الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسن العلوي ( المثقف ) صانع الديكاتور

حمزة الكرعاوي

2014 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


الكاتب والصحافي والمثقف إما أن يخسر سمعته ، ويبيع شرفه وضميره الى الحاكم ، ويكون أداة من أدوات السلطة والقمع ، وسيفا مسلطا على رقاب الناس ، أو يختار المواجهة فيموت جوعا ، هذا فضلا عن التسقيط والتصفية الجسدية .
الانظمة الشوفينية الاستبدادية تشتري الصحف والاعلام والاعلاميين والكتاب المستعدين لخدمتها ، لحجب الحقائق عن الناس ، ولتلميع صورة الديكاتور .
وبسبب هذا النوع من المتملقين أخرست الالسن ونصبت مشانق الاعدام ، وكممت الافواه ، وصودرت كامل الحريات ، وصارت الهجرة جماعية من الاوطان .
(( لوذ المثقف بالسكوت هو اخطر من الديكتاتور الذي يقتل شعبه ) هكذا وصف جيفارا الساكت على الظلم ، فمالكم بمن يشارك ويساهم فيه ؟.
(( النفس والضمير يتسقان مع القلم الذي يأبى أن يكتب شيئا غير حقيقي )) هذا الكلام للكاتب والصحفي والشاعر رياض نجيب الريس الذي خذله صديقه ( غسان تويني ) وقبل صفقة ( 3 مليون دولار ) مقابل اسكات صوت الريس وايقاف قلمه الحر .
كلما أرى حسن العلوي في التلفزة أتذكر ماحل بي وبالعراق وشعبه ، وكيف دفعت ثمن حياتي مشردا ، لم أر عائلتي وبلدي اكثر من عقدين من الزمن ، واستحضر كل المصائب التي حلت بنا ، تذكرني رؤويتي لهذا الرجل ، كيف سرقت أحلامي واحلام غيري من العراقيين ، وكيف غرق من غرق في البحار والمحيطات بسبب السياسات التي أرساها هذا الرجل في العراق .
كلما أرى العلوي أتذكر الذين ماتوا في المنافي ومنهم الشاعر العربي الكبير الجواهري ومصطفى جمال الدين ، واتذكر كيف تشردنا وكيف ان اولادنا في الغربة فقدوا هويتهم ولغتهم .
حسن العلوي ( المثقف ) الذي صنع الديكتاتور .
أس بلاء العراق حسن العلوي ، وهو الذي خلق ظاهرة صدام حسين ، هو الذي صنع اول ديكتاتور في العراق ، وهو أسوأ من جوبلس الذي روج لهتلر ، وهو كبير الجلاوزة ، بل أتعس ممن روج لهتلر ولكل طاغية .
الصور التي أخذت لصدام حسين في أهوار العراق وهو في زورق ، والزي العربي كان وراءه حسن العلوي ، وهي أول خطوة لخلق الديكتاتور ، وهذا الرجل كان مع صدام حسين في الاهوار ، ونشر تحقيقه الصحفي في مجلة ألف باء بطرقة غير مسبوقة ، وبدأ الاعلام في العراق مقلدا حسن العلوي وهو يضخم بشخصية صدام حسين ، وقبل هذه الجولة كان صدام شخصية عادية .
وبعد جولة صدام والعلوي في الاهوار بدأت الديكتاتورية في العراق ، وقد شكل العلوي وإعلامه في العراق تغطية إعلامية لشخص ضغطا على وعي الناس ، وسرقهم ومارس نوع من الارهاب ضد العراقيين ، ولعب العلوي واعلامه دور الارهاب في الترويج لصدام حسين في إخافة الشعب العراقي ، ومن يريد إجتثاث البعث عليه أولا أن يجتث حسن العلوي ويحاكمه ، وقانون الاجتثاث اذا كان حقيقيا ولكل مجرم فهو يجب ان يخصص لحسن العلوي وجلاوزته من الاعلاميين الذين رافقوه ، ليتخلص الشعب العراقي من العلوي وامثاله ، لكنهم غير صادقين وأتوا بالجلاوزة ، لان في الامر بعد نفسي لاذلال العراقيين وجعلهم يعيشون في دوامة ، فارسلوا طائرات لنقل جثمان من مات منهم ، ولتكريم من بقي حيا ، ولاعادة مشعان ركاض الجبوري .
كثير من العراقيين تعاطفوا مع حسن العلوي عندما شتم حيدر العبادي ، وايدوه ظنا منهم أنه أظهر موقفا وطنيا مقابل العبادي ، وفي الحقيقة ان الخائن وصانع الديكتاتور والمنظمة السرية ، والذي مارس الارهابي الفكري والاعلامي على الشعب يجب ان نرفضه كله على بعضه ولانتعامل معه .
ومن يضع أمامه مبادئ حقيقية غير مزيفة لايقبل بالعلوي ولايتعامل معه اطلاقا ، وهذا العلوي يتحمل مسؤولية ماوصل اليه العراق ، لانه ( المثقف ) اداة السلطة القمعية وبوقها الكبير ، وأخيرا غمس لقمته بمرق المحتل الامريكي ، وجلس مع الغريب في حفلة تعارف ( البرلمان ) على مائدة مسروقة من قوت العراقيين ، والعلوي أكثر خطرا من غيره ، لانه مازال يمارس التضليل والخداع ، تحت مسمى المثقف والمفكر ووو الخ .
العلوي عاش كل العهود في الدولة العراقية الحديثة ، من الملكية والجمهورية والبعث والاحتلالين الامريكي والايراني ، وهو المروج الاكبر للديكتاتورية وللاحتلالات المركبة ، التي شتمها في مداخلاته وكتبه ومنها كتابه ( شيعة العراق وشيعة السلطة ) الذي كشف فيه ان ابار النفط يشرف عليها معمم ، وجاء وقبل يد المعمم ..... لاتنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم .
العلوي هو من أله صدام وكسر رقبته ، وهذا ديدن كل حاشية تلتف حول حاكم ، تنتفع منه وتسلمه الى قدره ، وهي اي الحاشية اخطر من الحاكم المستبد ، والعلوي استهان بعقل القارئ العراقي ، وهذا هو الخطر بعينه ، وهو كان صانعا للسياسات في العراق في عهد صدام ، وصانعا للقرارات ، وعندما كان يتحدث صدام في اي حديث فالعلوي وراءه ، خلف الكواليس ، ودائما هناك رجال صانعو السياسة أكثر من الرجل الذي يظهر في الواجهة .
العلوي خبير ومدمن على تأليه الاشخاص ، يوصلهم الى حالة التأليه لان مصلحته تتطلب ذلك ، وأول صور للترويج الاعلامي أظهرت صدام حسين قبل أن يكون رئيسا للعراق كان وراءها حسن العلوي ، الذي كتب كتاب ( دولة المنظمة السرية ) وهو ادانة له قبل غيره لانه مؤوسسها ، وأنطلت الخدعة على كثير من الناس الذين ظنوا ان العلوي بريئا من المنظمة التي إغتالت وهجرت وفعلت مافعلت بالعراقيين .
خلق العلوي عند العراقيين إرهابا ومخاوفا لم يخلقها أحد قبله ، والعراقي عندما يخاف من الحاكم ويصاب بالهلع والخوف والرعب ، يعبر عن حجم رعبه بحجم التصفيق له ، وبالتصفيق يمارس الناس تقية عالية ، وسببها إرهاب حسن العلوي الاعلامي ، وكلما يخاف الناس من الحاكم ويخشونه يكون التصفيق عاليا ، وصوت التصفيق يعلوا كلما إزداد بطش الحاكم بالناس إزدادوا تقية بصورة عميقة .
أول من روج بشكل غير مسبوق للديكتاتورية في العراق هو العلوي ، ولم يسبق صدام حسين اي ديكتاتور في تأريخ العراق ، لا نوري سعيد ولا قاسم ولا البكر ، فأول ديكتاتور في العراق صنعه العلوي .
رفض عبد الكريم قاسم ان تجعله الاحزاب الانتهازية ديكتاتورا ، والعلوي له دور في مآساتنا ومصائبنا كلها ، وما وصل اليه العراق من تخلف وتردي يتحمل مسؤوليته هذا العلوي .
قضى العلوي كل عمره في حالة تملق ، وانتهازية ، وهو سريع الاقتراب من السلطات ومن الحكام ومن المحتل ، تدفعه اطماعه المالية ، للارتزاق من قلمه ولسانه ، وهمه الاول والاخير كيف يكسب المال حتى ولو على حساب الشعب العراقي ، وقف على ابواب السلاطين والحكام ، والف الكتب للتقرب ولكسب المال ، وقلمه لايستحق الاحترام ، لانه قلم مأجور .
كل يوم هو في حال ( ارذل العمر ) يمدح هذا الشخص وغدا يشتمه ، ويغيير رأيه عندما تأتيه الاموال ، شتم المالكي وحزب الدعوة وقال : يستلمون رواتبهم من اطلاعات ومن المخابرات الدولية ، وعندما رمى له الماكي بعض الدولارات ، قال فيه مالم يقله جميل في بثينة .
عندما استمع له وهو يمدح نفسه أتذكر قول الحطيئة : دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فانك انت الطاعم الكاسي
فالذي يعيش حياته كحياة العلوي لايمكن له أن يتغنى بالمكارم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد