الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باترون حريق القاهرة

نبيل محمود والى

2005 / 7 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


تظل خطة حريق القاهرة في 26 يناير 1952هى النموذج الذي يظل هو الباترون التي تفصل كل الحكومات المصرية خطتها على مقاسه وبمقايسته ففي ذلك اليوم خرجت مظاهرات الطلبة وغيرهم من الجامعة في التاسعة صباحا متجهين إلى مبنى رئاسة الحكومة بشارع القصر العيني وكانت المظاهرات تتجمع في الشوارع وتنمو أثناء سيرها ، وخرجت من الأزهر مظاهرة كبيرة اتجهت إلى ميدان عابدين وغطت الشوارع الجماهير تنادى بحمل السلاح والسفر إلى القناة لمحاربة الإنجليز وتنادى أمام القصر الملكي بسقوط الملك وتجمعت في فناء مبنى رئاسة الحكومة .

وفى الحادية عشرة والنصف قبل الظهر كانت بعض المظاهرات تسير في ميدان الأوبرا أمام كازينو بديعة مصا بنى واتجهوا إلى داخل الكازينو وأشعلوا النار فيه وبدء الحريق ينتشر في الملهى وبعد مدة وجيزة اشتعلت سينما ريفولى ثم سينما مترو ثم نادى الترف الذي كان يجتمع فيه بعض أفراد الجالية الإنجليزية وكما يذكر المؤرخ الدكتور البشرى أن الحريق في ملهى بديعة لم يكن له طابع سياسي فيما يبدو إنما أشعلته نوازع السخط والتطهر ضد الفساد الأخلاقي الذي كانت تستثيره جماعات دينية كجماعة شباب محمد ولكن مع اشتعال سينما ريفولى ظهرت عناصر جديدة تلقى مواد الإحراق وتنتقل على الأقدام أو بواسطة سيارات الجيب وتشتعل النار طبقا لجدول عمل من السينما إلى مقهى إلى محل إلى ملهى ليلى وانتشرت الحرائق فى منطقة وسط المدينة كلها وقد امتدت إلى ملهى في أطراف المدينة كشارع الهرم .

إذن التخطيط والتدبير بدا واضحا في هذه العملية ومن الممكن قراءته وفى مثل تلك الأحداث الجسام ذات التأثيرات الحاسمة على السياق السياسي أن يظل السؤال معلقا من الفاعل .. وما يمكن الجزم به بالمادة التاريخية المتاحة هو أنه باستقراء الأحداث السياسية التالية للحريق وما قبلها يظهر أن المستفيد المباشر كان الملك وقد استغل الحريق تماما لإعلان الأحكام العرفية في عموم القطر وأوقفت الدراسة في جميع المدارس والمعاهد والجامعات إلى أجل غير مسمى وتم اعتقال 300 من كتائب التحرير وإغلاق مبنى الحزب الإشتراكى وغيره وصدر قرار بمنع التجول في القاهرة والجيزة من السادسة مساءا إلى السادسة صباحا .

فهناك منهج واضح مفهوم في الدول الديكتاتورية والنظم الاستبدادية مثل مصر يقوم على ضرورة تصدير روح الخوف من المجهول والفوضى أو الخطر الخارجي لدى المواطن حتى يسهل التحكم فيه وإخضاعه للحاكم المستبد وعند اشتداد التوتر ضد النظام وفى أللحظه التي يدرك فيها الحاكم أن هناك ضغوطا عليه وتكاتفا من قوى سياسية ضده وتعدد دوائر التذمر والرفض لسياسته وتشجع وإقدام الكثيرين على معارضته وتحالف المخالفين في الرأي والمتصارعين في الفكر معا ضده وسياسة النظام ساعتها يتخذ النظام سياسته المثلي وهى بث الفوضى ونشر ذعر وإعلان خطر متأجج يبرر له التدخل بالحبس والاعتقال وتكميم الأفواه ومصادرة الصحف وإغلاق الأحزاب وحل الجمعيات مستغلا الظروف الاستثنائية والتوتر والفوضى وهو ما جرى في أحداث سبتمبر 1981 وهى اللحظة التي شعر فيها الرئيس السادات أن الأمور تفلت من يده واشتدت عليه المعارضة من كل جانب ساعتها تم بث لعبة الفتنة الطائفية وتم تصعيد حالة التوتر الأمني إلى أعلى درجاته مما خلق للنظام حجة القيام بواحدة من أوسع عمليات الاعتقال والسجن والحبس والفصل والرفد والغلق عرفتها مصر .

وإذا ربطنا بين ظهور البلطجة واستخدام المسجلين خطر والسوابق والعاهرات في التعدي على مظاهرات حركة كفاية وانتهاك أعراض نساء مصر تتكشف لك خيوطا مترابطة مع حدوتة حريق القاهرة والتي يمكن أن أظن بتخوف مذهل أن يكون ظني في محله أنها أقرب حلول النظام في درج مكتبه للتنكيل بمعارضيه وللتخلص من خصومه جماعات وأفراد ا فليس لنا إلا أن نعود للتاريخ لنعرف التشابه والتماثل وندعو الله ألا تصل حماقة الحكم إلى أن ينفذ حلمه ...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت


.. تأجيل محاكمة ترامب في قضية الوثائق السرية | #أميركا_اليوم




.. دبابة إسرائيلية تفجّر محطة غاز في منطقة الشوكة شرق رفح


.. بايدن: لن تحصل إسرائيل على دعمنا إذا دخلت المناطق السكانية ف




.. وصول عدد من جثامين القصف الإسرائيلي على حي التفاح إلى المستش