الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة : مختبر تجارب حربيه!

ريهام عودة

2014 / 3 / 14
القضية الفلسطينية


إنه مختبر تجارب حرب كبير ، جميع نوافذه و أبوابه مغلقة بشكل مُحكم ومتين ، حيث يتم التحكم في منافذ هذا المختبر عن بُعد عبر أداة التحكم "الرموت كونترول " .

في هذا المختبر يحاول الباحثون السياسيون و الخبراء العسكريون و القادة السياسيون اعداد عدة تجارب سياسية وعسكرية من أجل محاولة اختراع فيرس شرس يقضي على الكيان الاسرائيلي للأبد أو ايجاد مصًل فعال يُعطي مناعة عسكرية قوية لجهة سياسية ما في المنطقة أو حتى صناعة دواء مسكن لألام مواطنين يعانون من صداع مُزمن بسبب كثرة الحروب و الصراعات الدائرة منذ نحو أكثر من نصف قرن .

في هذا المختبر يتم تجربة كل شيء بصفة شرعية أو غير شرعية ، يتم اجراء تجارب سياسية وعسكرية و نفسية واجتماعية و اقتصادية و بالونات اختبار بإذن قانوني أو بدون ، بغطاء دولي أو بدون ، بموافقة الشعب أو بدون ...

كل شيء يتم تجربته في هذا المختبر من تجويع و حصار و قطع كهرباء و تلوث مياه و تكتيكات عسكرية و ثورات و حروب و هُدن و عنف و انتهاكات صريحة لحقوق الانسان.

للأسف إن هذا المختبر الكبير ما هو إلا قطاع غزة المغلق المحاصر و إن فئران التجربة في هذا المختبر ليس إلا مواطني غزة المدنيين الأبرياء الصامتين الذين لا صوت لهم ، فكيف يُسمع صوتهم و صوت القنابل و القذائف تعلو فوق صوت استغاثتهم و مناشداتهم للعالم بأن يتم انقاذهم ، انقاذ المدنيون الأبرياء و حماية أطفالهم ، الأطفال الذين حُرموا من تعلم ثقافة الحياة و الفرح.

فهل هذا مصير سكان القطاع ،أن يخضعوا دائماً للتجارب رغم أنفهم ؟ و هل هذا قدر القطاع أن يبقى ساحة مفتوحة لصراع مستمر لا نهاية له ؟ هل تم شيطنة القطاع و مواطنيه و تم تصنيفهم في قائمة المهمشين للأبد ؟ هل يحق للشباب الغزي أن يحلم بمستقبل زاهر وأمن أم عليه أن يهاجر و يرحل بأحلامه إلي الأبد ؟

إنها أسئلة حائرة تتردد دوماً في أذهان وعقول مواطني القطاع ، الذين مازالوا يتحدون بصمود وشجاعة أدوات الموت الفتاكة و أشباح الظلام ، إنهم ما زالوا يحاولون استنشاق أكسجين الحياة و ومازالوا يقتاتون على ثمرات شجر الصبار الشائك النابت في صحراء الوطن المنقسم.

إنه شعب مازال يهتف بفوز فريق رياضي عالمي و مازال يحتفل بأغاني مطرب فلسطيني صاعد و مازال يتفوق شبابه في أروقة الجامعات العالميه و مازالت نسائه تبحث عن بصيص أمل في كومة من حطام البيوت المدمرة.

إنهم بكل بساطه شعب يستحق الحياة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-