الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القفز على الطريقة اليمنية

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2014 / 3 / 18
السياسة والعلاقات الدولية


حينما كانت تبرز على السطح اليمني ازامات سياسية تمس النظام والدولة في اليمن قبل الوحدة نلاحظ أن القادة والساسة اليمنيين في الشمال او في الجنوب كانوا يقفزون إلى خلق قواعد داخلية لنظام سياسي جديد دون الرجوع والاستشارة للشعوب التي هي في الأساس صاحبة السلطة الحقيقة ودون أي دراسة مسبقة او تخطيط او برامج سياسية للوضع الجديد كون البعض من الزعامات وحاشيتهم تفتقر للمعرفة بدهاليز السياسة داخلياً وخارجياً وخير دليل على ذلك هو القفزة إلى الوحدة اليمنية سنة 1990 والتي كانت نتاج ازامات داخلية في الشطرين ومتغيرات دولية في تلك الفترة كانت تتطلب من الساسة اليمنيين التأني والدراسة للوحدة حتى تكون وحدتهم قائمة على البرجماتية السياسية والحكمة كون النظامين كانا يختلفا في الأسس والتوجه والثقافة السياسية والاقتصادية , واعتمدوا في النهاية وحدتهم على سياسة القفز اللاعقلاني واللامدروس وعلى البرجماتية العاطفية والمصالح الضيقة للنخب السياسية والذي كان نتيجته فشل الوحدة واندلاع حرب بين الطرفين في 1994 وبداية الوصاية الدولية على اليمن .
اليوم وبعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني تقوم النخب السياسية في اليمن بالهروب من الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية إلى القفز نحو نظام الفيدرالية و الأقاليم الستة , والذي كان أحد نتائج مُخرَجات الحوار الوطني والذي تم فيه الاتفاق على شكل الدولة المستقبلية لليمن وبدعم دولي , حيث تم تقسيم الشمال إلى أربعه أقاليم و الجنوب إلى إقليمين رغم رفض اغلب الجنوبيون واغلب القوى السياسية الجنوبية لتقسيم الجنوب كونه يشكل خرق وتحدي للإرادة السياسية الجنوبية وكونه يضعف الجنوب ويقسمه حسب الوضع الجغرافي الذي قسمته بريطانيا أثناء فترة احتلالها للجنوب والذي كان يطلق علية اسم محميات وسلطنات شرقية وغربيه وكان عبارة عن تكتل الغرض منة تطبيق سياسة فرق تسد ومن ثم السيطرة والتحكم في القرارات عن بعد .
نظام الإقليمين في الجنوب تم القبول به دون موافقة اغلب القوى السياسية الجنوبية التي ستسعى في النهاية وبكافة السبل إلى التوحد لتشكيل جبهة عريضة قوية ومتماسكة للمطالبة بحق تقرير المصير, الحق الذي تطبقه القوى العظمى وتوزعه حسب مصالحها وتعطي الحق بشكل انتقائي لمن تريد و لا يشمل كل الشعوب مهما وصلت درجة الظلم أو حقه التاريخي في الاستقلال , الحق الذي يعتبر أداة سياسية منذ فترة ما بعد نهاية الحرب العالمية الثانية كأول مرحلة في نزع الاستعمار , واليوم ظهرت إلى السطح الدولي حالة جديدة من الانفصال وهي جمهورية القرم التي أعلنت استقلالها وانضمامها إلى روسيا وهي حالة انفصال مشابهة لحالة إعلان كوسوفو والذي تم من جانب واحد لم يحدث فيه أي تضاد للقانون الدولي , حيث أن القانون الدولي لا يتضمن أي حظر على الاستقلال و لا يوجد فيه اي حق يحظر الانفصال ولا يضمن بقاء دولة إلى ما لا نهاية كما هي , فقط يؤكد ميثاق الأمم المتحدة الاساسى يدعو إلى المحافظة على السلم والتغيير السلمي وهو ما تنتهجه القوى السياسية الجنوبية والشارع الجنوبي للحصول على قرار حق تقرير المصير.
انفصلت كوسوفو عن صربيا والجنوب عن السودان , وتيمور الشرقية عن إندونيسيا بشكل لا يخالف اى قانون من قوانين المجتمع الدولي , أما مسائلة الاعتراف بالدولة المنفصلة فلا توجد هناك حالة غير قانونية حال الاعتراف الجماعي , فنحن في النهاية أمام مرحلة جديدة من التاريخ في العلاقات الدولية مع تنامي فكرة حق تقرير المصير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد