تتدخل لصالح الساحرة المتهمة, فحين كانت تنكر اتهامات مجنونة (كأتهامها بأنها ارتمت على ساقى الراهبة المبجلة بشكل قط اسود) , فقد كان ذلك عائدا بالطبع الى تدخل الشيطان , واذا صرخت تحت التعذيب فذلك يفضح وجود الشر , واذا لم تدفعها الالام الا الى توجيه اللعنات , فأن امتناعها عن البكاء كان شهادة ضدها لايجادل فيها. ولو شنقت نفسها من اليأس فى حجرة المحكوم عليهم , فلأن الشيطان رفض ان تمر بعقوبة النار التى تطهر النفس , واذا اعترفت بكل تلك المآثم التى تؤخذ عليها بأستمرار (كانت درجات التعذيب بالعشرات) فأدانتها تصبح امرا اكيدا حتى لو وعدت بأطلاق سراحها لقاء الاعتراف والتوبة. اما القاضى الذى يحرص على الا يرتكب الكذب فيترك مكانه لقاضى آخر يتولى اصدار الحكم , اذ كان ضمير السلطات فى ذلك العصر مرهفا للغاية (ولم يكن فى وسع المشاركين اطلاقا ان يميزوا بين الحلم والحقيقة) ولم يكن للنساء المتهمات حظ كبير للافلات من العقاب اذ كن يدخلن فى الدوامة الجهنمية دون امل بالنجاة وذلك نتيجة وشايات من جيرانهن او حتى افراد من عائلتهن. اما المشكلة الوحيدة فكانت تتوقف على اتخاذ القرار بأغراقهن او قطع رأسهن او حرقهن حيات او خنقهن (شفقة عليهن) قبل انزال عقوبة النار بهن , اذ يستحيل البرهان على براءتهن , فقد كانت العين تقع دائما على ندب او اى خصوصية جسدية اخرى يمكن تفسيرها كعلامة امتلاك الشيطان للمتهمة , علامة لا تمحى متروكة على جلد الساحرة لدى توقيع العقد الجهنمى , وبمناسبة المعاهدة الجهنمية كانت الساحرة تجحد ايمانها كالتالى : ها انذا على الزبل اجحد الله وكل القديسين ويسوع المسيح.
كانت مناسبة الطيران الكبيير الذى كان يجمع كل ساحرات الضواحى فى ايام معينة فى الاسبوع فى اماكن محددة , وقد كانت الساحرات المفروكات بالزيت المعطر يصلن فى السبت على ظهر مكانس او تيوس او ادوات او حيوانات اخرى , فيمجدن الشيطان (الذى يظهر فى الغالب بشكل تيس اسود او هر) , وينصرفن اللى اعمال عربدة وقصف (لايزال يمكن اليوم احداث احلام طيران شيطانية بواسطة عقار هيوسيانين).
وشيئا فشيئا هدأت حمى السحر , وتوقف الابالسة الجهنميون تدريجيا عن تعذيب الرجال بهلوسات جنسية , فانطفأت المحارق اخيرا وفقد الحلم قدرته على تسهيل النزول الى الجحيم. وكالعادة حاول رقاص الساعة الى ان يميل الى العقل , الى الصفاء والوضوح , الى ما يلائم الفكر , وبدأ الناس بفسرون الرقاد كظاهرة فيزيائية بحتة وينبذون كل ما ليس واضحا تماما كنوع من التطير , شيئا فشيئا احتلت التقنية العالم لتصور بسيط - لكى نقول تبسيطى - للظاهرات الفيزيائية الليلية , واخذ الناس يعتقدون بقدرتهم على جلاء لغز الحلم مرة والى الابد عن طريق الاشارة الى زيادة الحوامض والى يبوسة المادة الدماغية.
لمعلومات اخرى عما ورد فى المقالين : http://www.alwatanvoice.com/arbic/news/2014/03/02/502256.html
كما ذكر سايقا ان امورا كثيرة يفعلها الانسان بدون دراية وبلا معرفة تعرضه للسيطرة الابليسية وهى : محاولة كشف المستقبل او معرفة الغيب وتشمل العرافة والتنجيم والتبصير بالورق والتحديق فى البللورة وقراءة الكف , تفسير الاحلام , قراءة الفنجان.
هناك امور اخرى يجب الحذر منها مثل التنويم المغناطيسى , اليوجا , الصور والتماثيل المخصصة للعبادة والتوقير , الايمان بالقضاء والقدر , والايمان بالحسد والتشاؤم. ايضا الكتب السحرية والقرآن .
وهناك ايضا الادوات التى كان يستعملها اشخاص يمارسون السحر وامتلكها او انتقلت الى اشخاص آخرين.
هناك مثلين رائعين ابدعتهما عبقرية الانسان المفكر
+ تفاءلوا بالخير تجدوه.
+ الشؤم عند التشاؤم.
ملاحظة : هذا المقال تكملة مقالين , جزء اول وجزء ثان وهذا المقال هو الجزء الثالث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرابط صحيح
مجدى زكريا ( 2014 / 3 / 15 - 06:59 )
الرابط صحيح ويمكن كتابته يدويا
او كتابة : مطاردات الساحرات وقتل السحرة والساحرات فى اوربا . . . صور على جوجل
او كتابة العنوان على البحث فى موقع صوت الوطن

اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة