الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبو صخر

مناف الحمد

2014 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


م أحدثكم عن صديقي أبي صخر
هو رجل في الستينيات تعرفت عليه في دمشق بالصدفة وكان يعمل حارساً لمقبرة في ريف دمشق .
استمرت علاقتنا شهوراً فقط ثم فرّقتنا مشاغل الحياة .
كنت أزور أبا صخر حيث يعمل في المقبرة وأقضي معه ساعات من الليل نحتسي الشاي الذي كان أبو صخر يعده بطريقة تحوله الى شراب عسر الهضم بالنسبة لي ويسكب في كأسه أر بع ملاعق من السكر ويحركه لأكثر من خمس دقائق حتى تستحيل الرشفة في فمه الى عسل .
ما كان أكثر لفتاً للنظر من هذا الطقس لدى أبي صخر هو أنه لم يكن يأتي على ذكر الموت أبداً بل كان دائم الحديث عن متع الحياة وكان يقول لي انه بعد وفاة زوجته لم يعد يطيق حالة الحرمان من المرأة ولذا فهو دائم الحديث عن النساء ونعيم الدنيا في أحضانهن
ذات يوم سألته :ألا تحرك فيك مجاورة الموتى شعوراً بالزهد في ملذات الحياة ؟
فأجابني ان مجاورة الموتى هي التي تدفعه بكل قوة الى حب ممارسة الحياة بكل ما يستطيع . فكلما سجَوا ميتاً تحت التراب خشيت على نفسي من قصر الحياة وعدم درك ما أتمناه منها .
ربما لا يعلم من جعلوا الموت زائرنا في الصحو والنوم أنهم بذلك يدفعوننا الى ممارسة الحياة حتى آخر لحظة ولكن بمطالب وأمنيات لم يكن أبو صخر مهجوساً بها
انها ممارسة لحياة نستعيد فيها ذواتنا التي فقدناها وأرواحنا التي ذبلت وكرامتنا التي امتهنت وعلاقة بالمرأة ينسجها الحب غير المشوب بالخوف والكبت والقهر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي