الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقف بين كتابين

طاها يحيا

2014 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


عام 1944م أصدر عميد الأدب العربي ‘د. طه حسين’ كتابه (جنة الشوك) فيه حوار السائل والمسؤول بإبداعه الإبيجرام السردي لسبر أغوار وأمراض المثقف الفتى والشيخ ينظم 150 مقطوعة من هذا الفن نثرا وليس كما جرت العادة شعرا تتنوع المقطوعات بين الحكم والمواعظ والدعوة الى الخير و مجرد النثر وبين الصعوبة على الفهم و السهولة على هذا النحو: “ما دام في الأرض سادة يملكون مئات الألوف، وخدم لا يملكون شيئاً وفرص للهو ينفق فيها المال فكل العصور واحدة وإن طال الزمن”. “لو أدبه الشعب حين كذب كذبته الأولى لما عاد إلى الكذب مرة أخرى”. “التاريخ سخيف لا خير فيه إن كان يعيد نفسه، لأن ذلك يدل على أنه لم يستطع للناس وعظاً ولا إصلاحاً”. “ليس أخطر على المودة الخالصة من دخول المنفعة بين صديقين”. “الحرية تحمل الأحرار أعباء ثقالاً”. “الظلم مر في قلب المظلوم حين يمسه، حلو في قلب الظالم حين يصدر منه، وهو حلو ومر في قلوب العاشقين حين يتقارضون الظلم ويجني بعضهم على بعض جنايات الغرام”. “عجبت للذين يشيعون الجنائز ويستطيعون أن يفكروا في شيء غير الموت”. “كان يعتمد على نفسه ما واتته قوة الشباب فلما أدركته الشيخوخة اتخذ من التملق عصاً يدب عليها”. “التاريخ سخيف، كما أن الموت سخيف، لأن الموت يعيش بين الناس ولا يبلغ من نفوسهم موعظة ولا إصلاحاً”. “مازالت امرأته تظهر له الغيرة حتى أغرته بالإثم فتورّط فيه؛ ومازال هو يلوم ابنه على العبث حتى دفعه إليه، ومازال ابنه ينهى صاحبه عن عشرة خليلة السوَّء حتى اتخذها له زوجاً. أليس من الخير أن يتدبر الناس مجون أبي نواس حين قال: "دَع عَنكَ لَومِي فإنَّ اللَّومَ إغراءُ"
فرُب مجون أدنى إلى الموعظة من الحكمة البالغة”. “قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: ألم ترَ إلى فلان وُلد حرًّا وشبّ حرًّا، وشاخ حرًّا، فلما دنا من الهرّم آثر الرقّ فيما بقى من الأيام على الحرية التى صحبها في أكثر العمر؟! قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: أضعفته السَّن فلم يستطع أن يتحمل الشيخوخة والحرية معًا، وأنت تعلم أن الحرية تحملُ الأحرارَ أعباءً ثقالًا”. “ما دام الانسان قادراً على أن يذهب ويجيء فلا جناح عليه في أن يذهب ويجيء”. “الخوف إن أنتج الفن مرة فلن ينتجه مرتين” “السلو عن الإثم لا يكفي لمحوه، وإنما الندم وحده هو الذي يطهر القلوب ويهيء النفوس للتوبة النصوح”. “السياسة كالطبيعة لها حكمة لم تستطيع عقول الناس أن تفهم حقائقها بعد..”. “إنه صراع بين الحرية التي تريد أن يكون جنودها أبطالاً والمنفعة التي تريد أن يكون جنودها أرقاء”. “إن من النفاق ما هو أصعب احتمالاً على أصحابه من الصراحة” . “شقاء السعيد بسعادته بطر، وسعادة الشقي بشقائه حسد”. “السيد الجدير بالسيادة هو الذي لا يطغى إن استغنى ولا يذل إن احتاج”. “قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: ألم ترى فلان يطالب بالجلاء السريع- متى وضعت الحرب أوزارها- إلى أوروبا.. قال الاستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: إلى أن يلي الحكم أو يشارك فيه”. “ما أرى ذاكرة الشعوب إلا كهذه اللوحات السود التي توضع للطلاب والتلاميذ في غُرفات الدرس وحجراته يثبت عليها هذا الأستاذ ما يمحوه ذاك، وهي قابلة للمحو والإثبات، لا نستبقي شيئاً ولا تمتنع على شيء”. “ما أكثر الذين يغيرون أصدقاءهم بتغيير الوزارات”. “فإن الحرية تأمرنا أن نُخلي بين الناس وبين ما يقولون من الجد والهراء”. “رأي قيصر فخافه وطمع فيه، ولم يرى الآلهة فلم يحفل بهم”. “إن من الكرامة ما يستجيب للمال كما يستجيب الحديد لدعاء المغناطيس”. “إن الصنيعة لا تزال محتفظة بقيمتها ما دام شكرها يسيراً، فإذا جلت عن الشكر جوزيت بالكفر والجحود”.

وفي عام 2014م على مجرى ذات النهج، أصدر في مصر أيضا الكاتب الشاعر ‘أشرف البولاقي’ عنْ دار هيباتيا للنشر، (القاهرةـ 2014م) رسائل ما قبل الآخرة ‘إشارات في علل وأمراض المثقفين’ على سبيل المثال:’
‘الصديق الأستاذ/…انسحابك من الحركة الأدبية والثقافية ربما يكون دليلا على عجزك وقلة إبداعك وعدم قدرتك على التحقق .. وليس صحيحا ما تدعيه وتذيعه بين العامة من أن الوسط الثقافي أو الأدبي بات مستنقعا لا يليق بطهرك ونظافتك !! بسيطة جدا: استحمى بعد ما تكابلك قصيدة!!‘‘ المبدع الأستاذ:.. بعد سنوات من ظهورك وتحققك كان اختفاؤك وانطفاؤك، وقال البعض إنك تسعى وراء الدراويش والمجاذيب، وقال البعض إن لوثة أصابتك ،حرمت على إثرها الكتابة والأدب… وفجأة عدت تعض الناس وتـأكل لحومهم، وتعلن انضمامك للتيار السلفي ‘. ومسك الختام رسالة جوابية لجنوبي يدعو صديقه للإقامة في العاصمة عديمة القلب القاهرة‘ صديقي/ …لا تلمني فكل عذابات الجنوب أحب إلى من جراح القاهرة’.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الجواهري وحده في براغ، كان يغسل ثيابه- عدا البدلات
سردار حمه يزيد ( 2014 / 4 / 1 - 18:40 )
، وينشرها، مع بعض كواء احيانا، وهن محدودات، وبسيطات، ولنقل تقليدية، لتقريب الصورة ... كتب عن بعض ذلك عام 1977:
شَمّرتُ أرداني لنصفِ، وَغَسَلتُ أثوابي بكفّي
ونشرتُها للشمسِ للنّــظراتِ، للأرواحِ تَسفي..
وظللتُ أرمُقُها باسجاحٍ، وترمُقُني بعُنف
لغةُ الثيابِ عَرَفْتُهـا، وأجدتُها حَرفـاً بِحَرْف
لم أنخـدِعْ برفـيـفِـهـا، عِلماً بما تحتَ المِــرَفّ
فلَطالَمـا خَفَقَتْ على شرِسٍ، كجلدِ -الفيل- جِلف
ولطالمـا خَلقتْ على، سَمْحٍ كضوءِ الفجر عَفّ.

اخر الافلام

.. حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل


.. القوات الروسية تعلن سيطرتها على قرية -أوتشيرتين- في منطقة دو




.. الاحتلال يهدم مسجد الدعوة ويجبر الغزيين على الصلاة في الخلاء


.. كتائب القسام تقصف تحشدات جيش الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم




.. وزير المالية الإسرائيلي: إبرام صفقة استسلام تنهي الحرب سيكو