الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صافيناز وشاهيناز والكباريه

عمرو عبد الرحمن

2014 / 3 / 18
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس


استحوذت حكاية الصراع بين الراقصة الأرمينية الحسناء "صافيناز" وبين "شاهيناز" - صاحبة الكباريه الذي ترقص فيه "صافيناز" علي اهتمام العامة والخاصة من إعلاميين ومواطنين وهواة قراءة المانشيتات الساخنة.

وكان من الطبيعي أن تنافس الحكاية المحشوة بكل أنواع البهارات علي اهتمام هواة أخبار النميمة، وفقا لما امتلأت به من شائعات مثيرة حول غيرة نسائية وصراع علي شهرة وخلافات قانونية علي العقد المبرم بين شاهيناز وصافيناز، والذي كان يقضي بأن تكون جميع فقرات الراقصة، حصرياً علي مسرح كباريه الأولي، ولما خالفت "صافينار" بنود العقد" ورقصت خارج كاباريه شاهيناز، وقف لها محامي الأخيرة بالمرصاد، من وجهة نظره لأسباب قانونية محضة، بينما تحدث البعض عن أسباب أخري "شخصية" تضمنت اتهامات بتحرش المحام بالراقصة، بحسب أقوالها في النيابة.

المشهد وعلي الرغم من أنه ليس الأول في سياق حكايات الصراعات النسائية، في الأوساط الفنية والسياسية والاقتصادية، وهي بالمناسبة أوساط تجمعها الكثير من أوجه الشبه، وكما أنه ليس الوحيد علي ساحة أخبار النميمة المذمومة، ولكنه أيضا يجبر القارئ بهدوء علي التوقف والتساؤل........................

لماذا الآن تعود مثل هذه النوعية من الأخبار لتطفح علي السطح وكأن هناك من يحاول مجدداً، شغل الرأي العام بذات القصص التافهة التي كان أبطالها نجوم الحاشية المباركية الفاسدة، جنبا إلي جنب وحكايات الاغتصاب وجرائم الإرهاب وأحداث الفتنة الطائفية، والتي كان يتم الزج بها زجاً متعمدا علي مائدة اهتمام العامة، لإلهائهم عما يجري علي موائد الأغنياء، وموائد أخري خضراء، مورس فيها القمار علي مستقبل البلد وأهله معاً؟؟؟.

كلها إذن حكاوي وروايات، من المفترض أن غالبية المصريين - المبهرين بوعيهم الجمعي الرائع - قد فهموا ( لبتها ).

وعرف المصريون أخيرا أن حكايات زواج وطلاق الفنانين وحمل الفنانات من حرام وغيرها من جرائم القتل والاغتصاب غريبة علي مجتمعنا لم تكن تبدو أبدا بهذه الكثرة إلا لأن الإعلام المباركي كان يتعمد التركيز عليها، كما أن "الفتنة الطائفية" المزعومة قد انفضحت بامتياز وآمن المصريون أن وحدتهم - كأمة واحدة - لن يقدر عليها أحد - مهما حاول - طالما حافظوا علي تماسك نسيجهم الاجتماعي والوطني......

أما موضوع "الإرهاب" فقد شهد الناس بأعينهم كيف خرجت الجماعة الإرهابية من قمقم مبارك، كالمارد، بأذرعه السوداء المليارديرية والعسكرية "ميليشيات الشاطر" والسياسية "حزب الحرية والعدالة" الذي تشكلت كوادره ودوائره في أيام.

ليتاكد للجميع أن لوكان نظام مبارك جادا فعلا في حربه علي "الإرهاب" ما تحولت الجماعة في عهده إلي ( غول ) ما أن تنفس هواء الحرية حتي أراد أن يدهس الجميع ويلتهم مصر بأكملها ( في لقمة واحدة )، وأن الحكاية كلها كانت صفقة قذرة، أو مسرحية هابطة، بطلها "مبارك" في دور "حامي الحمي"، والسنيد فيها الجماعة في دور "المرأة المقهورة"....... بينما الواقع إن كله كان بيلعب مع كله علي جسد امرأة أخري يتناوب الجميع اغتصابها دون رحمة هي مصر!!!.

وعودة إلي حكاية صافيناز وشاهيناز، نجد أن طرفي الحكاية لا فارق كبير بينهما، فالراقصة "صافيناز" - مع كل احترامنا لوجودها بين أهلها ووطنها الثاني في مصر - لم تكن لتتمتع بكل تلك الشهرة الطاغية في مصر ما بعد الثورة - إلا لأن الثورة الحقيقية لم تهز بعد وجدان قطاعات واسعة من شعب عملاق تمرد علي طغاة وجبابرة، لكنه لم يستعد بعد وعيه الفني والثقافي ولا قدرته علي "التمييز" بين الفن السابع وفن الدرجة الثالثة أو "الترسو".

أما شاهيناز، فحكايتها أتركها لتتناقلها ألسنة سكان منطقة بطن البقرة.

وبطن البقرة - لمن لم يسمع بها من قبل - هي إحدي عشوائيات الدائرة الانتخابية التي كانت تمثلها "الهانم شاهيناز" في عهد عصابة مبارك والأربعين ألف حرامي، ومنهم لص الحديد الشهير بـ"أحمد عز"، مايسترو التزوير البرلماني الأول والذي كان زوجا لها في يوم من الأيام.

وهي الحكاية - أي حكاية بطن البقرة وسكانها الميتين بالحياه حتي الآن - هي الأجدر أن تستحوذ علي اهتمام الناس الآن، وإلا سنعود كلنا - كمصريين - إلي سكان عشوائية طويلة عريضة ممتدة بعرض الوطن، بينما يعيش الطغاة وزوجاتهم وأنجالهم، وهم راكبين علي رقابنا ( مدلدلين أرجلهم ) علي أكتافنا.

أفيقوا يرحمكم الله.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون ينفي وجود خطط لانتشار الجنود الأميركيين في قطاع غز


.. هل يحمي الواقي الشمسي فعلا من أضرار أشعة الشمس؟| #الصباح




.. غانتس: قادرون على إدخال لبنان في حالة من الظلام وتدمير القدر


.. حرب غزة.. نازحون يعيدون استخدام أكياس الطحين لصنع خيام تؤويه




.. بعد اختفاء سيدة في جزر البهاما.. السلطات الأميريكية تحذر من