الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض البشر كالملائكة

امال طعمه

2014 / 3 / 18
الادب والفن


بعض البشر يُصيبونك بالإحباط .. أفعالهم لا تفسير لها..وأقوالهم تنم عن حقد يُحس به ولا يُقرأ أو يُسمع !نفوس بعضها مريض وبعضها يتصارع مع ذاته وبعضها يختزن كل الكره في ذاته لينفث سمَ ذلك الكره هكذا دونما سبب في وجه البشر..
بعض الناس تجد سببا وعلة لتلك النزعة المريضة بعضهم يتذرع بالدين وبعض يتذرع حتى بالعلم! ليخرجوا بذاءات وترهات واحيانا هلوسات..
بعضهم يرى كل الحق أن يهاجم الأخر فقط لأنه يظن أن الحق معه فقط هو فيما يؤمن به أو يعتقده..طرح الإله السماوي غير المنظور جانبا .. أنزله من عرش السماء ..واتخذ نفسه الها لا على نفسه بل على الأخرين!
وما أكثر تلك الألهة في عالمنا ..ألهة تتأله بفرض ذواتها على الأخرين!
إذا كنا لا نؤمن بالألهة فلماذا نؤله انفسنا ؟ أهي غريزة أو حاجة بشرية ان نبقى نبحث عن الألهة حتى ونحن لا نؤمن بها!

بعض الأحداث دون غيرها على تفاهتها تُصدم بها ..ردود الأفعال المبالغ فيها.. وكلام ليس بكلام ..تفترض النية الحسنة في أفعال البشر..لتُصدم مرة أخرى بأنهم يقصدون الفعل ويقصدون الإيذاء..
ربما هي طيبة زيادة عن اللزوم كما يقولون أو ربما هي سذاجة أو نظرة طفولية حين يفترض أحد النية الحسنة قبل السيئة .هل يجب ان تكون عيني شريرة! لماذا البشر المشوهين يحولون البشر الأخرين الى نسخ منهم محاولين بعث روح الشر والحقد داخلهم ليروا العالم كما يروه هم ! أهي حاجة لتدمير الأخر كما دمروا هم أنفسهم بأنفسهم ،لم الأنسان ينزع دائما الى الشر؟
الى ظن السوء ؟هل هذا نتاج لتوجه الإنسان نفسه وظلمة أفكاره؟ أم هي انعكاس لظلم أو حادث بشع ترك تأثيره وبصمته للأبد على دواخل ذلك الإنسان،فأصبح يرى الكل بمنظور ما كان وما حصل!

نتهم الأخرين بالإقصاء والتطرف ونحن نحمله كلنا بدواخلنا ،نزعة فردية لدى كل منا أن نكون فقط نحن لاغيرنا الذين نمتلك الحق والحقيقة ونتصف بالصلاح والخير والمودة وسعة الفكر، أما الأخرين فهم على جهالة وهم ليسوا بمتعقلين وليسوا بصالحين عقائدهم خاطئة وأفكارهم شريرة ..والأخرين يقولون عنا ذات الشيء! فأين الحقيقة؟

يتجادلون ويتحاورون لإثبات خطأ الأخر ..ويطالبون الأخرين باتخاذ مواقف مسبقة إما مع أو ضد ؟ هل يجب أن نكون مع أوضد حتى نكون عقلاء؟ ولدينا موقف ووجهة نظر؟ هم ليسوا مع أو ضد هم فقط مع رغباتهم!
يصيحون أنهم ضد القتل والإرهاب..وبعد حين يبررونه لأتفه سبب وأي سبب ! فقط لأنه أي الضحية مختلف عنهم ويمثل اتجاها أخر يعارضهم..فأي بؤس هذا وأي فكر!إنه فكر البشر ..المؤدلجين والمسيرين منذ البدء نحو الاستقصاء والنزعات الديكتاتورية ولربما كانت نزعة الوهية!
لا يرون في عذاب إنسان قضية، القضية فقط أنه مع من أو ضد من؟
فقدنا بساطة القلب لصالح نظريات وأفكار واتجاهات وأحزاب ومصالح ورغبات ،ففقدنا أنفسنا!

تمشي في طريقك ظانا أنه الطريق الحق! وتتوقف لبرهة حين ترى معظم الإشارات مضلله غير مفهمومة تحتاج الى تفسير !لتعرف حينها أنك في الطريق الخاطئ تلك الإشارات أوحت لك بالعودة وإختيار طريق أخر بديل..عله يكون الطريق الصحيح هذه المرة!
كم ضاعت خطواتنا في طرق خاطئة وكم تهنا عن الطريق وهو أمامنا أمام أعيننا وكم ركضنا بعيدا عن الإتجاه الصحيح وكان المطلوب بضع خطوات لنصل!
كم تبنينا أحلاما مضلله وسعينا لتحقيقها لنجدها تحطمت على صخرة الواقع وظلم القدر!
كم تنازعنا فيما بيننا وكان الأمر يحتاج الى توافق وليس الى نزاع وحروب أدمت قلوبنا فما عاد هناك ذكرى مشتركة سوى للحزن والألم !
لكأنما الأنسان أضحى مشروع ألم مستمر لا ينتهي ، وهو بذاته فكَر وخطط ومازال ينفذ ذاك المشروع !

في ظل يأس الفكر ..وفي ظل كل الإحباط .. وفي هذه المتاهة التي نعيش،
يطل بعض البشر ..كالملائكة اللذين كنا نتخيلهم ونحن صغار بلباسهم الأبيض وأجنحتهم الذهبية ..ليحتضنوا الهم معك..
فلباسهم الأبيض هو كلامهم.. وأجنحتهم هي محبتهم الخالصة..
و يزيلوا سواد الليل ببعض كلمات ..تقرأها فتشعر أنه ما زال هناك فعلا ما يسمى إنسان! وأن هنالك أصدقاء نعم أصدقاء لو أننا لا نعرفهم ..لا نعرفهم وجها لوجه..ولكن نعرفهم من خلال كلماتهم ومواقفهم!

فشكرا لربَي ولسماء الفكر التي أرسلت لي ذلك الصديق الملائكي!

قرأت منذ أيام قليلة نعيا لإحدى السيدات الفاضلات التي كرست سنين حياتها التسعين لخدمة الأيتام وخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة .. فرغم المرض ورغم كبر سنها كانت تحب ان تشرف هي بنفسها على كل شيء لترى الفرحة في عيون الأخرين ،هؤلاء النسوة وهؤلاء البشر الذين يسعون نحو الحقيقة بالعمل الجاد المخلص ليس بالشعارات والانتماءات ،مسح دمعة على خد طفل يتيم أو ايجاد مأوى لانسان ليس له ذنب في تشوه دماغه ،أشد حضورا وأكثر تأثيرا من أية مواقف اصطناعية نتبناها.. فما أكثر احتجاجاتنا وما أقل أفعالنا!
هؤلاء الذين يستخدمون كلماتهم في محبة خالصة ليمحوا أثار الهموم هؤلاء هم أنقياء القلب ،و هؤلاء الذين يكرسون حياتهم كلها لفعل المحبة! وورؤية ابتسامة رضا على وجه إنسان أخر مهمش..
يستحقون أكثر من الكلمات الجميلة بحقهم .. هم يستحقون أن ننسى قبح القدر من أجلهم فقط.

فبعض البشر بشر ..وبعض البشر كالملائكة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رهافة حس ..!!
قاسم حسن محاجنة ( 2014 / 3 / 18 - 13:24 )
تحياتي للزميلة أمال
لندرة اصحاب الحس المرهف بين العرب ن اصبحنا نرى بمرهفي الحس ورقيقي المشاعر نوعا من الملائكة
أما لماذا نفتقد الى المشاعر والاحاسيس الانسانية فهذا موضوع لمقال مطول .
اقترح عليك كتابته
ولك تقديري


2 - الاستاذ قاسم حسن محاجنة المحترم
امال طعمه ( 2014 / 3 / 19 - 07:09 )
شكرا لمداخلتك ،نعم بالذات انا قصدت ان اقول كالملائكة لانهم هم نادرون هذي الايام وان كانوا كثيرين فلا احد يذكرهم كما يليق ، الحس الانساني في هذي البلاد اصبح موجها نحو اشياء معينة ولا داعي لذكرها ، ليس هناك تعاطف انساني حقيقي فالتعاطف ناتج عن تحيزات وانتماءات فقط او مصالح بينما نشاهد الاخرين يتقدمون بمجال الخدمة الانسانية وبث روح المحبة نحن نرجع الى الوراء كلماتنا جارحة واحتجاجاتنا كبيرة ولا نريد ان نعمل شيئا فقط نريد ان نأخذ ولا نعطي فمن تجده خارجا عن هذه الصورة المأساوية تظنه كأنه ملاكا مرسلا من السماء؟؟

شكرا لاقتراحك كتابة مقال بهذا الشأن ولربما سأعمل على كتابته قريبا لانني كنت افكر بموضوع يدور في نفس الفلك وهو لماذا نفتقد البهجة في حياتنا؟

تحياتي


3 - الاستاذه امال طعمه المحترمه
جان نصار ( 2014 / 3 / 19 - 10:32 )
الانسان بطبعه شخص اناني ونادرا ما نرى هؤلاء الملاكه الذين يشعرون مع الاخرين.الم تخرج مقولة من مجتكعانا ونعمل بها الا وهي:عين كل الامهات تبكي ولا عين امي تبكي وبعدهاعين امي تبكي ولا عيني.
كم من بقايا الطعام التي نقذفها في الزباله ولا نقدمها لهؤلاء الذين يمتون جوعا.كم من منا يقدم دعم لدور العجزه والملاجئ ماديا او معنويا يوك يعني ولا حبي.
اللهم نفسي ومن بعدي الطوفان شعار العربان
تحياتي لمشاعرك النبيله وقلمك الشجاع وكتاباتك الرائعه


4 - الاستاذ جان نصار المحترم
امال طعمه ( 2014 / 3 / 19 - 11:15 )
اللهم نفسي ومن بعدي الطوفان شعار العربان من زمان
المشكلة يا استاذ جان العزيز انه حتى وان راينا احد الاشخاص المهتمين بازالة الالام الانسانية او تخفيفها نتوجس منه ونرى انه شيء غريب او انه طيب زيادة عن اللزوم او انه لديه نيه مبيته؟
نعم نحن بحاجة الى تنمية روح التعاون والبذل والعطاء ليس فقط المادي بل احيانا العطاء المعنوي يفوق المادي ،كلمات بسيطة تشجع الاخرين على المضي قدما

شكرا لك على مداخلتك وكلماتك الجميلة

واظن انك تريد القول بأن يجب ان نبدأ بأنفسنا ونحاسب انفسنا،نعم نحن مقصرون في هذا المجال

تحياتي


5 - التاريخ يسيّره البشر الأقوياء لا الملائكة
ليندا كبرييل ( 2014 / 3 / 19 - 15:00 )
عزيزتي الكاتبة المحترمة
ما أرقى مشاهد الحياة عندما يتخللها شخصيات فذة نحن نقول عنهم كالقديسين، أو الملائكة .
ما بين الأخيار والأشرار تمضي الحياة.. ولكن للأسف ، فإن البشر الأقوياء، والبشر الأشرار هم منْ يسيرون الحياة والتاريخ
القديسون والملائكة يرطّبون حياتنا الجهنمية، فلا طمع لهم في هذه الدنيا،وكل همهم أن يزرعوا السعادة في القلوب
في عالم لا يرحم وعجلة الحياة تدور بسرعة رهيبة يتحوّل هؤلاء القديسون إلى أمثلة نادرة الحدوث

التعاون لخدمة الإنسان
والسلام مع تقديري


6 - أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب
فؤاده العراقيه ( 2014 / 3 / 19 - 18:48 )
طيب التحايا عزيزتي آمال وعلى المعلقين الكرام نفراً نفراً
هكذا صارت شعاراتنا وبعض من امثالنا , والسبب جذور متأصلة فينا لفرقة بعضنا عن بعض بحيث صرنا نستغرب لو راينا شخصا يبادر لفعل الخير لربما يبيت لنا شراً
غريزة الأنسان وطبعه الأنانية وحب الذات والأنانية شربناها منذ الصغر وتوغلت في دمائنا وصارت من الصعوبة تنقية اجسادنا منها
ولكن معرفتنا ووعينا هي خلاصنا الوحيد لتنقية شوائب المحيط , تجعلنا نسمو فوق الغرائز ونرتقي للأنسان والإنسانية
العرب اليوم في وضع لا يحسدون عليه والأسباب كثيرة ولكن بتكاتفنا وحبنا نملىء الدنيا حب


7 - الاستاذة ليندا كبرييل المحترمة
امال طعمه ( 2014 / 3 / 20 - 08:23 )
عزيزتي ليندا البشر الذين هم كالملائكة هم ايضا اقوياء يحتاج الصفح وتوجيه طاقة الانسان الى عمل الخير خاصة في زمننا الاستهلاكي هذا الى قدرة وقوة رهيية لكنها قوة ايجابية !القديسين سيرهم كما قلت في تعليق اخر ربما مبالغ فيها لكنها توحي بمقدار الصبر والقوة التي كانوا عليها وايمانهم الشديد بغض النظر ان اختلف بعضنا معهم فيه ،انا ارى ان فعل الشر اسهل لذلك ترينه اقوى ربما ،ومشاهد بشكل اوضح ! لو نظر الانسان حوله لوجد الكثير من الخير ولكن نحن نحبط احيانا من انانية وتكبر بعض البشر علينا ان نكرس جهودنا نحو المحبة والخير لجميع الناس كل واحد حسب مقدرته

تحياتي لك


8 - الاستاذة فؤادة العراقية المحترمة
امال طعمه ( 2014 / 3 / 20 - 08:39 )
اهلا وسهلا عزيزتي فؤادة

نعم هي ثقافة تربينا عليها وغريزة ولكن نحن نشاهد الاخرين يحاولون التغلب على مظاهر الانانية والطمع فلماذا نحن دائما متأخرين؟

عندما نرى مثلا احد الاثرياء العرب يقدم ملايين مقابل عشاء مع احدى العارضات ؟او شراء نادي رياضي اوروبي! فما هو الانطباع عنا حقا؟

ربما هنالك البعض الذي يهتم حقا وربما هنالك الكثير من فعل الخير الذي لا نشعر به لكن المشهد العام يوحي بغير ذلك
اتفق معك المعرفة والوعي هما السبيل للنهوض

أجمل التحيات لك


9 - السادة مشرفي الحوار
امال طعمه ( 2014 / 3 / 20 - 08:43 )
ارجو التنبيه

لم تعد التعليقات تصلني عبر الايميل وقرأت التعليقين الاخيرين على المقال من خلال الارشيف؟

وشكرا

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟