الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كشف العالم الخفي لمعسكراتِ التعذيبِ العراقيةِ الجديدةِ-ج 1

كهلان القيسي

2005 / 7 / 5
حقوق الانسان



بيتر بيومامنت*
ترجمة كهلان القيسي[email protected]
إذا كان هناك مركزا لهذا الرعبِ، فهو وزارة الداخليةُ بغداد، ووحدات مغاوير الشرطةَ التي تعمل وتوجه مِنْ هناك.!!!
محرّر الشؤون الخارجيةِ ل الأوبزيرفر في بغداد يَكْشفُ عن غُرَف التعذيبِ السريةِ، الإستجواب الوحشي للسجناءِ، جرائم قتل مِن قِبل مليشيات ذات صلاتِ بالوزاراتِ القويَّةِ. وأثار التعذيب التي نفّذتَ من قبل القواتِ المواليةِ إلى الحكومةِ العراقيةِ الجديدةِ
كنت انظر من خلال صور كاميرة الفيديو التي تصور جسم السيد حسن ألنعيمي أثناء عميلة تغسيله تحضيرا للدفن في احد مساجد بغداد -- كان الرجل في حياته وسيما رشيقا يرتدي عباءة سوداء وعمامة بيضاء وكان إمام احد مساجد الاعظمية في بغداد وعضو هيئة علماء المسلمين. في أول مقابلة لي معه في السنة الماضية كان الشيخ ألنعيمي متهم بأنه له صلات ومساندة للمقاومة العراقية ضد الأمريكان.

مؤخراً توارى ألنعيمي عن الأنظار. ثمّ قبل أكثر من شهر، قال أقرباء له إن شرطة مغاوير الداخلية تدخل سريع وَجدَته في بيت عائلي في حيِّ الشعب شمال بغداد.وتمت عملية اعتقاله وصورت تلفزيونيا وادعي بأنه "" قائد إرهابي كبير"" وبعد مرور 12 ساعة من عملية الاعتقال وجدت جثة في المشرحة. الذي حَدثَ له في ساعاتِه الـ24 في الأسرِ كُتِبَ عبر جسمِه في فصولِ من الألمِ، سجّلتَ بآلةِ التصوير.كانت إحدى أصفاد الشرطة مازالت مرتبطة بأحد رسغيه , والتي تدل على إن الرجل قد علق شنقا مدة طويلة لتتسبب في انتفاخ يديه ورسغيه, وهناك أثار للحرق على صدره , وكأن شخصا قد وضع شيئا حارا جدا حول حلمة صدره اليمنى واستمر في إدارته.والى أسفل جسمه قليلا هناك خطوط أفقية من أثار الضرب تستدير حول جسمه ممزقة الجلد, وكأنه قد ضرب بشيء قوي مرن وربما يكون كيبل.وهناك إصابات أخرى ككسر الأنف وأثار حروق صغيرة وكأنها أثار أعقاب سكائر.
كان احد ذراعُيه مَكْسُورَ وأحد الفقراتِ العليا مخسوفة إلى داخل صدره. وهناك عنقود من الجروحِ الدائريةِ الصغيرةِ على كلا الجانبينِ من ركبتِه اليسرى. في وهذا يدل على انه في مرحلةٍ ما من التعذيب يَبْدو بأنه قد اجبر على الثني على ركبته بشكل التأهب للقيام(( ركبة في الأرض والأخرى مثنية)). إن هذه السلسلة من الجروح الدائرية الصغيرة لم تكن منافذ اطلاقات من بندقية – بحيث إن مداخلها كمخارجها وهذا يدل على انه تم تعذيبه بتثقيب ركبته بواسطة مثقاب إلي
(( دريل بالعراقية)). ولكن الذي قَتلَه في الحقيقة على أية حال كَانتْ الرصاصَات التي أطلقت على صدرِه من مقربة، من المحتمل إن الشخص الواقف على رأسه وهو ممد على الأرض هو الذي سدد رصاصة في صدره واثنين في رأسه

إنّ التفاصيلَ المرعبَة مهمُ جدا ومنها الشَنْق بالتعليق من الأيدي و حَرْق الجسمِ بشيء حديديِ وتثقيب الركب. طرق كهذه أصبحت تستخدم بشكل واسع جداً في العراق الجديد وهناك دلائل وشواهد كثيرة على طرق التعذيب هذه, وقد استهجنت من قبل العراقيين ووصفها المسئولون الدوليونُ بأنها مثيرة للاشمئزاز, ولكن تللك الشكاوى والاستنكارات قد وضعت بطريقة دبلوماسية أمام باب وزارة الداخلية العراقية, التي يتضخم فيها حجم القوات بشكل غريب إلى درجة انهالا تعرف بالضبط كم عدد منتسبيها
السؤال الوحيد الذي لا نعرف أجابته كيف يتم توجيه سياسة مستوى التعذيب في العراق: هل إن البلد يتجه نحو سياسة التعذيبِ المُؤَسَّسِ أَو ان هذه حوادثَ نفّذتْ من قبل عناصر مستهترين. قبل ستّة اشهر عَرضَت منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان HRW أدلة عن الانتهاكات ألا إنسانية ضد أولئك المتهمين بالإرهاب في العراق ودَعت إلى لجنة شكاوى مستقلةِ للتحقق من الأمر.
لكن بينما تزداد المقاومة ضراوة، يَظْهرُ، إن كل الطرقُ المضادةِ القذرةِ.استخدمت في حربِ التمرّدِ .
بالإضافة إلى الاتهامات التي وجهتها منظمة الدفاع عن حقوق الإنسانِ فان الجلد، والصدمات الكهربائية، والتوقيف الاعتباطي، وإجبار المتهمين على الاعترافات بالإكراه والحجزَ بدون محاكمةِ ومن من أحكامِ إعدام غير قضائيةِ واسعة الانتشار جداً ، الأوبزيرفر يُمْكِنُ أَنْ تُضيفَ تهمَها الخاصةَ هذه التي تتضمن الأنواع الأكثر وحشية مِنْ التعذيبِ، وهي الطرقِ انبعثت مِنْ وقتِ صدام؛ ؛ ووجودِ شبكة شبحِية خفية من مراكزِ الإعتقال - توازي تلك المُعتَرَفِ بها رسمياً – التي يجب كشفها وتحمل مسؤوليتها الأخلاقية من قبل مراقبي حقوقِ الإنسان الدوليينِ، والمنظمات غير الحكومية وحتى مسؤولوا حقوقِ إنسان مِنْ الحكومةِ العراقيةِ الجديدةِ.
إن المفجع في الأمر إن هذه الانتهاكات تحدث تحت أنوفِ المسئولين الأمريكيينِ والبريطانيينِ، البعض مِنْ الذي يَعترفُ بأنّهم مدركون للانتهاكات, فإنها تُمارسَ من قبل الوحداتِ التي تحصل علىُ تمويل دوليَ في حربِهم القذرةِ.

حسن ألنعيمي لَرُبَّمَا كان إرهابي. أَو هو لَرُبَما كَانَ عِنْدَهُ معرفةُ بالإرهابِ. أَو هو لَرُبَما كَانَ شخص ما عارضَ بصوت عالي وجود القوَّاتِ الأجنبيةِ في العراق. نحن سوف لَنْ نَعْرفَ أبدا. لكن هو لم يكن لديه فرصةُ للدِفَاع عن نفسه، لا محامي، لا محاكمةَ. إن استجوابه وقتله كَانا خرق للقانونِ الدوليِ.

والمسالة ليس فقط حالة ألنعيمي لكن الآخرين أيضاً، كُلّ المُعْتَقلون من قبل وحداتِ وزارة الداخليةِ، عُذّبواَ وقتلوا بعد ذلك. صور تشريحِ الجثث تبين دزينة أَو أكثر لمزارعون مِنْ المدائن الذين اعتقلوا من قِبل الشرطةِ كما نَائمين في إحدى أسواقِ الخضر في بغداد وثم اكتشفت جثثهم في مكب للنفايات شمال المدينة وكحالة ألنعيمي حَملتْ أجسامَهم علاماتَ التعذيبِ الشاملِ أيضاً قبل الإعدامِ، الذي تم بطلقة في الرأس.

إنّ وجهَ الجسمِ الأولِ مُسَوَّدُ بالخنقِ أَو الاختناق. الأخر عليه أثار الكدماتُ إلى جبهتِه حيث هو ضُرِب مراراً وتكرار بشيءِ ثقيلِ. آخر لحد الآن، أيديه ما زالَتْ مَرْبُوطةَ بالحبلِ، وضُرِبَ في العينِ وكَسرَ كاحلَه. وهناك علامات تعذيب أخرى مِنْ الاحتراق مشابهة للذي حصل للنعيمي الاثنان الأخيرة عليها ثْقوب جروحَ مماثلةُ، وهي أثار بوكس حديدي مثقب (( معروف للعراقيين البوكس الحديدي أثناء العراك))
ثمّ هناك طاهر محمد سليمان المشهداني ، الذي قبض عليه مِنْ قبل قوات الداخلية قرب مسجد في أبو غريب ، وعندما وُجِدَت جثته مِن قِبل أفرادِ العائلة في المشرحةِ -بعد 20يوما بعد توقيفِه - يظهر انه تم تعذيبه ما بعد الاعتراف.

إن هذه لَمْ تكن حالاتَ فردية. وان القائمين بها يعتبرون أنفسهم فوق القانون في ممارسة القتل والتعذيب. وهي لَيستْ فقط في بغداد. ففي ذات الأغلبيةَ الشيعية، وبعيداً مِنْ مدن المقاومة، هناك تقارير أيضاً عن عمليات من التعذيب متشابه مع الانتهاكات في العاصمة.

إذا كان هناك مركزا لهذا الرعبِ، فهو وزارة الداخليةُ بغداد، ووحدات مغاوير الشرطةَ التي تعمل وتوجه مِنْ هناك.
* http://observer.guardian.co.uk








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة اعتقالات إسرائيلية خلال اقتحام بلدة برقة شمال غربي نابل


.. بريطانيا.. تفاصيل خطة حكومة سوناك للتخلص من أزمة المهاجرين




.. مبادرة شبابية لتخفيف الحر على النازحين في الشمال السوري


.. رغم النزوح والا?عاقة.. فلسطيني في غزة يعلم الأطفال النازحين




.. ألمانيا.. تشديد في سياسة الهجرة وإجراءات لتنفير المهاجرين!