الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إشكالية الغياب في حروفية أديب كمال الدين الفصل الثالث شخوص ما قبل الموت 2/2

صباح الانباري

2014 / 3 / 17
الادب والفن


إشكالية الغياب في حروفية أديب كمال الدين
الفصل الثالث
شخوص ما قبل الموت
2/2




رابعاًــ شخصيات الحروف
وبالطريقة التي شخصن بوساطتها الشك، في القصيدة السابقة تحديداً، شخصن الحرف في قصيدة (حُبّ)، ومنحه ما للشخوص من ملامح، ونزوات، ورغبات، وحِكْمة، وحُكْم، ومشاكسة، وبصيرة، وعبقرية، و.. و.. إلخ.
بشكل عام انقسمت القصيدة على مقطعين بأربع مفردات أساسية نطق بها الحرف عبر أربع مراحل تاريخية في حياة الشاعر لتكون بديلاً موضوعياً عن الحُبّ من وجهة نظر الحرف كشخصية مركزية داخل القصيدة. شخصية الحرف صغيرة، وجميلة، وطافحة بالشهوة، ومتقدّة بحيوية طفولتها، وحازمة وجازمة أمرها، ومتمتعة بإصرارها المدهش. في الحالات الأربع التي تطرحها القصيدة ثمّة استمرار على الإجابات المشاكسة من قبل الحرف، وإصرار وتشدد من قبل الشاعر على ضرورة اعتراف الحرف بالحُبّ. ففي المقطع الأول يطلب الشاعر من حرفه أن ينطق بالحُبّ فيبادره الحرف المشاكس قائلاً: "حريّة" وقد ترتب على هذه الحريّة ضياع الشاعر لسنين لا حصر لها، وهذا هو ثمنها حين يعيش الشاعر في زمن أقلّ ما يُقال عنه أنه زمن مصادرة الحريات واستلابها. الحرف بفطنته أراد أن يضع الشاعر أمام حقيقة كونه بلا حريّة تؤهّله للارتباط حُبّاً. الشاعر من جهته أمر الحرف ثانية كي ينطق بالحُبّ لكن الحرف بدا أكثر مشاكسة حين نطق بثقة عالية بالنفس "حماقة" وقد ترتب على الحماقة ضياع آخر للشاعر في حماقات الدنيا، وهوسها، وبراءتها، وإبليسيتها. وإذ قال للحرف قل حُبّاً قال الحرف حرباً فضاع الشاعر في حروب ثلاث نجح أديب كمال الدين في منحهنّ ما اتصفن به فكانت الأولى "حرب الأجداد" أو ما تعارفت السلطة على تسميتها (القادسية الثانية) وكانت الثانية "حرب الأوغاد" أو التي اطلق عليها حرب الخليج الثانية. وأما الثالثة فكانت "حرب الأحقاد" التي نفث فيها المحتل كلّ سمومه وأحقاده القاتلة على أرض السواد والعباد. ومع هذا كله ما انفكّ الشاعر مردداً النطق بحاء الحُبّ، وما انفكّ الحرف ينطق حاءات الحريّة، والحماقة، والحقد، والحرب حتّى اكتملت حاءاته بحكمتها، ورؤيتها، وبصيرتها، وتطابقها مع الواقع المعيش للشاعر الذي ظل متمسكاً بحاء الحُبّ حتّى النفس الأخير:
وبقيتُ كمجنونٍ أصرخُ في وجهه
حتّى متّ: قلْ حُبّ
حُبّ
حُبّ! (19)
وبهذا تكون القصيدة قد ربطت بين ما جرى لشخصية الحرف بطبيعته الناطقة، وباستقرائه المنطقي للواقع، والشاعر بطبيعته المنفتحة على المحبةِ حدّ بلوغ الموت في نهاية المطاف. وعلى الرغم من المحصلة النهائية لهذه الأزمة (موت الشاعر وثبات الحرف على إصراره) إلا أن الصراع كان مكافِئاً بين شخصيتي الشاعر والحرف. وفي قصيدة مهداة إلى سعيد الغانمي بعنوان (ارتباك) يجسّد الشاعر الحرف والنقطة مشخصناً إياهما داخل حوار مصيري بين شخصية الشاعر، والطفل، والشمس، والشيخ من جهة وبين شخصيتي الحرف والنقطة من جهة أخرى. الحوار يشي بوجود أربع حالات لإحباط الشخوص وإرباكهم كل حالة منها تبدأ بتساؤل الشخصية عمّن سيعينها على الوصول إلى ذروة مبتغاها. في المقطع الأول يتقدم الشاعر طليعة السائلين فيلقي بقرطاسه للحرف والنقطة كي يكتبا قصيدته لكن القدر يجيء فيمسحهما من على شاشة المعنى ليظلّ الشاعر مذهولاً مثل صخرة طوال العمر. وبالطريقة نفسها يأتي دور الطفل الذي يطلب أخذه إلى حضن أمه فيتبرّع الحرف ومعه النقطة للتنفيذ لكن المأساة تأتي لتمسحهما أيضاً، ولتترك الطفل باكياً الليل بطوله " كشحّاذٍ ينامُ في شارعِ الثلجِ والمطر" وفي المقطع الثالث وبالطريقة نفسها أيضاً يتكرر السؤال،
وتتكرر إجابة الحرف والنقطة ليأتي العبث ماسحاً إياهما وتاركاً الشمس جالسة تقلب كفّيها. ويأتي دور الشيخ قبل الموت ليسأل عمّن سيحفر قبره ويصلّي عليه فيتبرع الحرف بالحفر، وتتبرع النقطة بالصلاة ولكن:
جاءَ الشيطان
ومسحَ الحرفَ والنقطة
من شاشةِ الوجود.
فجلسَ الشيخُ مرتبكاً
لا يعرفُ كيف يموت(20)
لقد عملت المحبطات الأربع (القدر، والمأساة، والعبث، والشيطان) على دحر قدرات الحرف، والنقطة، وأفعالهما التسويفية، عن طريق حذفهما من على شاشات: المعنى، والمسرّة، والحياة، والوجود. ووقفت بحزم كمصدّات في طريق المضيّ إلى غاية كل شخصية من الشخوص الأربعة فلا الشاعر استطاع أن يطلق أسرار القصيدة، ولا الطفل أدرك حضن أمه، ولا الشمس استطاعت أن تشرق، ولا الشيخ استطاع الظفر بمن سيصلّي عليه بعد موته. لقد أربكت المحبطات حياة الشخوص الأربعة، ولم تترك لهم مجالاً للصراع المتكافئ، أو لوصولهم إلى أهدافهم قبل آجالهم ولو قبل وقت الأجل بقليل. ومن وجهة أخرى أرى أن الأربعة يمثّلون شخصيّة واحدة أو مراحل مختلفة لشخصيّة واحدة ابتغت الوصول إلى الحقيقة المستحيلة بإسناد من شخصيتيّ الحرف والنقطة ولكنها بدلاً عن هذا سقطت ضحية لداء الارتباك الذي لا شفاء لها منه أبداً، وهذا هو عين ما اعترف الشاعر به في نهاية قصيدته (الحرف يتشظّى.. النقطة تتدروش!) قائلاً:
لأنني أعرف
أنّ إصابتي بداءِ الارتباك
لا شفاء منها أبداً.(21)
قد يرجع سرّ العجز هذا إلى براءة الحرف والنقطة، وفجر طفولتهما الذي لم يأذن لهما بعد باكتشاف اسرار الوجود ولهذا سعى الشاعر إلى زجّهما في التجربة القاسية التي منها بدأ الحرف اكتشافاته(22) لسرّ الحُبّ والهذيان واللذة، وسر البحر والشعر والدمعة، وسر النهاية والجنون والموت ليغفو إغفاءته الأخيرة في أحضان الزائر الأخير. الحرف هنا كما هو حاله في بعض قصائد أديب كمال الدين شخصية مركزية فاعلة لها ما يميّزها من الأفعال، والأقوال، والسلوك، والغايات، ولا يتوانى في خوض صراعه بغية الوصول إلى الحقيقة تحت أيّ مسمّى لهذه الشخصية فهو العاشق والمعشوق، والقاتل والمقتول، والرافض والمرفوض، والطفل والكهل، والصوت والصمت، والذكرى والنسيان، والشاعر والمعربد والمشرّد والصعلوك والساحر والمشعوذ و.. و.. إلخ من المسمّيات التي لا يمكن عدّها في قصائد أديب كمال الدين الحروفيّة. قد لا يطرح الحرف نفسه كشخصيةٍ ذات كينونة بشرية تتصف بعقلنة الحياة ومنطقتها وإنسانيتها ولكن يكتفي بلعب أخطر الأدوار، وأكثرها رهبة ورعباً لنا من بقية أدواره الرهيبة حين يقتحم حياة القصيدة بهيئة الموت. لنقرأ المقطع الثاني من قصيدة (حلم):
طارت النقطةُ بعيداً.
كان بانتظارها قطارٌ أسود طويل
وسككٌ بيض
وإشارةُ سيرٍ مُلوَّنة.
ضربت النقطةُ بجناحيها الناعمين إشارةَ السير
فصهلَ قطارُ الكلامِ صهيلاً جميلاً،
وصعد البخارُ من منخريه
قليلاً قليلاً
حتّى هبط من بابِ القطار
حرفٌ بملامح قاسية
وأناقةٍ مفرطة
وشاربٍ كثّ
وكتابٍ ثمين
ولسانٍ طويل.(23)
الحرف النازل من قطار الزمن كان أنيقاً، وكانت أناقته مفرطة كأناقة الشاب بثيابه السود في قصيدة (الزائر الأخير)، (24) يترجّل بشارب كثّ وبكتاب يحفظ فيه الأرواح والنفوس. يلتقط نقطة الحياة فيتوقف زمنها، ويضعها في الكتاب العجيب. يضع كل من مرّ به داخل ذلك الكتاب الغريب "ويدخل كلُّ شيء في غيبوبةِ الموت".
شخصية الحرف من الممكن أن تتبدل في قصائد أديب كمال الدين فكما هو رمز للموت والتغييب في هذه القصيدة نجده رمزاً للحياة والحضور والمحبّة في قصيدة أخرى. يقول الشاعر في قصيدة (لغة منقرضة):
نظرتُ إلى الحرف
كانَ شاباً مليئاً بعنفوانِ العشق.
وكانت النقطة
مراهقةً مثل عاصفة من العشق.(25)

إن دلّ هذا التغيّر على شيء فإنّما يدل على أن الحرف عند أديب كمال الدين كائن عضوي وحيوي قادر على تغيير نفسه وعلى تمثّله لكثير من الأشياء في وجودنا الهش الآيل للغياب. يقول الشاعر في احدى لقاءاته: "النقطة – مثلما هو الحرف- وجه من وجوهي العديدة. وهي تتغيّر في وظيفتها وفي رمزيّتها وفي دلالتها وفي معناها وظلال معناها كثيراً أو قليلاً من مجموعة إلى أخرى بل من قصيدة إلى أخرى. وهذا هو بعض من سرّ تجدد الحروفيّة لديّ وقدرتها على الحياة أمداً طويلاً "(26) فالحرف والنقطة هما حياة كاملة متضمنة على كل شروطها، ومواصفاتها، وموجهاتها الوضعية أو غير الوضعية وقد تعامل أديب معهما، في هذا القسم، كما تعامل مع بقية الشخوص وهم ينعمون بحياة ما قبل الموت.
السؤال الآن هو هل كانت شخصيات هذا القسم متشبثة بحاء الحياة، وهل أعلنت الاحتجاج على الموت كما جاء ذلك على لسان الشاعر في لقاء معه أجرته الباحثة الأكاديمية د. حياة الخياري من أنها: "احتجاج على الموت وتنديد به، ومحاولة للالتفاف عليه وتحجيمه وتخفيف سطوته وحضوره وعنجهيّته وعبثيّته"؟ (27) أرى أنّها لم تستطع إلى ذلك سبيلاً لأن كل سفنها اصطدمت بصخرة الموت الناتئة وهذا عين ما أكدته ناقدة أكاديمية هي د. أسماء غريب في كتابها (تجلّيات الجمال والعشق ص 182) قائلة: "الموت عند أديب كمال الدّين هو الحرف الأكبر الذي كتبَ من أجله قصائد بدت في ظاهرها حروفية، شاعرية ومليئة بالعذوبة واللذة المعرفية، لكنها في نهاية المطاف لم تستطع أبداً أن تخفي وجه الموت القابع

بداخلها" فلو أخذنا قصيدة (محاولة في الاحتفال) بمقاطعها الستة مثالاً لوجدنا أنها بسملت نفسها بالفرح حين افتتحها الشاعر قائلاً:

محتفلاً بنفسي
وضعتُ دمي في كأسي
وصغتُ منه أوركسترا حروفي ونقاطي.(28)

مفتاح الفرح هنا هو الاحتفال وإن اقتصر على النفس أو الروح. والدم بديلها المادي، والكأس بديل الجسد، والأوركسترا هي نتيجة الانسجام الهائل بين الروح والجسد، بين الحركات والإيقاعات، بين المادي والروحي، بين تصويت الحروف وتصميت النقاط، وهي من وهب الروحَ معنى الفرح الإنساني، والشاعرَ معنى الحياة البشرية، والقصيدةَ معنى التجريب:

هل أجربُّ الرقص؟
نعم، سأهيئُ من حروفي
رقصةَ باليه لكريّاتي الحمر والبيض(29)
لكنّ الشاعر يقفز إلى الخطوة اللاحقة فينحّي الأوركسترا بكل حروفها ونقاطها وإيقاعاتها ومباهجها ليحلّ محلّها الموت بتابوته، وسكناته، وأحزانه، وقبضاته المهلكة كما لو أنه مدخول بالبهجة، ومعجون بدم الفرح.

هل أجرّبُ الموت؟
نعم، سأهيئُ من حروفي تابوتاً أخضر
يحمله الشيوخُ الملتحون ليضعوه في قصرٍ من المرمر
فأكون معهم وحولهم وبانتظارهم
أصيحُ صيحةَ أهل بدر.(30)

ثمّ يجرّب الشاعر الحكاية، والإفلاس، والصبا، والحُبّ، والمسرّة، والليل ليذعن بعدها لهاتف الموت. في المقطع الأخير من القصيدة يختصر مساراتها مكرراً الاحتفال لكنه يعود ثانية ليذعن لأمر الموت بعد أن توّج دمه ملكاً للكلمات، وسلطاناً للحروف، وإمبراطوراً للنقاط، وبعد أن أطلق "موسيقى الفرح العظمى" أطلق النار على الدم:
أطلقتُ عليه النار
وإذ تلوّى دمي بدمه
وصار يسحبُ خيط الدم بألمٍ فادح
دهشتُ لهولِ المشهد
ثمّ ضحكتُ وضحكتُ..
وبكيتُ..
ومتّ! (31)

لم يستطع الشاعر في محاولاته تخطي حاجز الألم الممض حتّى بالموسيقى فـ"موسيقى الألم لا تُنسى" ولم تستطع أجهزته الاستشعارية التخلص من متلازمة الموت حتّى وهو يجسّد الفرح الانساني، والمحبّة الراقية، والمشاعر المتدفقة بالوصف الرومانسي الجميل. يقول في المقاطع الثلاثة الأخيرة من قصيدة (الغراب):
كنتِ مليئة بالموسيقى،
مقمرة كليلةِ صيف،
طيّعة كجوهرةٍ تضيء في الظلام،
ساذجة كببغاء تلثغ،
وخرقاء كضحكةِ مجنون.
***
أنتِ من علّمني الرقص:
الرقص فوق جثث الحروف

وركام الساعات الكبيرة المحترقة.
***
أنتِ غرابي
كان ينبغي أن أقولها في بدء القصيدة
لأريح وأستريح.(32)

لقد انتهت مناورات الشاعر أخيراً إلى الاعتراف المؤجّل منذ بدء القصيدة (أنتِ غرابي) وهو اعتراف أراد الشاعر تنحيته بأمل التخلّص من تلك الملازمة التي كلّما عتّم عليها، أو ندّدَ بزوالها برزت له من بين سطور المعنى فهي (قابعة) فيه على حدّ تعبير د. أسماء غريب، وراسخة في عمق حروفيته، ومتدفقة شرايينها تحت اللحم الحيّ لجسد القصيدة. ويظل السؤال ماثلاً: ترى هل يتحقق تشبّث الشخوص بالحياة في القسمين اللاحقين؟ لننتظر ونرى.
نقاط الاستنتاج:
• شخوص ما قبل الموت: هم شخوص خبروا الحياة، والحُبّ، والحرب، والمباهج، والمنافي، ونالوا منها أسوأ ما تمنحه للبشر من قهر، واضطهاد، وتغييب. اشتغل الشاعر على سيرهم أو إرثهم الإبداعي وهم من الشعراء، والفنانين، والأدباء، والحروف المشخصنة.
• اتخذ حضور الشاعر في قصائد شخوص ما قبل الموت عدّة وجوه منها: حضوره كشخصية مركزية، وكشخصية مكافئة للشخصية المركزية، وكشخصية تمارس حضورها بهيئة حرف من الحروف، أو منشطرة إلى منادى ومنادى عليه.. إلخ.
• الشخوص المنتخبون لهذه القصائد أعاد الشاعر تأهيلهم لها فهم منظور إليهم من زاوية رؤيته التي تلاءمت وطبيعة كلّ منهم. وقد ألبسهم لبوساً درامياً متأتٍ من تأثير الدراما على تكوينه المعرفي منذ بداية مشواره الأدبي.
• قصائد شخوص ما قبل الموت حددت هدفها الذي وجدنا أنها تنتهي إليه دوماً، فهي متشابهة في عموميّاتها، ومتوافقة في نتائجها، ومتقاربة في نهاياتها.
• بعض قصائد شخوص ما قبل الموت هي اهداءات من الشاعر إلى أصدقائه وتميّزتْ بزجّه لهم في معترك القصيدة فهم شخوص فعّالون فيها وممارسون لحياتهم وأنشطتهم ضمن دورتهم الزمانية.
• في الأنموذج الأول (تمسّكْ بها واستعنْ) ثمّة مفصلان أساسيان متحكّمان بمصير شخصيتها المركزية (حسن ناظم) فضلاً عن شخصية الشاعر التي طرحت نفسها من خلال الضمير أو الصوت الموكّل برواية قصة الشخصيتين معاً، وملازمتها لشخصية القصيدة بعد أن ألغت الفواصل بينهما.
• في الأنموذج الثاني اشتغل الشاعر على بنى التشتت والاغتراب في قصيدة (المطربة الكونية). وعلى الطفولة والشباب، والكهولة في قصيدة (فيروز). وكانت القصيدتان محكومتين مع القصيدة السابقة لهما (تمسّكْ بها واستعنْ)، واللاحقة (عفيفة اسكندر) بالنهاية ذاتها.
• في الأنموذج الثالث وفي قصيدة (زوربا) تحديداً انتهت القصيدة بعلامة التعجب (!) التي اكتسبت أهمية استثنائية كونها جاءت بعد ستة لاءات ممثلة لشخصيتها المركزية (زوربا) لتحدث انعطافة هائلة في الوقوف باستسلام تام في مواجهة الموت.
• في الأنموذج الرابع اشتغل الشاعر على شخصنة الحروف ومنحها ما للشخوص من ملامح، ونزوات، ورغبات، وحكمة، وحكم، وبصيرة، وعبقرية، وجعلها كائنات عضوية وحيوية قادرة على التعبير عن نفسها وعلى تمثّلها للكثير من الأشياء في وجودنا الهش الآيل للغياب. فضلاً عن شخصنة الشك والنجاح في تأجيج الصراع بينه وبين اليقين.
• مفتاح الفرح في هذا الفصل هو الاحتفال وإن اقتصر على النفس أو الروح. والدم بديلها المادي، والكأس بديل الجسد، والأوركسترا هي نتيجة الانسجام الهائل بين الروح والجسد، بين الحركات والايقاعات، بين المادي والروحي، بين تصويت الحروف وتصميت النقاط، وهي من وهب الروحَ معنى الفرح الإنساني، والشاعرَ معنى الحياة البشرية، والقصيدةَ معنى التجريب.
• وبشكل عام يمكننا القول: إنّ الشاعر في هذا الفصل من البحث اشتغل على حياة الشخوص، وعلى عيشهم في تلك الحياة وصولاً إلى ما قبل الموت. ولا يغيّر من الأمر شيئاً كون بعضهم من الراحلين أو المنتظرين على خطّ الموت لأنه اشتغل فقط على حياتهم ما قبل الموت.


*

(1) مقتطف من حوار نُشِرَ في صحيفة الاتحاد الكردستانية بتاريخ 6- 10- 2009.
(2) أقول الحرف وأعني أصابعي/ الدار العربية للعلوم ناشرون/ ط1/ بيروت 2011.
(3) أقول الحرف وأعني أصابعي/ الدار العربية للعلوم ناشرون/ ط1/ بيروت 2011.
(4) أقول الحرف وأعني أصابعي/ الدار العربية للعلوم ناشرون/ ط1/ بيروت 2011.
(5) الحرف والغراب/ الدار العربية للعلوم ناشرون/ ط1/ بيروت 2013/ صفحة 89.
(6) الحرف والغراب/ الدار العربية للعلوم ناشرون/ ط1/ بيروت 2013/ صفحة 89.
(7) أقول الحرف وأعني أصابعي/ الدار العربية للعلوم ناشرون/ ط1/ بيروت 2013/ صفحة 101.
(8) راجع الحوار الذي أجرته مع الشاعر من تونس د. حياة الخياري باستخدام الرابط الآتي: http://www.adeebk.com/huarat/HaYat.htm
(9) النقطة/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ ط1/بيروت 2001/ الصفحة 5.
(10) النقطة/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ ط1/بيروت 2001/ الصفحة 85.
(11) الحرف والغراب/ الصادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون/ ط1/ بيروت 2013/ صفحة 89.
(12) المصدر السابق.
(13) أقول الحرف وأعني أصابعي/ الدار العربية للعلوم ناشرون/ ط1/ بيروت 2013/ صفحة 101.
(14) الحرف والغراب/ الدار العربية للعلوم ناشرون/ ط1/ بيروت 2013/ صفحة 61.
(15) أقول الحرف وأعني أصابعي/ الدار العربية للعلوم ناشرون/ ط1/ بيروت 2013/ صفحة 20.
(16) أقول الحرف وأعني أصابعي/ الدار العربية للعلوم ناشرون/ ط1/ بيروت 2013/ صفحة 20.
(17) الحرف والغراب/ الدار العربية للعلوم ناشرون/ ط1/ بيروت 2013/ صفحة 23.
(18) حروف ابتدأت بها بعض السور القرآنية.
(19) شجرة الحروف/ دار أزمنة للنشر والتوزيع/ ط1/ عمّان 2007/ الصفحة 30.
(20) شجرة الحروف/ دار أزمنة للنشر والتوزيع/ط1/ عمّان 2007/ الصفحة 56.
(21) شجرة الحروف ، دار أزمنة للنشر والتوزيع/ط1/ عمّان 2007/ الصفحة 88.
(22) شجرة الحروف، دار أزمنة للنشر والتوزيع/ط1/ عمّان 2007/ الصفحة 63.
(23) شجرة الحروف، دار أزمنة للنشر والتوزيع/ط1/ عمّان 2007/ الصفحة 81.
(24) شجرة الحروف/ دار أزمنة للنشر والتوزيع/ ط1/ عمّان 2007. الصفحة 10.
(25) الحرف والغراب/ الدار العربية للعلوم ناشرون/ بيروت 2013/ صفحة 107.
(26) راجع اللقاء المنشور في موقع الشاعر باستخدام الرابط الآتي:
http://www.adeebk.com/huarat/HaYat.htm
(27) راجع اللقاء المنشور في موقع الشاعر باستخدام الرابط الآتي:
http://www.adeebk.com/huarat/HaYat.htm
(28) النقطة/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ ط2/بيروت 2001/ الصفحة 36.
(29) المصدر السابق.
(30) المصدر السابق.
(31) النقطة/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ ط2/بيروت 2001/ الصفحة 36.
(32) مجموعة حاء/المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ عمّان بيروت2002.

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل