الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين - حانا - و - مانا - ضاعت لحانا

ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)

2014 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


بين " حانا " و" مانا " ضاعت لحانا ...

من يتابع الأخبار وما يصدر عن الاعلام الرسمي الفلسطيني ويتابع إن كان باستطاعته احتمال ما يخرج عن رئيس ما يسمى " السلطة الوطنية الفلسطينية " من تصريحات نارية ضد رفيق دربه وحليفه بالأمس القريب محمد دحلان وما يأتي من ردود من الأخير ، يشعر بالخجل تارةً وبالقرف تارةً أخرى ، فإن كان المستمع فلسطينياً فإنه بلا شك سينتابه الخجل من تدني مستوى الخطاب ، وإن كان غير ذلك سيشعر بالقرف الشديد مما يسمع فإن ما يقال يخدش الحياء العربي والفلسطيني ، اتهامات متبادلة وعرض مسرحي هزيل قدمه بطل المسرحية – الرئيس المنتهية ولايته – أمام المجلس الثوري لحركة فتح والأسلوب الذي يستخف بكل شيء فيه بما في ذلك الاستخفاف بعقل وفكر كل فلسطيني ,, ولم يكن الرد الذي جاء به الطرف الآخر – محمد دحلان - بأرقى مما جاء على لسان " الرئيس " ، ردح متبادل واتهامات متبادلة والضحية الحقيقية هنا هي القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني .
شركاء الأمس أضحوا أعداء اليوم ، ويأتي ذلك في مرحلة غاية في الدقة ، ومع وجود طباخ ماهر مثل كيري ، يستعد بكل ما أوتي والصهاينة معه من قوة ، لسكب ما يعده من طبيخ في صحون الشعب الفلسطيني ، طبيخ يحوي سماً أقوى بكثير من ذلك السم الذي أودى بحياة عرفات ، فعرفات مهما علت قيمته ، لم يكن إلا شخصاً تحول من قائد عظيم إلى ضحية يتسابق كل من دحلان وعباس باتهام الآخر بقتله .. أما ما يعده كيري فهو سم سيقضي على ماض متجذر وحاضر مؤلم ومستقبل ناصع للشعب الفلسطيني على تراب وطنه .
يختلف الاثنان ويتدنى مستوى الخطاب ، وترى الشماتة في عيون المتربصين ، والفرح في وجوه الصهاينة ، فهاهم الفلسطينيون يختلفون وينقسمون انقساماً على انقسام فلكل من المدعين وسائله وطرقه وحاشيته ومناصريه ... والإعلام يتربص ، فقد وجد مادة دسمة يستغلها للتعتيم على ما يدور في ردهات المفاوضات العقيمة ، وما يعد من اساليب لتصفية مستقبل الشعب الفلسطيني .
لم ينحصر الاتهام بالفساد واستغلال المواقع ، بل وصل الأمر إلى الاتهام بالقتل من خلال دس السم لعرفات ، وتجاوز الأمر كل الحدود حين وصل إلى الاتهام بالعمالة والتحالف مع الصهاينة ، ،،، قرف على قرف وخجل من الخجل ، هذا لسان حال كل فلسطيني شريف ، شعور بالغثيان نحس به مع متابعة كل ما يخرج من معسكر الطرفين المتنازعين ، فماذا يمكن أن يقال عندما يصل الأمر إلى الشك بوطنية "الرئيس" أو الشك بنفس التهمة لمن يعد نفسه لخلافته ، فكأنني اقول ليس بعد الكفر ذنب ، فلا تهمة تساوي هذه التهمة .
هل يأتي ذلك من قبيل النزاع على السلطة ، وأي سلطة ، سلطة ورقية ، لم ولن ترقى لتصبح حتى بمستوى الكرتونية ، سلطة زرعها الصهاينة من خلال اوسلو في عقول كلا المتخاصمين بهدف الحصول على اكبر تنازل ممكن منهما أو من أي منهما ، كانوا حليفين بالأمس عندما كان عرفات حياً ، تسابق كل منهما في مدح الآخر ودعمه ، ومات عرفات بالسم او بغير ذلك ، وبدأ النزاع ، نزاع يحركه الطمع وحب السلطة ، والصهاينة يرحبون ويتغنون ، فباب المزاد مفتوح منذ زمن ، يمدحون هذا ويتغزلون بذاك ، وكل هدفهم تعميق الفرقة والنزاع ، تغزلوا بعباس عندما كان عرفات حياً يرزق ، وكثيرون منهم الآن يتغزلون بدحلان في ظل وجود عباس ، ولعل بعض الأنظمة العربية تفعل الشيء نفسه وتفتح قنواتها الاعلامية لمصلحة هذا أو ذاك ، فالهدف المعلن المخفي هو تصفية القضية الفلسطينية والحكم بالاعدام على مستقبل الشعب الفلسطيني .
فهل سيضع الشعب الفلسطيني مصيره ليصبح كمصير لحية الكهل الذي تزوج للمرة الثانية بزوجة تسمى " حانا " وكان عندما يأتيها طالباً للود تقوم بنزع الشعرات البيضاء من لحيته ليبدو شاباً وليظهر اصغر بالعمر ، أوعندما كان يذهب للزوجة الاولى واسمها " مانا " تقوم هي الأخرى بنزع الشعرات السوداء من لحيته ليبدو أكثر كهولة وليتناسب مع عمرها ، وبين هذه وتلك لم يبق في لحية الرجل الكهل شيئاً من الشعر وصار يتغنى بحرقة وألم عندما يسأله أحدهم " بين حانا ومانا ضاعت لحانا " ، في يقيني أن ذلك لن يكون ، ولا بد من حركة تعيد المسار إلى نصابه ... فهل من يعلق الجرس ...

ابراهيم ابوعتيله
عمان – الاردن
17/3/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني