الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زرادشت يزور بلاد أبو عرب (2)

هادي بن رمضان

2014 / 3 / 16
كتابات ساخرة



... وقد أقام زرادشت طويلا بين الشيعة, يطعمونه من مأكلهم ويسقونه من مشربهم ... وكان زرادشت يقول بقدم العالم .. يقضي يومه متجولا بين الناس يدحض حجج علمائهم ويلقي شبهاته على مسامعهم نافيا وجود الإله الإبراهيمي طاعنا في فكرة النبوة ... وما كان زرادشت ليبقى على قيد الحياة لولا اعتقاد اهل القرية بكونه مخبولا .. فاذا اختلى بنفسه تحدث بصوت مرتفع.. وكان لا يغير ملابسه الرثة, ولا يذكر اسماء والديه ولا اسم موطنه ... وهذا ما منع الناس من قطع رقبته فلا جناح على فاقد العقل ... ومرت الايام ولازال زرادشت على عادته حتى مله الناس ... واذا بالحرب قد وضعت أوزارها بين اهل القرية واحدى القرى السنية ... والسبب في ذلك ان احد التجار قد شتم عمر بين تجار القوم الاخرين من اهل السنة .. فوثبوا عليه فقتلوه .. وارسل الشيعة جيشا صغيرا لينتقموا له فقطعوا رؤوس قتلته .. وهكذا اندلعت الحرب بين القريتين وقد اعتاد الجميع على الحروب الطائفية ... واشتبك المتحاربون على جبهات مختلفة ... ومرت الايام وسقط فيها مئات القتلى ويتم عشرات الأطفال .. وبدا التفوق واضحا للسنة .. والسبب في ذلك انهم الاكثر عددا والاشد ثقة في عقيدتهم .. فاجتمع حكماء الشيعة ليبحثوا الأمر .. وعلموا ان سبب ذلك يعود الى ذلك المخبول زرادشت .. اذ يبدو ان اقامته الطويلة قد سربت الشك الى نفوس الناس وذلك يعود لصلابة منطقه .. فأرسلوا للبحث عنه ليطردوه من قريتهم ...


وأما زرادشت فقد كان يتابع أخبار الحرب .. ورأى تقهقر الشيعة وضعفهم .. والسبب في ذلك ان الكثيرين من الشباب قد عزفوا عن القتال بعد ان أرهقهم بحججه وشبهاته ... وكان زرادشت ملما بعقائد الطائفتين ... وعلم ان الحروب الطائفية تنتهي بإبادات جماعية ينفذها الفريق المنتصر ... فإذا اقتحم السنة القرية سيسفكون الدماء بلا شك وسيقتلون كل من كتب يوما طعنا في أبي بكر او في عمر وعثمان و كل من شارك في لعنهم ... واذا كانت الحروب التوسعية الهدف منها هو السيطرة على الموارد بأقل الخسائر فالحروب الدينية - الطائفية لا تهتم بذلك ... انما تحرض على قتل الناس رغبة في الثواب ... ولن يمانع جنود السنة في قتل اهل القرية بنسائهم وأطفالهم ... وقد حدث ذلك في ما مضى .. وكتب أعلام السنة دفاعا عن قتل الروافض وأطفالهم .. وكتب أعلام الشيعة كذلك دفاعا عن قتل النواصب وأطفالهم ... وخشي زرادشت ان تسقط القرية وان ينتهي به الأمر مقتولا او مطرودا ...


وبينما كان حكماء القرية ينتظرون خبر القبض على زرادشت ... فإذا به يطل على مجلسهم .. ويعلن بهدوء وثقة انه قد تخلى عن معتقداته السابقة .. وانه قد خلص الى الحقيقة .. وانطلق زرادشت مسرعا يتجول بين الناس .. يدحض حججه السابقة ويجيب على الشبهات التي ألقاها سابقا طعنا في معتقدات الشيعة ... واصبح يهاجم معتقدات اهل السنة ويطعن في حججهم .. وكان يأتي بالأدلة الحسية والنقلية مفضلا عليا وال بيته على غيره من الصحابة ... واستبشر حكماء القرية بذلك ... فاذا بالناس يقبلون على حمل السلاح والتوجه الى ساحات القتال ... وساهم زرادشت في تعزيز ثقة المحاربين بمعتقداتهم ... فما أتى به ذلك الفيلسوف المخبول من أدلة وشبهات لم يسبقها إليها أحد من قبل ... ومرت الأيام ... وتمكن الشيعة من الصمود وقلبوا هزائمهم إلى تفوق ... والفضل يعود الى زرادشت ...


يتبع ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري