الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد يبرود ؟

لينا سعيد موللا

2014 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


مثل ما قبلها معارك طاحنة، ستمتد حتى تحقيق النصر .

معيار واحد ييعتبر الفيصل بين الربح والخسارة .. وهو أن تكون المعركة مستوفية لشروط النجاح من قيادة ناجحة ومتفهمة تماماً لظروف المعركة والأرض التي تدور فيها، ومقاتل مدرب و ذو عقيدة قتالية لا تقبل بديلاً عن النصر ، وأسلحة كافية لتحقيق النصر .

وعندما يتعرض أحد هذه الشروط للخلل سنشهد معارك بطولية وتكبيد النظام ومن معه خسائر مكلفة، لكنه لن يكون مرادفاً للنصر .

والواقع أن مقاتلينا بذلوا أقصى ما وسعهم، ولا يلاموا على النتيجة المخيبة، التقصير كان في القيادة العامة التي فشلت في مدهم بالسلاح الكافي لتعطيل سلاح الجو الذي كان يستهدفهم ويعطل سيرهم وتحركاتهم في الجرود والأماكن المكشوفة، خاصة أن طبيعة المنطقة الجرداء حرمتهم من تأمين غطاء يساعدهم .

كثرة الفصائل المقاتلة ليس دليل عافية، خاصة إذا غاب عنها وحدة القيادة والمرجعية، كما التسليح والتنسيق بين قياداتها على الأرض .

قيادة الأركان يجب أن تكون داخل الأراضي السورية، يؤمن لها تماس مباشر مع المقاتلين .

والسؤال هل تعتبر خسارة يبردود نكسة في حرب الثوار للنظام ؟

الاجابة بالتأكيد لا .

هي خسارة لمعركة، خاصة أن تمركز الثوار في مدينة هو خطأ جسيم في حرب العصابات، لأنها مكلفة خاصة للحاضنة الشعبية للثوار، لترافق وجودهم فيها مع هدم المدن عبر القصف، حرب العصابات تقوم على استهداف القوافل العسكرية والكمائن والمعارك الخاطفة وزرع الألغام ووو .

وهذه مرة أخرى لا تحتاج إلى أسلحة ثقيلة بل إلى كثافة في العمليات وإيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف النظام ومن معه .

صحيح أن حرب العصابات لن تهزم النظام، لكنها ستقضي على أي طموح وعزيمة له ولحلفائه من تحقيق أي مكسب على الأرض، وعندما يصيبه الوهن يكون الزحف على مقار قياداته متاحاً وممكناً .

إن الاعتماد على عدة عناصر ممولة وداعمة في الخارج هو المأزق الكبير الذي أدى إلى خسارة معركة يبرود، ولنكن واضحين إن تنازع كل من السعودية وقطر أدى إلى تشرذم في طاقات المتقاتلين ..

خاصة أن بعض الممول القطري بات اليوم على استعداد من عقد صفقة مع طهران، لأجل بناء حلف جديد في مواجهة الهيمنة السعودية .

والمفارقة أن معارضتنا ما انفكت وطوال سنتين من تحذير دول الخليج من أن سقوط سوريا في براثن طهران، سيشكل تهديداً مصيرياً لها .

والسعودية وعبر قناة العربية التي يدير تحريرها المتألق عبد الرحمن الراشد، تسهب في شرح خطر التواجد الايراني على أمن الخليج والمملكة ..
وفي مقالة له اليوم على صفحات جريدة الشرق الأوسط (( التي كان يرأس تحريرها قبل انتقاله لقناة العربية )) يشبه الراشد الخطر الذي تتعرض له السعودية إزاء تغلغل النفوذ الايراني في المنطقة، باجتياح الكويت من قبل عراق صدام حسين، و يذكر كيف تحركت السعودية بكل قوتها لتحريك قوات التحالف(( 40 دولة )) متكفلة بجزء كبير من نفقاتهم التي تجاوزت الـ مائة وعشرين مليار دولار آنذاك، لتطرد صدام من الكويت ..

فإذا كانت السعودية اليوم وعبر إعلامها ما زالت تقرع طبول النفير العام، فأتساءل لماذا لم تتحرك بشكل قوي ومزلزل كما فعلت إثر احتلال الكويت؟
هل لأن أوباما يختلف عن جورج بوش الأب، وبوتين عن غورباتشوف . أو أن قطر لم يكن دورها قد أخذ هذا البعد الشاذ بعد ؟

يقيني أن هذا العام سيحمل متغيرات كثيرة، لكن التغير الأهم يجب أن ينطلق من الداخل السوري، باعتماده على جهة داعمة واحدة و التركيز عليه .

وأنا هنا لا أشك بوطنية أي فصيل سوري، فواضح من سير المعارك أن جميع الفصائل المقاتلة قد بذلت أقصى طاقاتها ضمن حدود الممكن، لكنها رسالة هامة توجه إلى قيادة الأركان بتوحيد الطاقات واعبارها مرجعية وحيدة وذلك بالسرعة القصوى، وأن تكون هذه القيادة نزيهة في تعاطيها مع الجميع ومتساوية في تسليحهم و جديرة في ضمهم تحت جناحها، وأن تكون مرجعيتها الوحيدة هي لمبادئ الثورة، أي للشعب السوري الذي يعتبر وبحق المضحي الأكبر في الحرب ضد النظام ومن معه .

السعودية ستتحرك بلا شك ومعها الكثير من دول الخليج لأنهم باتوا يستشعرون خطراً داهماً، ونحن لا نريد لتحركهم أن يكون متأخراً أكثر، لكن الشهية للتحرك تتعلق بأداء القيادتين السياسية والعسكرية للمعارضة، وبعد ذلك يصبح الطريق إلى المهاجرين مفتوحاً حتى لو كانت إيران تنفق ما يتجاوز المليار دولار شهرياً على النظام.

ولنتذكر أن أميركا ومعها الكثير من الحلفاء قد انفقوا عشرات المليارات على نظام سايغون في فيتنام الجنوبية لكنهم خسروا كل شيء وخرجوا من هناك مطأطئي الرأس، يجرون العار والخذلان، بعد حرب استمرت أكثر من 6 سنوات وخسارة أكثر من 50 ألف من الجنود الأميركيين .

والتجربة ستتكرر

قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر