الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاداة الشيوعيين العراقيين لن تشرف احدا

سمير طبلة
إداري وإعلامي

(Samir Tabla)

2005 / 7 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



لطمت اليوم وسائل اعلام عالمية وجه كل عراقي، يحمل ذرة مسؤولية ازاء شعبه ووطنه المبتليّن، بأخبار مقتل وجرح أكثر من 20 الف عراقي في الستة أشهر الأخيرة، ووضعت هذا العراقي المتفطر القلب امام حقيقة مفجعة تُبكي الصخر الاصم. وخرج، اليوم ايضاً، علينا كاتب، يستلذ دائماً بتكرار عبارة انه ابن المقابر الجماعية، بمقال من حلقتين عنونه "شكراً سيادة الرئيس (الامريكي) وأخيراً قالها الجعفري"، نشر في اكثر من موقع الكتروني.
لا أحد يستكثر على السيد محمد حسن الموسوي حقه بشكر من يشاء او التغزل به، في وقت ارتوت ارض العراق بدماء 20 الفاً، غالبيتهم المطلقة ابرياء، وخلال ستة اشهر فقط، وقوات الاحتلال الامريكي (عفواً التحرير الامريكي، كي لا يغضب السيد الشاكر!) هي المسؤولة الاولى، قانوناً وشرعاً واخلاقاً، عن أمن البلد وأهله، اضافة لمسؤولية حكومتنا المنتخبة، بيوم أغر سجّله التاريخ بأحرف من نور.
ولا احتاج لتسفيه هذا الشكر اللامسؤول. فعويل أهل اولئك المساكين الـ 20 الف وأحبتهم أوجع من كلماتي.
لكني اقف، وبمسؤولية ايضاً، امام ذرائع السيد الكاتب لشتم الشيوعيين العراقيين، بمناسبة او بدونها. وهو الذي اكد لي شخصياً، وكان كاذباً بهذا قلباً وقالباً، انه لم ولن يعاديهم، بل ويحتفظ بعلاقات طيبة مع العديد منهم.
فبالامس القريب طلع علينا السيد الكاتب/ الشاكر بمقالة، أقل ما توصف بأنها لا تليق بكاتب يحترم نفسه، زعم انه يرد فيها على مقال للصحفي عدنان حسين بعنوان "الروزخون إبراهيم الجعفري"، نشر في جريدة "الشرق الاوسط" بتاريخ 25 حزيران الماضي. استخدم السيد الموسوي بذلك الرد عبارات مستلة من قواميس مدرسة اعلام النظام المقبور، متهجماً على الشيوعيين العراقيين. ناسباً لهم مقرفات تضاهي ما نسبه آخرون قبله، منها مثلاً زعمهم ان الشيوعيين العراقيين احرقوا القرآن الكريم. وهو ما كذبه السيد حسن العلوي، البعثي السابق، بكتابه "دولة المنظمة السرية"، موثقاً أنها كانت تلفيقاً بعثياً بُعيد ثورة 14 تموز 1958، إذ امروا اثنين من اعضائهم بالذهاب الى المحكمة والقسم بهذا الافتراء الفاضح. وها هو التاريخ يجيب!
حشر السيد الموسوي، الناسب بنوته زوراً للمقابر الجماعية، الشيوعيين العراقيين حشراً بمقالته الشاكرة لـ "سيادة الرئيس الامريكي" والمعيبة لكل وطني غيور. ولم يبخل بشتائمه، يمنة ويسرة، عليهم، ومنهم المئات إن لم يكن الآلاف من سكنة تلك المقابر الجماعية، وبضمنهم تسعة من افراد عائلة كاتب هذه السطور.
إلا ان مأساة الوطن وأهله تهيب بكل حريص ان يرتفع الى مستوى المسؤولية، ويحشد كل الطاقات الخيرة لمحاربة الارهاب وبقايا النظام المقبور واعادة بناء الوطن المُبتلى، وفي مقدمة تلك الطاقات الخيّرة الشيوعيون العراقيون وكل وطني حريص وغيور، مهما كان انتمائه.
فالتاريخ أطلق حكمه، ووضع كل من عادى شيوعيي العراق في مزبلته. ومعاداتهم اليوم، ونسب الاكاذيب عن شرف خدمتهم لعراقهم الحبيب وأهله الطيبيين، لن تشرف احدا.
وتُسمِع الحقيقة من به صمم: ان الشيوعيين العراقيين هم من أخلص وأشرف وأنبل أبناء وبنات العراق. خدموا شعبهم، وسيخدموه، قولاً وفعلاً، ولن يبخلوا لهذا الهدف النبيل بدمهم الطاهر.
سمير طبله
لندن 1/7/2005
Email: [email protected]









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ