الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جفاف في جرف النداف

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2014 / 3 / 14
كتابات ساخرة


طريقي اليومي يجعلني أمر على أكبر ساحتين للمعارض , تلك الأماكن التي تباع وتشترى فيها السيارات , في كل مرة ألتفت عفوياً نحوها لأشبع شغفي في رؤية التنوع اللذيذ لما يعرض فيها من موديلات , والمكانان في العادة يكونان مليئان بالبشر و الحركة والضجيج والمساومات , ولكن , وهنا أسترعيكم عدم التثاؤب أحبتي الكرام , لاحظت وخلال الأيام المنصرمات أنحسار تدريجي وهبوط في معدلات الزحام , ففي آخر يوم مررت به من هناك , كان المكانان يصفران وكأنهما محل لتطبيق حظر التجوال , من جانب آخر فوجئت قبل يومين من (أبو شوقي) و (أبو أيهاب) وهما صديقاي , يمتلكان مكتبان للدلالية من زمان , أجالسهما أوقات (العصريات) , بتقدمهما بطلب للحصول على قرض من منظمة شايلوكية يسمونها الـ(سي أچ أف) تأخذ على القرض فائدة خمسة عشر بالمائة مع أحضار كفلاء راتبهم يغطي القرض مع الكاسر للظهر من الضمانات , باب المفاجئة مع صديقاي العتيدان هو أعتقادي بأنهما مليارديران عتيقان , أعترف أني ظلمتهما , يبدو أنهما مثل حالنا يطبقان القاعدة العراقية التي تقول (أصرف مافي الجيب يأتيك مافي الغيب) وبما أن الأخير تأخر عليهما منذ أشهر , فكانا مضطران كما أغلب زملائهم للحصول على المال مهما كان بسبب توقف البيع والشراء منذ مدة للعرصات والعقارات , وحالهما ليست أسوأ من حال صاحبي (أبو محمد ) فهو (أسطه مال سيراميك ) يقسم أنه لم يجد فرصة عمل مع عمّاله منذ شهرين بالتمام , كذلك الأسواق الرئيسية باتت بائرة تعاني قلة مرتاديها خصوصاً المولات بعد أكتفاء (الرجال) بشراء السلع الضرورية والغذاء دون الكماليات (وللدقة فأن الكماليات بالنسبة للنساء من حيث الأولوية تكون قبل الغذاء) , فأغلب الناس لاتشتري وأستبدلت الأسواق بالمتنزهات , والكلام هنا عن الغالبية نستثني طبعاً القلة من الباشوات القدماء ومعهم حديثي النعمة أعزهم الله من أصحاب (المونيكات) , حركة السوق أصبحت على حافة الجمود تجعل البسطاء من أمثالي يبحلقون نحو الشاشات بأنتظار حزمة من القرارات , أولها أقرار الموازنة مع ما رحم (ربي) من المكرمات , أستثمارات أو قروض أو تسهيلات , يبدو أن فضل الدولة كان خاف علينا وماكنا لنعرف خطورته الا بعد ضربه لعمق البنية الأقتصادية للبلاد , فتدخلها هو الشريان الرئيسي في بث النبض لزخم الحياة , و هي هنا وبغض النظر عن النظام الأقتصادي إن كان أشتراكي أو رأسمالي أو لانظامي تبقى وحدها المحرك الرئيسي لكل مفاصل الحركة الأقتصادية في البلاد , وتلك الحقيقة تتطابق مع أرجوزة والدتي التي كانت تطلقها مع الغبش حين تشح الأعمال :
رزق واحد على واحد .. والكل على الله
يبدو أنها أقتبستها بالتخاطر من (آدم سميث) ذلك الداهية الأقتصادية صاحب كتاب ثروة الأمم الذي قال :
رزق الجميع تملكه الدولة فهي المصدر الرئيسي لحركة السوق كونها تمسك بالسلع والمال و القرار .
مؤسف أن تكون الدولة والحكومة توأمان متماثلان , نسألكم النجوى التي تصم الآذان , أودعناكم أخوان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د


.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل




.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف


.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس




.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام