الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلهم غنوا إلا نحن

مسعود عكو

2005 / 7 / 5
حقوق الانسان


العالم بكل لغاته وألوانه وقومياته غنوا للفقر غنوا لإفريقيا السمراء غنوا لينقذوا حياة طفل قد تنتهي لمجرد أنه لم يحصل على قطرة ماء أو كسرة خبز رددوا كلمات أصبحت كسيرومات تتغذى بها ملايين الفقراء والمحتاجين من سكان إفريقيا هذه القارة الغنية بثرواتها ومواردها الطبيعية والفقيرة بل الميتة بغذائها ومياهها رغم تواجدها بكثافة لكنها غير مستغلة فالفقر والمرض والحروب والكوارث الطبيعية أودت بحياة الملايين ولا زال عداد الموت مستمراً وقد لا يتوقف إذا استمرت أوضاعهم كما هي الأن.

تحت عنوان «اجعلوا الفقر من الماضي»، تظاهر/ 200/ ألف شخص يرتدون ملابس بيضاء في العاصمة الاسكتلندية ادنبره للمطالبة باتخاذ إجراءات سريعة وفاعلة لمكافحة الفقر في العالم، وذلك قبل أربعة أيام من أعمال قمة مجموعة الثماني الصناعية الكبرى بين السادس من تموز والثامن منه في مدينة غلين ايغلز شمال ادنبره.

وشارك في التظاهرة ممثلو وكالات إغاثة وكنائس ومنظمات أخرى، وجاب المتظاهرون شوارع المدينة التاريخية لتكوين شكل بشري من الرباط الأبيض، رمز حملة القضاء على الفقر. ووقف المشاركون دقيقة صمت حداداً على أرواح آلاف الضحايا في العالم الذي قضوا نتيجة الحرمان والفقر. وحملوا لافتات كتبت فيها شعارات «ألغوا الديون» و«العدالة التجارية» و«البشر قبل الربح». وقدم مجموعة من عازفي الطبول مزيجاً عالمياً من الموسيقى.
أما في فيلادلفيا فقد تجمع أكثر من 600 ألف حضروا حفل «لايف إيت» الأخير افتتح فريقا بلاك آيد بيز، وذي مارليز مساء أول من أمس الحفلة الأخيرة من سلسلة حفلات «لايف إيت» التي طافت تسع مدن بمختلف أنحاء العالم في مدينة فيلادلفيا الأمريكية بتقديم أغنية بعنوان «قف ودافع عن حقوقك» المقتبسة من أغنية شهيرة للمغني الراحل بوب مارلي وشارك في إحياء الحفل ستيفي وندر وأليشيا كيز وفريق ديف ماثيوز وبون جوفي وديف ليبارد ودستيني تشايلد وغاي زد ولينكين بارك وحاول الممثل المعروف ويل سميث إظهار حجم المعاناة في أفريقيا من خلال قيادة حشد غفير كانوا يرفعون أصابعهم كل ثلاث ثوان لإظهار عدد الأطفال الذين يموتون من جراء الفقر في القارة السمراء.
كله هذه ليست في أفلام هوليود الأمريكية أو في الأفلام الرومانسية العربية أو في أفلام الأكشن الهندية والتي تتسم بكل شيء إلى الواقعية والحقيقة بل هذه صورة نقلتها آلاف الفضائيات العالمية ليظهروا مدى محبة الشعوب لتحرير الفقراء من فقرهم وإنقاذ حياتهم من الموت والجوع إلا أن المصيبة تكمن بأنه لم يشارك مطرب أو فنان عربي ولا إسلامي في هذه البادرة الإنسانية فأين أنتم من العالم وهل حركات مناهضة العولمة في البلاد العربية والإسلامية فقط بشعارات براقة ومقاطعة بضائع أجنبية باتت تدخل الأسواق الإسلامية والعربية عنوة عن أصحابها وبالرغم من أنف من يأبى أو من يريد.
هذا هو عالمنا العربي والإسلامي نكفر كل العالم فقط نحن مؤمنون بالله وإيماننا بالله هو مجاني فأقسم بالله لو كانت كل فرض من الصلوات الخمس بليرة واحدة لما رأيت من المصلين الأن سوى العشرات على الرغم من أن عددهم بات يفوق الملايين وكله في سبيل تجارة باسم الله والدين والنفاق بات يشرشر منا جميعاً.
عندما يغني الكفرة « طبعاً من وجهة نظر أغلبية المسلمين » فكل أغنية نن أغانيهم تنقذ حياة الآلاف من فقراء إفريقيا إن لم تكن ملايين منهم وكل ذلك فقط لأنهم يتمتعون بحس واحد ألا وهي إنسانيتهم الحقيقية وليست المزورة كالتي نلبسها كعباءة نخفي تحتها وحوش ضارية و أناس لا مبالين يعرفون بأن جيرانهم إلى جنبهم جائعين وهم يعلمون فلا إيمان لهم واستشهد بقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم « ما أمن بي من بات شبعان وجاره إلى جنبه جائع وهو يعلم » فأين نحن من مبادئ الإسلام وأين هو إيماننا.
عندما يرسل العالم خمسة وعشرين مليون رسالة قصيرة دعماً لفقراء العالم تعطي هذه الرسائل القصيرة دفعاً معنوياً قبل أن يكون مادياً لإنقاذ حياة هؤلاء الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة سوى أنهم شعوب يدفعون ضريبة حكومات غير إنسانية في التعامل مع شعوبها أما قنوات العالم العربي والإسلامي فيومياً ملايين الرسائل توجه لقنوات الأغاني والأفلام التي باتت أكثر من الهم على القلب ولم يفكر هذا الذي يرسل رسالة خاوية يبدي إعجابه بثوب راقصة أو مطربة وقد لا تكون لابسة ثوب بالأساس لكنه لا يفكر أن يرسل نفس الرسالة ولكن بكلمات إنسانية قد تفيد في إنقاذ طفل يموت كل ثلاث ثواني.
أضم صوتي إلى البلايين الذين شجعوا هذه الحفلات وأرسل لهم رسالة قصيرة دعماً لإعادة الحياة إلى إفريقيا هذه القارة السمراء التي تدفع على الدوام ضريبة ثرواتها الطبيعية وغناها بكل الموارد والثروات المعدنية والمياه وناهيك أنها قارة أخرجت للعالم قاطبة أناس يستحقون بجدارة أن يكونوا بشراً وأولهم العظيم نيلسون مانديلا.
وأتوجه إلى كل عربي وإسلامي في هذا العالم الكبير أنظروا إلى غيركم وضعوا لكم بصمة على إنسانية هذا الكون الذي يضمنا جميعاً وقد نكون نحن الشعوب القادمة في الفقر والمجاعات والأمراض التي تجتاح إفريقيا الأن فنعطي لغيرنا اليوم لكي نحصل نحن على العطاء عندما نحتاجه ولا ننسى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه » فحبوا إفريقيا فقط لإنسانيتها وليس لأي اعتبار أخر والأمر هين للغاية فالأموال التي تنفق على الفياغرا في الخليج العربي وحدها تكفي لإعادة إحياء العالم كله وليست فقط إفريقيا فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
أيها الفنانون العرب حفلة من حفلاتكم تنقذ دولة إفريقية من الجوع ومن المرض لا بل مجموع حفلاتكم لشهر واحد ستعيد الحياة إلى كل إفريقيا وكل فقراء العالم ومن ضمنها الفقراء الذين يعيشون إلى جواركم فهل من مجيب أرجو أن تتعلموا من دروس العالم الأخر الذي يرسل لكم هذه الدروس مجاناً وبدون مقابل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبو حمزة: الطريق الوحيد لاستعادة الأسرى هو الانسحاب من غزة


.. جبال من القمامة بالقرب من خيام النازحين جنوب غزة




.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق


.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟




.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع