الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ينصف مهرجان مسقط موسيقى الأفلام ؟

محمد القصبي

2014 / 3 / 18
الادب والفن


يوم الأحد المقبل يفتتح مهرجان مسقط السينمائي الثامن .. وبالطبع للفن السابع عشاقه في ربوع سلطنة عمان ..مثلما الحال في كل جغرافيات الكوكب..
وعشاق الفن السابع في السلطنة سوف يحرصون على متابعة العروض التي ستقدم خلال المهرجان كما هو حالهم في الدورات الماضية.
لكن كيف يتابع هؤلاء عروض الأفلام المشاركة ؟ الإجابة على هذا السؤال تكشف عن مشكلة يقع فيها الكثير من عشاق السينما ..اختزال ولعهم في بعض عناصرها ..القصة ..الحركة ..الحوار ! ربما الديكور إن كان ينطوي على قدر عظيم من مظاهر الفخامة كما هو حال بعض المسلسلات التركية ..الطبيعة الخلابة إن كانت المشاهد تم تصويرها في الغابات أو عبر سفوح وقمم الجبال والوديان والسهول الخضراء..
وماذا بعد ؟
ماذا عن الموسيقى مثلا ؟
من ينتبهون إلى أهميتها ويستمتعون بلغتها الموازية ..بل المتداخلة ..بل البديل الأكثر بلاغة للكلام قليلون ..!رغم أن ثمة حقيقة بسيطة لاينبغي تغافلها ..لانجاح لفيلم بدون موسيقى ..
كنت أتعايش مع هذه الحقيقة بشكل عفوي منذ أن بدأت في ارتياد دار السينما الوحيدة في قريتي وأنا في السادسة من عمري ..كانت الموسيقى المصاحبة للحدث قادرة على تحويل مجرى المشاعر ..البطلة يجري اختطافها ..على وشك أن تقتل من جانب عصابة الأشرار ..البطل يطارد العصابة ..يكابد للوصول إلى مخبئهم ..يفشل ..ينجح .. تتقاذفنا إيقاعات الموسيقى بين مشاعر الخوف والترقب والأمل .. ..لاشيء يغطي على هديرها سوى دقات قلوبنا ..!
كان هذا حالنا مع الموسيقى التصويرية في الأفلام ..نتعايش مع أهميتها دون أن ندرك تلك الأهمية ..تبدو وكأنها الجندي المجهول في المشروع السينمائي ..وما كنا نعرف ذلك !
..ومنذ عدة أيام أدركت مدى الجور الذي يلحق بمؤلفي موسيقى الأفلام ..كان ذلك خلال ندوة في جمعية نقادالسينما التي يرأسها الصديق الكاتب الأمير أباظة وهو أحد ضيوف مهرجان مسقط .. موضوع الندوة مناقشة كتاب "موسيقى أفلام يوسف شاهين " ومؤلفته الدكتورة رانيا يحيي .. وثمة أكثر من سبب لإحساسي بالجور الذي يعاني منه مؤلفو موسيقى الأفلام ..أن الكتاب الذي كنا بصدد مناقشته ..هو ثاني كتاب متخصص في الموسيقى الأفلام ..والكتاب الأول كان مترجما ..هل يعقل هذا؟! ..116سنة سينما ..حيث ألاف الأفلام التي قدمتها السينما العربية وألاف المقالات ومئات الكتب التي تناولتها تأريخا وتوثيقا ونقدا ..وليس من بين كل هذا كتاب عربي واحد عن الموسيقى التصويرية..
وأنتبه ..!
كل برامجنا الفنية في الفضائيات وأبواب الفن في الصحف دائما ضيوفها ممثلون وممثلات ..وأحيانا مخرجون ..وربما كتاب ..لكن لاشيء عن مؤلفي موسيقى الأفلام..
وأنتبه ..!
كل مهرجاناتنا السينمائية العربية تخلو من جائزة للموسيقى التصويرية .. لوحت بيدي تجاه المنصة منوها إلى رغبتي في الحديث ..ولم يكن لدي سؤال ..بل صيحة غضب.. قلت : كيف أيها الأصدقاء لاتوجد جائزة للموسيقى التصويرية في مهرجاناتنا ؟!
أظنهم مثلي يشعرون بالأسى ..واستكملوا حديثهم ..كانوا يتحاورون حول موسيقى فيلم حدوتة مصرية للمخرج الكبير يوسف شاهين ..أكابد كي تستحضر ذاكرتي شيئا من مشاهد الفيلم الذي شاهدته أكثر من مرة ..وكلما حبا مشهد إلى مركز الذاكرة ينزوي سريعا أمام صوت المطرب الجميل محمد منير في مستهل الفيلم ..وهو يشدو بأغنية حدوتة مصرية .لحن أحمد منيب :

مين اللى عاقل فينا مين مجنون
مين اللى مدبوح من الالم
مين اللى ظالم فينا مين مظلوم
مين اللى مايعرفش غير كلمه نعم
مين اللى محنيلك خضار من فلاحين غلابه
مين اللى محنيلك عمار عمالك الطيابه
مين اللى بيبيع الضمير ويشترى ويشترى بيه الدمار
مين هو صاحب المسأله والمشكله والحكايه والقلم
رأيت كل شى وتعبت على الحقيقه
قبلت فى الطريق عيون كتير بريئه
اعرف بشر عرفونى لا لا معرفونيش قبلونى وقبلتهم
بمد ايدى لك طب ليه متقبلنيش
لا يهمنى اسمك لا يهمنى عنوانك
لا يهمنى لونك ولا بلادك مكانك
يهمنى الانسان ولو ملوش عنوان
ياناس ياناس يا مكبوته هى دى الحدوته
ياناس ياناس يا مكبوته هى دى الحدوته
حدوته مصريه حدوته مصريه
حدوته مصريه
وأظن أن هذا حال العواجيز مثلي ..يحصد الزهايمر مشاهد الأفلام في الذاكرة ..لكنه يقف عاجزا أمام صدى إيقاعات موسيقي جميل كالموسيقار جمال سلامة في موسيقاه المنسابة حينا ..الهادرة أحيانا.. في فيلم حدوتة مصرية ..
وكما ذكرت الدكتورة رانيا يحيي في كتابها كان فيلم " مغني الجاز "عام 1927 .. إخراج ألن كروسلاند أول فيلم ناطق في تاريخ السينما ..لكن من الذي كان ينطق ؟ المؤلف الموسيقي وليس الممثلون والممثلات .. حيث كانت الموسيقى مسجلة على الفيلم بينما الحوار عبارات مطبوعة .
فهل ينصف أعضاء لجان التحكيم في مهرجان مسقط في دورته هذه - – مؤلفو موسيقى أفلام المهرجان ..ويضعون إبداعهم الموسيقي ضمن معايير الجود عند اختيارهم أفضل الأفلام ؟! لو فعلوها سوف يكون هذا فعلا محمودا وغير مسبوق ربما في مهرجاناتنا العربية ..
ومن خلال متابعتي لمحتوى المؤتمر الصحفي الذي عقد مؤخرا حول مهرجان مسقط السينمائي أدرك أن رئيسه المخرج الدكتور خالد الزدجالي لديه طموحات فريدة يأمل أن تتحقق من خلال المهرجان ..فهو وزملاؤه في الجمعية العمانية للسينما لايسعون إلى تنظيم مهرجان احتفائي يستقطب نجوم السينما من هنا وهناك لتلتقط الصور وتوزع الجوائز ..ويسجل في تاريخ السينما العربية أن عمان لديها مهرجان سينما ..كتيبة السينمائيين تسعى إلى تأسيس صناعة سينما عمانية ..وتأمل أن يستقطب المهرجان ليس فقط نجوم الفن السابع ..بل أنظار واهتمام المستثمرين ليدركوا أن السينما حقل جدير بالاستثمار فيه ..كتيبة السينمائيين في عمان تأمل أن يتحول المهرجان إلى ورشة عمل يحاضر فيها كبار النجوم الذين ينتمون إلى مدارس فنية مختلفة ..ويقدمون خبرتهم للشباب العماني الذي اختار الفن السابع حقلا تزدهر فيه أشجار طموحهم .. وللتأكيد على أن هذا ليس بالكلام الذي يلقى فقط للصحافة بدون أي رصيد في الواقع استهلت الجمعية أنشطة المهرجان قبل افتتاحه رسميا بما يقرب من أسبوعين بورشة عمل حاضرت ودرست وعلمت فيها إحدى نجماتنا الكبار ..الفنانة نبيلة عبيد ..ومعها الدكتور محمد عبد الهادي ..!
فإن كان التثقيف والتعليم أحد أهداف مهرجان مسقط السينمائي المحورية .آمل أن يضيف الدكتور خالد الزدجالي إلى برنامج ندوات المهرجان ندوة حول أهمية الموسيقى التصويرية ! .. ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال