الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانوثة حين تغادر عتمتها

زياد خداش

2005 / 7 / 5
الادب والفن



لا افهم المراة السهلة التي تمد جسورها من اول رائحة رجل ، كما لا افهم الغرف التي بلا ستائر و المفتوحة للشمس وضجيج الاعراس القريبة والملاعب ، ايضا لا افهم الرجل الذي يندفع كاالنهر باتجاه اول انثى تضحك معه ، الطبيعة تحب الصعوبة السهلة في المراة ، تلك التي تقع في منطقة شائكة وغامضة اسمها : الوحشة اللذيذة اللاواعية و الصامتة و المتأملة والمعذبة، العتمة الخفيفة دائما مطلوبة كاطار للابد والاسئلة والخلود و شغف البحث والانتظار والبحث في الاقبية ، حين ندخل معبدا تشدنا الاضاءة الخفيفة والظلال ، لماذا لا تشدنا الاضاءات الصاخبة والامكنة الواضحة المعالم ؟؟ الأن الوضوح هو عدو الفن والجمال وصفاء الروح ؟
انا ابحث في منطقة اخرى لها علاقة بجماليات الظلال و الامكنة والعتمة والانوثة ، تهز المراة الذكية العالم لا بعيونها الواسعة او ثقافتها فقط وشعرها الطويل ،بل بصمتها ولغة نظرتها ، وايقاع ابتسامتها ، واستحالة القبض على احساسها وحقيقتها ، احس ان المراة هي مندوبة الوجود على الارض ، فنحن لا نفهم وجودنا ، ولا نعرف مصيرنا ، ولا نفهم تناقضات حياتنا ولكننا مع ذلك نحس بسعادة وهناء العيش ومتعة اننا احياء رغم معرفتنا بمصيرنا المجهول والمخيف ، كلما كانت المراة متاحة ، وقاب ضحكتين او ادنى من رجل وسيم ، يقترب ، توغلت اكثر في خيانة اصالتها وطبيعتها ، ومصدر رحيقها ،
المراة التي تحافظ على عتمتها وظلالها وشموعها الناعسة ، في معبد روحها ، تعيش اكثر في ذهن الطبيعة ، وحين تغادر طبيعتها المظللة لغة ومواقف ، بفعل اغواء الرجل صاحب الشعر الناعم والكلام الساحر ، فهي تسقط في مهب السعادة المؤقتة ، وحين تندم وتكتشف انها خدعت ، تحاول ان ترجع الى معبد روحها ، فلا تجد هناك لا شموعا ولا ظلالا ولا عتمة ، بل سطوع امكنة شديد ، ونوافذ مشرعة للاشاعات ولغبار و الغربان ، فيتشوش نظرها ، وتفقد جوهرها ،
لكن المأساة ان المراة لا تستطيع الا ان تخون اصلها ، بطريقة او بأخرى ، فهي مضطرة بحكم نداء الحواس والغرائز لان تتزوج وتنجب وتفرح بالوظيفة و تبتسم حين يغازلها رجل ،
فطبيعة المراة في بلادنا وفي كل بلاد العالم هكذا تماما كما ارى انا : وجود خارجي مؤقت وسطحي ، تمارس فيه الانجاب والعمل الوظيفي و تتفرج على المسلسلات وتثرثر مع الجارات , وتقرا روايات ، ووجود داخلي لا اعرف عنه شيئا ، هو وجود غريب تعود فيه المراة الى طبيعتها انوثتها المنتهكة ، تمارس هناك حياة اخرى ، وتتكلم لغة اخرى ، مع كائنات اخرى تشبهها . يا لقسوة حياتنا
حين تجبرنا دون ان نعلم ، سعداء او غير سعداء على انتهاك جوهرنا وتدمير حرية حواسنا واجسامنا ، عندما تأمرنا بالابتعاد عنها والانهماك ببعضنا البعض ، ولكن لم لا تكون رحيمة بنا هذه الطبيعة حين تجبرنا على خيانتها ، اناثا وذكورا ، ونهرب منها باحثين عن وهم السعادة في علاقاتنا ولغتنا وبيوتنا ، واطفالنا ،
فهي < اي الطبيعة > لا تستطيع احتمال امتدادها في الاشياء ، خوف ان يفكر الكون بأن يرقص حبا فينفجر صدقا وانسجاما مع نفسه ،

اذ لابد من بعض فحم الاكاذيب ليمشي قطار الحياة

رام الله
.

[email protected]









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف


.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين




.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص


.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة




.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس